ماذا خلف دعوة الإخوان إلى الجهاد في باكستان؟

ماذا خلف دعوة الإخوان إلى الجهاد في باكستان؟

ماذا خلف دعوة الإخوان إلى الجهاد في باكستان؟


11/09/2022

يواصل سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية، الذراع السياسية للإخوان، حراكه السياسي؛ من أجل تحريك الشارع نحو التظاهر والإطاحة بحكومة شهباز شريف، وفي هذا السياق، حرّض أمير الجماعة الإسلامية على النخبة الحاكمة؛ حيث قال في بيان إنّ على الحكام منح أموال من أصولهم لضحايا الفيضانات، متهماً الحكومة الفيدرالية وحكومات المقاطعات بالانشغال بالسياسة، على حساب ضحايا الفيضانات.

سراج الحق كرر مراراً أنّ المافيا تحكم بلاده، وأنّ الجماعة وحدها تعرف طريق الخروج من الأزمات، مطالباً الشعب بمنح الإخوان الثقة والحكم، لتطبيق شرع الله، والنظام الإسلامي بحسب مزاعمه.

أمير الجماعة الإسلامية قال إنّ ضحايا الفيضانات في حاجة ماسة إلى مياه شرب نظيفة، والأمة كلها مستيقظة لمساعدة المنكوبين، ولكن الحكومة نائمة. مضيفاً: "في فيضان 2010، أظهر الحكام الفساد وعدم الكفاءة، ولم يتم تنفيذ توصيات اللجنة التي تشكلت بعد الفيضان، ولو تم تنفيذ تقرير لجنة الفيضانات، لما كان الوضع خطيراً اليوم".

وأشاد أمير الجماعة الإسلامية بمتطوعي الإخوان، زاعماً أنّهم خاطروا بحياتهم؛ لإنقاذ الضحايا، داعياً إلى اتخاذ تدابير لإعادة توطين النازحين في منازلهم.

الدعوة إلى الجهاد

زعيم الإخوان في باكستان واصل نغمة التحريض، مطالباً الشارع بالتحرك، والقضاء على النخبة الحاكمة، زاعماً أنّ البلاد أصبحت في قبضة 2 في المئة يمثلون الحكام وطبقة المنتفعين ورجال الأعمال، الذين تركوا الناس تحت رحمة الظروف، وقال إنّ الحكام يجلسون في القصور منخرطين في الخطاب الكلامي، داعياً إلى الثورة المسلحة، حيث قال بشكل مباشر إنّ "تخليص البلاد من النهب، هو الجهاد الحقيقي في سبيل الله".

سراج الحق كرر مراراً أنّ المافيا تحكم بلاده، وأنّ الجماعة وحدها تعرف طريق الخروج من الأزمات

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنّ سراج الحق، في أعقاب دعوته الصريحة للجهاد، زعم أنّ جميع التجارب السياسية منذ الاستقلال أثبتت عدم نجاحها، وأنّ علاج آلام الأمة ينحصر فقط في النظام الإسلامي، وفق تصور الإخوان.

سراج الحق قال أمّام حشد من أتباعه في المنصورة، بمناسبة ذكرى تأسيس الجماعة الإسلامية الـ 81، إنّ الثورة باتت هي سبيل الخلاص، حيث أدرك، وفقاً لمزاعمه، بعد أن أمضى 5 أيام مع ضحايا الفيضانات في السند وجنوب البنجاب وبلوشستان، أنّ الحكومة تركت الضعفاء نهباً للجوع والموت، وفشلت في إغاثة المنكوبين، قبل أن يتحرك في تظاهرة ضمت أنصاره من الإخوان وبعض الجماعات المتطرفة.

أشاد أمير الجماعة الإسلامية بمتطوعي الإخوان، زاعماً أنّهم خاطروا بحياتهم لإنقاذ الضحايا، داعياً إلى اتخاذ تدابير لإعادة توطين النازحين في منازلهم

أمير الجماعة الإسلامية طالب المتضررين بالعمل مع الجماعة الإسلامية؛ لتجاوز الأزمة، وحرّض الذين خسروا أموالهم بالخروج في تظاهرات حاشدة قائلاً إنّ هذا هو السبيل الوحيد، أمام "الناس الذين خسروا أرباحهم مدى الحياة في المياه".

جدير بالذكر أنّ قوافل الإغاثة الحكومية لم تنقطع طوال الأزمة؛ حيث شارك الجيش بوحداته في أعمال الإنقاذ والإغاثة، وبناء المخيمات وتوزيع المساعدات، وهي أمور تغاضت عنها الدعاية الإخوانية، من أجل هدف واحد، هو استغلال الأزمة، لتحقيق نوع رخيص من التربح السياسي.

الجماعة الإسلامية طالبت رابطة نواز في الوسط، وحزب الشعب في السند، وحركة الإنصاف في البنجاب، بالتبرع بكل ما قاموا بنهبه من أموال الشعب، بحسب المزاعم، كما طالبت بتشكيل لجان مشتركة على مستوى المقاطعات، تشترك فيها منظمات المجتمع المدني، كما اتهمت الجماعة الحكومة الباكستانية بالإهمال والفساد فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الخارجية.

في ساهيوال، احتج مجلس كيسان على زيادة فواتير الكهرباء، ورفع المتظاهرون شعارات ضد مسؤولي الحكومة، ومن جديد ظهرت شعارات الجماعة الإسلامية بين المتظاهرين، بحسب وسائل إعلام محلية

يُذكر أنّ سراج الحق توجه فور وصوله إلى كراتشي مباشرة، إلى مخيم الخدمات في بلدة شاه لطيف، بمديرية مالير؛ حيث التقى بالضحايا وواصل بينهم خطابه التحريضي، بالتزامن مع توزيع المساعدات، مطالباً بالتحرك من أجل الإطاحة بالحكومة، قبل أن يصل إلى مؤسسة نور الحق، إحدى الأذرع الخيرية للتنظيم، وزار معسكر الخدمة المركزية الواسع الذي أقيم هنا، واستعرض أنشطة الإغاثة، وأشاد بالمتطوعين، كما زار المخيم النسائي الذي كان يعمل فيه عدد كبير من النساء، كما أعرب سراج الحق عن تقديره لحماس النساء، وطالبهن بالتوحد خلف المطالب الشعبية؛ في سبيل توحيد الصف؛ لانتزاع الحقوق.

القفز على المطالب الشعبية

كانت الدعوات التحريضية للجماعة الإسلامية، قد أثمرت عن خروج احتجاجات في عدة مدن مختلفة، كما حاولت الجماعة القفز فوق احتجاجات أخرى عديدة خرجت مستقلة؛ بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء، خاصّة في روالبندي، حيث أغلق المتظاهرون طريق جي تي، وتسببت الاختناقات المرورية في وقوف طوابير من السيارات، وطالب المتظاهرون بإلغاء الضرائب الإضافية في فواتير الكهرباء، قبل أن تظهر الجماعة الإسلامية، محاولة اختراق الاحتجاجات وتوجيهها لصالحها.

كانت الدعوات التحريضية للجماعة الإسلامية، قد أثمرت عن خروج احتجاجات في عدة مدن مختلفة

الجماعة الإسلامية التقطت طرف الخيط، ونظمت اعتصاماً احتجاجياً على فواتير الكهرباء الإضافية في مظفرغار، وتحدث أمير الجماعة الإسلامية في الاعتصام، وقال إنّ "الناس يواجهون مشاكل خطيرة، والحكام منهمكون في خلافات شخصية في إسلام آباد و لاهور".

وفي ساهيوال، احتج مجلس كيسان على زيادة فواتير الكهرباء، ورفع المتظاهرون شعارات ضد مسؤولي الحكومة، ومن جديد ظهرت شعارات الجماعة الإسلامية بين المتظاهرين، بحسب وسائل إعلام محلية، للمطالبة بالتصعيد، وإثارة الفوضى.

كما نُظمت احتجاجات في باتوكي وجامبار وحبيب آباد، بسبب الإفراط في زيادة فواتير الكهرباء، وقال المتظاهرون إنّ فصل الأحمال غير المعلن عن الكهرباء زاد أيضاً من 12 إلى 14 ساعة، وعلى الرغم من عدم ظهورها فور بدء هذه الاحتجاجات، إلّا أنّ شعارات الجماعة الإسلامية الإخوانية سرعان ما ظهرت، وكالعادة ادعت الجماعة الفضل لنفسها في إقامة مثل هذه الفاعليات الاحتجاجية، الأمر الذي انتقده مراقبون، لكن يبدو أنّ أسلوب الإخوان واحد في كل زمان ومكان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية