لماذا تصر الدوحة على الإساءة المبرمجة للإمارات؟

لماذا تصر الدوحة على الإساءة المبرمجة للإمارات؟


07/12/2020

منذ فُرضت المقاطعة الرباعية العربية ضد الدوحة، وقبل ذلك التاريخ، ظلت قطر تحيك المؤامرات، وتضع السم في الدسم، لشيطنة دولة الإمارات العربية المتحدة، وفبركة الأخبار التي لم تتوقف عند حدود النقد السياسي، بل تجاوزت ذلك إلى الأعراض وشتم النساء، وقذف المحصنات.

وبات القاصي والداني يعلم كيف تمكن العقل الشيطاني في الدوحة من استدراج بعض النشطاء على "يوتيوب" وشراء ولائهم الرخيص بالمال الكثير من أجل تحويلهم إلى أدوات ردح وشتم وسخرية من الإمارات وإنجازتها التي شهد لها العالم.

من أبرز النشاطات التحريضية التي أدارتها الدوحة ضد الإمارات، تلك الشبكات الرقمية التي وقفت وراءها المخابرات القطرية، وكانت تبث أخباراً كاذبة، وأهمها خلية "بوعسكور"

الدوحة لم تتوقف عن شراء المنابر الإعلامية والردّاحين المطعون في أخلاقياتهم والمعروفة قضايا تحرشهم بالأطفال، بل ساهم معها في هذا الجهد الشائن جماعة تسمي نفسها الإخوان المسلمين، وما لها أية علاقة لا بالإخوان وما تعنيه من أواصر المحبة والتسامح، ولا صلة لها أيضاً بالإسلام الحنيف الذي يحض على الرحمة والعفة وحفظ الأعراض وصيانة النساء الحرائر من القذف والسب والتشهير.

محاولات قطر لم تتوقف، ودسائسها لا حدود لها، ومنابرها الإعلامية التي تزعم الرأي والرأي الآخر، قتلت الصحافة وسممت ذوق المشاهد العربي، وطعنت جيرانها في الصميم، وكان للإمارات الحظ الأوفر من الطعنات القطرية.

اقرأ أيضاً: قطر والتعاون مع الأعداء ضد الأشقاء

وكدليل على خبث الدوحة وسابق تصميمها على الإساءة المبرمجة للإمارات، أنشأ جهاز أمن الدولة (المخابرات) في قطر ما يسمى بالإدارة الرقمية، لرصد كل ما يتم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء حسابات وهمية على تويتر وإنستغرام بأسماء وهمية بهدف التحريض على دول الجوار.

وبعودة قليلة إلى الوراء من أجل التذكير، عسى الذكرى تنفع المؤمنين، نرى التحريض على الحكومة في الإمارات، سواء من خلال دعم تنظيمات إخوانية سرية فيها، أو عبر إنشاء شبكات على مواقع التواصل بهدف زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار.

اقرأ أيضاً: لماذا تعادي قطر الإمارات؟

وقبل ثلاث سنوات، كشف القيادي الإخواني عبد الرحمن خليفة بن صبيح السويدي الذي يقضي عقوبة السجن في الإمارات على خلفية انتمائه سابقاً لما عرف بـ"التنظيم السري"، عن الدعم القطري المباشر للتنظيم في إطار مخطط لنشر الفوضى في البلاد.

ماذا قال السويدي؟

وقال السويدي في لقاء بثه تلفزيون أبوظبي، إنّ قطر أرسلت مدربين إلى الإمارات عام 2010، لتدريب شباب التنظيم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على الحكومة وتنظيم مظاهرات وإحداث حالة من الفوضى في البلاد، على غرار ما حدث فيما سمي "الربيع العربي".

وفضح السويدي دور قطر في استقبال أعضاء التنظيم الهاربين من الإمارات، واستصدار وثائق مزورة لهم لتسفيرهم إلى تركيا، من أجل الاستمرار في نشر التحريض ضد الإمارات عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة والإخوان.

اقرأ أيضاً: تقرير أمريكي: الجزيرة القطرية تدعم إيران والتطرف

وقال إنّ "بعض الهاربين سافر إلى قطر ببطاقة هوية فقط دون جواز سفر، وهناك حصلوا على وثائق سفر لا نعلم من أين جاؤوا بها".

وزير الخارجية العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري رفض الإجابة عن أسئلة مراسل "الجزيرة"، قائلاً: قناة الجزيرة عملت على تغذية أدب الفرقة وارتكاب خطأ تاريخي في ذلك

وأكد السويدي الذي كان يرأس "العمل الخيري" التابع للتنظيم السري للإخوان في الإمارات، أنّ كافة "الأعمال الخيرية" كانت عبارة عن واجهة فقط لنقل الأموال إلى فروع التنظيم الإخواني في بلدان أخرى، ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تجنيد الشباب ونشر الأفكار المتطرفة.

اقرأ أيضاً: قطر وحزب الله… حين تخدم الدبلوماسية التطرف

وأشار السويدي إلى دعم الدوحة لحسن الدقي، وهو أحد مؤسسي التنظيم السري في الإمارات، وشخص لعب دوراً كبيراً في تجنيد المتطرفين لتنظيم داعش في سوريا والعراق، ومهد الطريق لبعض العسكريين المغرر بهم مثل محمد العبدولي الذي قتل في سوريا، وهو مدعوم من عدة جهات أبرزها قطر، وقام بنشر العديد من الكتب والآراء لنشر الفكر المتطرف، وأسس حزب الأمة الإرهابي"، وفق ما أفادت "سكاي نيوز عربية".

بوعسكور

ولعل من أبرز النشاطات التحريضية التي أدارتها قطر ضد الإمارات، تلك الشبكات الرقمية التي وقفت وراءها المخابرات القطرية، وكانت تبث أخباراً كاذبة تهدف إلى ضرب استقرار دول الجيران الخليجية على وجه الخصوص، وأهمها خلية "بوعسكور" التي استهدفت السعودية والإمارات.

اقرأ أيضاً: هل باتت قطر سبباً رئيسياً في أزمات الصومال؟.. دراسة جديدة تجيب

وكشفت دولة الإمارات في حينه عن تفاصيل تلك الخلية التي يشير اسمها إلى حساب على وسائل التواصل الاجتماعي استهدف إثارة الاضطرابات في الدولة ببث الإشاعات المغرضة والإيهام بوجود قلاقل في البلاد.

وتعود القضية إلى نهاية عام 2013 حين كلف جهاز أمن الدولة في قطر أحد ضباطه لشراء شرائح هاتف موبايل من الإمارات والسعودية لاستخدامها في إنشاء حسابات على وسائل التواصل، حتى تبدو الإشاعات والإساءات صادرة من السعودية والإمارات.

وفي تفاصيلها، رصدت أجهزة الأمن الإماراتية الحسابات المسيئة على مواقع التواصل، وتتبعت أصحابها، وتبيّن أنّ وراءها ملازماً أول في المخابرات القطرية يدعى حمد الحمادي كلفه بهذه المهمة مدير الإدارة الرقمية في المخابرات القطرية، النقيب حمد خميس الكبيسي، وبثت القنوات الإماراتية اعترافات الحمادي بالمؤامرة من بدايتها.

اقرأ أيضاً: مخططات تقسيم اليمن بين إيران وتركيا وقطر والإخوان

وفي سياق حملة أكاذيبها الممنهجة ضد الإمارات، عملت قطر، كما أفادت صحيفة "البيان" على "استئجار صحيفة الأخبار اللبنانية، الذراع الإعلامي لميليشيا حزب الله الإرهابي، في محاولة التشويش على النهج المسؤول لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم استقرار الدول العربية التي تشهد تدخلات إيرانية لضرب استقرار وزرع الاضطراب فيها".

ونشرت الصحيفة التي تعد ناطقة باسم المصالح الإيرانية في لبنان والمنطقة، ما زعمت أنها "وثائق" صادرة من السفارة الإماراتية في بغداد، وهي في الواقع مجرد تحليلات رديئة قامت بها مراكز الدعاية الإيرانية، وقامت بترجمة أمنياتها على شكل "وثائق مزعومة" حملت رداءة من قام بصياغتها قبل كل شيء. ومن أجل "البهرجة الإعلامية" قامت صحيفة الأخبار (أكاذيب ليكس) بنشر مادتها تحت عنوان "الإمارات ليكس".

والمادة التي لفقتها الغرف الإيرانية القطرية المظلمة مفبركة بالكامل، وذلك لأنّ السياسة الإماراتية في العراق شفافة وعلنية، ولا تعتمد على أقبية الظلام التي تنتهجها قطر وإيران، ولا استخدام أذرع ميليشياوية، وهو ما تتقاسمها إيران وقطر وفق معادلة توزيع الأدوار، حيث تستلم إيران إدارة الميليشيات التي تعرف بأنها شيعية، بينما تلجأ قطر إلى إدارة الإرهاب الذي تنفذه تنظيمات متطرفة إجرامية مثل "القاعدة" و"داعش".

التغطية على إيران

ولم يكن مستغرباً أن يتزامن نشر صحيفة الأخبار أكاذيبها ضد الإمارات مع توالي الفضائح الإيرانية في استخدام شبكة إعلامية واسعة بـ11 لغة من أجل التأثير على الرأي العام في المنطقة والعالم، كما يتزامن مع أخطر انتهاك للسيادة العراقية منذ سنوات، وهو نقل إيران صواريخ لقاعدة عسكرية أقامتها في منطقة جبلية على الحدود بين إقليم كردستان العراق.

أما الفضحية الإيرانية الأخرى فتمثلت في تزويد النظام في طهران ميليشيات تابعة لها في العراق بصواريخ باليستية من أجل تهديد مصالح الدول الملتزمة بالعقوبات الأمريكية، وترهيب الحكومة العراقية باعتبار أن حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته (في ذلك الحين) حيدر العبادي قد أعلن التزامه بالعقوبات الأمريكية.

في ظل هذه الخروقات الإيرانية للسيادة العراقية، تلجأ قطر وإيران، كما أكدت "البيان" إلى صحيفة مأجورة تنشر أكاذيب من أجل التغطية على الانتهاكات الإيرانية في العراق. فقد حرص كاتب الوثائق المزورة على الزعم بأنّ الإمارات تدعم تياراً عراقياً، من أجل خلط الأوراق وتشكيل موقف معاد للإمارات في العراق.

ومن أجل التسويق لذلك قامت الوثائق بنشر بعض الأمور عن قطر وقناة الجزيرة بهدف عدم توجيه المادة المكتوبة كلها إلى نقطة محددة، مثل تصريح وزير الخارجية العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري خلال زيارته الدوحة، حين رفض الإجابة عن أسئلة مراسل القناة، قائلاً: "قناة الجزيرة عملت على تغذية أدب الفرقة وارتكاب خطأ تاريخي في ذلك"، مضيفاً أنه عندما تصحح "الجزيرة" تلك الأخطاء "ستلقى مني تجاوباً واحتراماً".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية