ليبيا: بين باشاغا والدبيبة... أين تقف أنقرة؟

ليبيا: بين باشاغا والدبيبة... أين تقف أنقرة؟


16/03/2022

منذ تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية، وتشكيل حكومة جديدة من قبل مجلس النواب، تفاقمت حالة الغموض السياسي والانقسامات المؤسساتية داخل ليبيا، لكنّها في الوقت ذاته وضعت تركيا في مأزق، خاصة أنّ علاقتها مع رئيس الحكومة المكلف الجديد فتحي باشاغا جيدة جداً، ومع المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة أيضاً الذي ضمن مصالحها منذ تسلمه زمام الأمور في ليبيا.

وفي السياق، كتبت صحيفة "المونيتور" أنّ تركيا تواجه خيارات صعبة في ليبيا، ما لم يتمّ حلّ الصراع على السلطة، وثمّة احتمال لمواجهة عسكرية، إذا حاولت الحكومة الجديدة دخول طرابلس عنوة.

تركيا تواجه خيارات صعبة في ليبيا، ما لم يتمّ حلّ الصراع على السلطة بين باشاغا والدبيبة

وأشارت الصحيفة إلى تغيرات على الأرض تدفع تركيا للّعب بشكل أكثر انفتاحاً وحزماً في الملف الليبي، بعد أن أثارت في وقت سابق انزعاجاً ممّا وصفته بتحالف رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا مع القوات الشرقية، ولا سيّما القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، الساعي للإطاحة بولاية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بحسب الصحيفة.

وقال تقرير "المونيتور": إنّ أنقرة عملت بشكل وثيق مع باشاغا خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق، "إلا أنّ الوضع اليوم اختلف بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يرى أنّ حكومة باشاغا تحت تأثير حفتر وعقيلة صالح، اللذين عارضا بشدة الوجود العسكري التركي في ليبيا".

أنقرة عملت بشكل وثيق مع باشاغا خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية، إلا أنّها تُعارض تحالفه مع حفتر وعقيلة صالح

وقالت الصحيفة: إنّ ذلك قد يعني بالنسبة إلى أردوغان فقدان الضمانات التي يقدّمها الدبيبة، إلا أنّه مع ذلك يُبقي الباب مفتوحاً أمام باشاغا، مع الحفاظ على دعم حكومة الدبيبة.

أردوغان يُبقي الباب مفتوحاً أمام باشاغا، ويحافظ على دعم حكومة الدبيبة، حتى لا يفقد الضمانات التي قدّمها له

وعلى الرغم من كونها حذرة من إثارة الاشتباكات في منعطف حاسم في ليبيا، إلا أنّ الحقيقة أنّ تركيا تبقي وجودها العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي في طرابلس، في خطوة تؤثر على التوازن، وتجعل الملعب أكثر أماناً للدبيبة، حسب الصحيفة.

وتضيف "المونيتور" أنّ تركيا تحاول أن تحافظ على ذلك التوازن في ليبيا لضمان مصالحها مع من يصل إلى السلطة، وهو "ما جعل موقفها حسّاساً وتحركاتها محسوبة بدّقة".\

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية