ماذا يحدث في شوارع باريس قبل 24 ساعة من انطلاق الماراثون الانتخابي؟

ماذا يحدث في شوارع باريس قبل 24 ساعة من انطلاق الماراثون الانتخابي؟


09/04/2022

ساعات قليلة وينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المُقرر صباح يوم 10 نيسان (أبريل) الجاري، التي يتنافس فيها 12 مرشحاً، يتصدرهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، فيما تشير التقديرات إلى احتدام المنافسة بينهما، مع اقتراب نسب التصويت بفارق قليل خلال استطلاعات الرأي التي جرت على مدار الأسبوع الماضي. 

وتقلص الفارق بين ماكرون ولوبان في حصيلة الاستطلاعات التي جرت على مدار الـ 4 أيام الماضية، ويتقدم ماكرون بـ5 نقاط (26.5%) على لوبان (21.5%). لكن لا تثير الانتخابات اهتماماً لدى الفرنسيين وتخيم نسبة امتناع قياسية عن التصويت على الاقتراع بحسب استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أنها قد تبلغ حوالي 30%، بحسب "فرانس 24".

ماكرون يتصدر ولوبان تسعى لتحسين موقفها

وأورد استطلاع آخر أجرته شركة إبسوس Sopra Steria / IPSOS لصالح يومية "لوموند" ونشره (إيرونيوز) نتائج متطابقة للمرة الثانية، حيث أوضح أنّ إيمانويل ماكرون يتصدر نوايا التصويت، وأنه سيفوز بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصوله على نسبة (26.5٪) من تأييد الناخبين، بينما ستحل مرشحة حزب التجمع الوطني مارين لوبان في المركز الثاني بنسبة 21.5٪ .

 إيمانويل ماكرون يتصدر نوايا التصويت

وبحسب التقرير، لا تزال استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت في الدورة الثانية المقررة في 24 نيسان (أبريل) تتوقع فوزه أمام لوبان على غرار ما حصل في الدورة الثانية لانتخابات العام 2017، ولكن بفارق أضيق لا يزيد عن هامش الخطأ في تلك الاستطلاعات. في حين وضعت الاستطلاعات مرشح أقصى اليسار جون لوك ميلنشون في المركز الثالث بنحو 15 إلى 16% من نوايا التصويت.

وضعت الاستطلاعات مرشح أقصى اليسار جون لوك ميلنشون في المركز الثالث بنحو 15 إلى 16% من نوايا التصويت

وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة "إيلاب"، حصول ماكرون على 28% من نوايا التصويت (+0.5 نقطة) في الجولة الأولى التي سيتصدرها. لكن الفجوة مع لوبان ستضيق بـ 7 نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47.5% من الأصوات.

وكانت التوقعات في الأسبوع الأخير من آذار (مارس) أن يحصل ماكرون على 56% ولوبان على 44% في الجولة الثانية. وتبدو المنافسة بين ماكرون ولوبان أكثر احتداما من أي وقت.

اقرأ أيضاً: تحذيرات من "انتخابات بلا ناخبين" في فرنسا.. ما الأسباب؟

وبالرغم من تصدره يواجه ماكرون انتقادات لاذعة من منافسيه، بعد تفجر قضية "ماكنزي"، مجدداً والتقرير الصادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي الذي يتهم ماكرون وحملته الانتخابية بالاعتماد على "شركة أمريكية"، في الدعاية الانتخابية بدلاً من الشركات الفرنسية المحلية، وهو أمر محل انتقاد. 

 

اقرأ أيضاً: الانتخابات الفرنسية.. لعنة بوتين ستحدّد ملامح السياسة القادمة في فرنسا‎

وفتح القضاء الفرنسي في 31 آذار (مارس) الماضي تحقيقاً أولياً في قضية تهرب ضريبي بعد تقرير لمجلس الشيوخ عن تأثير الشركات الاستشارية الخاصة على السياسات العامة، وفي هذا التقرير، أكدت لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ أنّ العقود التي أبرمتها الدولة مع شركات استشارية مثل ماكنزي "ازدادت بأكثر من الضعفين" بين 2018 و2021 لتصل مبلغاً قياسياً بأكثر من مليار يورو في 2021، بحسب "فرانس 24".

