ليسوا فصيلاً وطنياً... اتفاق مصري على رفض عودة الإخوان إلى المشهد السياسي

قطع سياسيون ومفكرون مصريون الطريق أمام محاولات جماعة الإخوان، التي تم تصنفها على قوائم الإرهاب، للعودة إلى العمل السياسي داخل مصر، بادعاء أنّهم فصيل وطني معارض، رافضين تماماً عودة التنظيم إلى ممارسة العمل العام، واعتبروا أنّ الدعوات من هذا النوع ليست سوى مخطط إخواني لاختراق المشهد السياسي قبيل الانتخابات الرئاسية 2024. 

ردود الأفعال الغاضبة، والتي ذكّرت معظمها بجرائم الإخوان بحق المصريين منذ سقوطهم عن الحكم عام 2013، جاءت رداً على دعوات أطلقها المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي، رحّب فيها بعودة الجماعة إلى العمل السياسي باعتبار أنّهم "فصيل وطني"، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره سياسيون "محاولة لكسب زخم انتخابي بطرق ملتوية".

اتفاق لعودة الإخوان... مَن أطرافه؟ 

الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري اعتبر دعوات عودة التنظيم إلى المشهد السياسي، لسيت سوى اتفاق بين أطراف عديدة تحركه قوى غربية. 

واستنكر بكري من يحاولون الترويج لعودة جماعة الإخوان الإرهابية مرة أخرى إلى المشهد السياسي، واصفاً إياهم بأنّهم من فصيلهم نفسه، ولو رفعوا شعارات أخرى.

وأوضح بكري، خلال برنامج (حقائق وأسرار) المذاع على قناة (صدى البلد) مساء الخميس، أنّ "هناك اتفاقاً غربياً مع جماعة الإخوان الإرهابية للضغط على المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية لإعادة الإخوان إلى المشهد مرة أخرى". 

وتساءل: "يا ترى إحنا صاحيين للمخطط ولا بعضنا هيتفرج ونسيب السيسي يدخل معركته بنفسه؟"، لافتاً إلى أنّ كل من يدعو إلى عودة جماعة إرهابية يرتكب جريمة في حق هذا الوطن، وأنّه لا يوجد وطني حقيقي ينتمي إلى مصر، لا يعلم بوجود أزمة اقتصادية بالدولة، ولكن على الجانب الآخر هناك أمن واستقرار وأبطال قدموا تضحيات من أجل هذا البلد، بحسب صحيفة (الشروق) المصرية. 

غضب في الأوساط السياسية 

وقد عبّر نواب برلمانيون وأحزاب سياسية عن غضبهم جراء تلك التصريحات، واعتبر رضا صقر رئيس حزب الاتحاد المصري أنّ عودة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي تستهدف الرجوع بمصر لأجواء الخيانة والعمالة والحرب الأهلية، مشدداً على أنّ الشعب المصري لن يسمح بهذا الأمر على الإطلاق، وفق موقع (تحيا مصر).

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أنّه ليس من المقبول أن يرحب أيّ أحد بجماعة الإخوان التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، واستشهد بسببها كثيرون وراح ضحية وقائعهم عدد من رجال الجيش والشرطة، وبالتالي ليس مقبولاً ذلك على الإطلاق.

مصطفى بكري: هناك اتفاق غربي مع جماعة الإخوان الإرهابية للضغط على المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية لإعادة الإخوان إلى المشهد مرة أخرى

كما حذّر هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، من الدعوات التي ترحب بعودة جماعة الإخوان مرة أخرى إلى المشهد السياسي، مؤكداً أنّ أيّ مرشح للانتخابات الرئاسية يرحب بالجماعة مرفوض تماماً على جميع المستويات.

وأكد أنّ عودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى المشهد السياسي أمر مرفوض على الإطلاق، وهو يتنافى مع النصوص الدستورية، مؤكداً أنّ الشعب المصري لن يسمح بعودة هذا الفصيل السياسي مرة ثانية.

من جهته، قال أحمد البرلسي البرلماني المصري عن حزب التجمع: إنّ حزبه يقف ضد كل من يتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية، وكل من يعلن استعداده للتعاون مع جماعة الإخوان، وكل من يعتبر نفسه قنطرة لإعادة الإخوان مرة آخرى إلى المشهد السياسي في مصر. 

وقال في بيان: "هذه صفحة وانطوت في تاريخ مصر، فهذه الصفحة دفع ثمنها دماء الشعب المصري وجيشنا، وبالتالي يجب ألّا تعود مرة أخرى".

المعارضة أيضاً غاضبة 

المقترح المقدم من جانب طنطاوي لم يلقَ قبولاً أيضاً لدى المعارضة المصرية، التي رفض قاداتها بشكل واضح دعوة الإخوان للعودة إلى المشهد السياسي. 

وأبرز تلك الآراء ما صرّح به حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، ومؤسس حزب الكرامة والتيار الشعبي، رداً على موقفه من الانتخابات الرئاسية، أنّه بسبب اختلافه مع النظام الحاكم وسياساته، فسوف يدعم أيّ وجه سياسي مخضرم ينتمي للحركة المدنية أو للمعارضة بشكل عام، على أن تتوافر فيه الشروط الموضوعية التي يجب أن تتوفر في من يتصدى لموقع المسؤولية، بحسب صحيفة (المصري اليوم). 

 رضا صقر رئيس حزب الاتحاد المصري: عودة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي تستهدف الرجوع بمصر إلى أجواء الخيانة والعمالة والحرب الأهلية، مشدداً على أنّ الشعب المصري لن يسمح بهذا الأمر على الإطلاق

 وأكد على أن يكون هذا الوجه ليس من الوجوه المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، أو يتلقى تأييداً أو دعماً منها؛ لأنّها في خصومة مع الدولة المصرية. 

وأوضح أنّ الحركة المدنية لم تناقش بعد موقفها من دعم مرشح بعينه، لأنّ هناك أكثر من شخص ينتمي لها ينتوي الترشح. 

 وتابع: "إذا أقدم أكثر من مرشح ينتمي لها، أتوقع أننا سندعمهم جميعاً، مع احتفاظ كل كيان مؤسس للحركة بحقه في دعم مرشح بعينه ينتمي لهذا الكيان."

كيف ردّ الرئيس المصري على ادعاءات "الفصيل الوطني"؟ 

في مقاله المنشور عبر موقع (العربية) ذكر الكاتب المصري خالد منتصر موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من ادعاء أنّ الإخوان "فصيل وطني". 

وفي المقال المنشور تحت عنوان: "هل الإخوان فصيل وطني؟ الرئيس السيسي لديه الإجابة" بتاريخ 30 آب (أغسطس) الماضي، يقول منتصر: "بدأت نغمة "الإخوان فصيل وطني" تتردد على شفاه البعض من النخبة، مع اقتراب موعد الانتخابات، صار هذا الشعار الخادع افتتاحيات خطب سرادقات، ومقدمات برامج يوتيوبات، وصفقات سرية فى تربيطات انتخابات".

وتابع: "أستطيع أن أقول إنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تولى دفة الحكم، كانت لديه الإجابة الصريحة والواضحة والحاسمة، إجابته وقناعته أنّ هؤلاء ليسوا فصيلاً وطنياً على الإطلاق، فالإخواني يعتبر الوطن مجرد غرفة في فندق.. أمَّة الخلافة أهم من بلده... الوطن بالنسبة إليه وسيلة ارتزاق وابتزاز، وليس مصدر فخر واعتزاز".

وأضاف: "هذا الوضوح فى الرؤية هو ما يجعلني أدعو الرئيس السيسي إلى الترشح، لأنّني واثق من أنّ هذا اليقين المبني على تجارب وخبرات لن يتزعزع، برغم كل المؤامرات التى تُحاك للوطن من تلك العصابة الفاشية، التى لا تحمل لمصر إلا كل الكراهية والحقد والغل والسواد، إنّهم أهل الشر كما أطلق عليهم الرئيس السيسي".

واستطرد: "تعرَّض الرئيس في الفترة الماضية لمؤامرات رهيبة من تلك الجماعة، لم يتزعزع موقفه، لماذا؟ لأنّه يؤمن تماماً أنّ حكم الإخوان وعودتهم إلى الصدارة هو تغيير في هوية الوطن، في جيناته، في الـ (دي إن إيه)".

وأضاف: "نحن كوطن وشعب تحمَّلنا في تاريخنا صعاباً وأهوالاً، لكنّ ما جعلنا متماسكين نسيجاً واحداً، هو أننا في ظل كل تلك الكوارث والأهوال احتفظنا بهويتنا الوطنية، بجيناتنا، لم نتحول إلى مسخ يصرخ مرشده في البرية: "طظ في مصر... أنا يحكمني أخ ماليزي، ولا يحكمني قبطي مصري!".    

مواضيع ذات صلة:

- كيف ساهم مجلس الإمارات للإفتاء ورابطة العالم الإسلامي والإفتاء المصرية في محاربة التطرف؟

- رئيس محكمة أمن الدولة بمصر يكشف مخططات وجرائم الإخوان... ماذا قال؟