لمن سيصوت المهاجرون والجالية العربية؟ 

ركز المرشحون لانتخابات الرئاسة الفرنسية بشكل كبير على ملف الهجرة والمهاجرين باعتباره قضية محورية خطيرة تتطلب حلولاً عاجلة، خاصة أنّ الأزمة قد تفاقمت بعد الحرب الأوكرانية وفرار ملايين المهاجرين إلى الدول الأوروبية ومن بينهم فرنسا، وبحسب خبراء فرنسيين تحدثوا لـ"BBC" عربية، انعكست أطروحات المرشحين على ميول الناخبين (الذين لهم حق التصويت) مؤكدين أنّ الجاليات العربية في فرنسا لا تميل لمرشحة اليمين المتطرف وقد تفضل دعم ماكرون. 

مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان

وبحسب التقرير فإنّ "عدد سكان فرنسا من أصول مهاجرة، يصل إلى حوالي 11.8 مليون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19% من إجمالي السكان في فرنسا، في حين تشير الإحصاءات إلى أنّ نسبة السكان المسلمين في فرنسا، قد تصل إلى 10% من عدد السكان.

 

اقرأ أيضاً: ما مدى تأثير المسلمين في الانتخابات الفرنسية؟

وتمثل أصوات المهاجرين بما فيهم المسلمون، طوال الوقت عاملاً مهماً في الانتخابات الفرنسية، خاصة في ظل ما تشير إليه التقارير، من أنّ الأقليات المهاجرة في فرنسا، عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أية انتخابات، بفعل ما يعتبره البعض رد فعل على احساسها بالتهميش من قبل المؤسسة الفرنسية.

أكبر نسبة "مقاطعة في تاريخ البلاد" 

حذرت تقارير فرنسية عديدة من ارتفاع نسب المقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، لتسجل أعلى معدل في تاريخ فرنسا، مهددة سلامة وشرعية الانتخابات الرئاسية، وأرجعت التقارير سبب المقاطعة إلى تأثر الناخبين بتداعيات الأزمة الأوكرانية وما ترتب عليها من نقص في سلاسل الغذاء في البلاد كذلك أزمة الطاقة المحتملة، فضلاً عن ارتفاع الأسعار والتهديدات الأمنية التي يشعر بها الأوروبيون بوجه عام.

ركز المرشحون لانتخابات الرئاسة الفرنسية بشكل كبير على ملف الهجرة والمهاجرين باعتباره قضية محورية خطيرة تتطلب حلولاً عاجلة

وبحسب تقرير نشرته "لوموند"، تعتبر الانتخابات الرئاسية الأكثر جذباً للناخبين الفرنسيين، ومع ذلك، فقد انخفض الإقبال عليها من 84% في عام 2007 إلى حوالي 78% في عام 2017، وتظهر الدراسات أنّ الامتناع عن التصويت قد يكون أعلى مما كان عليه قبل 5 أعوام. على وجه الخصوص، يبدو أنّ الشباب والطبقة العاملة أقل ثقة في الذهاب إلى صناديق الاقتراع من المتقاعدين والناخبين من ميسوري الحال.

اقرأ أيضاً: الإخوان في فرنسا.. حيل التأسيس وأدوار مشبوهة

وتجدر الإشارة إلى أنّ المرشحين على رئاسة فرنسا هم؛ الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وهو الأوفر حظاً حتى الآن، تليه مرشحة "التجمع الوطني" مارين لوبان، وهى ممثلة لليمين المتطرف في البلاد ومعروفة بآرائها المتشددة تجاه قضايا الأديان والمهاجرين والتميز، ثم مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، مرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، مرشح "فرنسا الأبية، كما تصفه بعض التقارير، جان لوك ميلنشون، مرشح حزب "استعادة فرنسا" إيريك زمور والمعروف أيضاً بأفكاره ومواقفه المتشددة تجاه قضايا الأديان والمهاجرين، ومرشح حزب الخضر يانيك جادو.

وإضافة إلى هؤلاء، سيخوض الانتخابات كل من نيكولا دوبون-إينيان، وجان لاسال، وفبيان روسيل، وناتالي أرتو وفيليب بوتو.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية