ما أسباب هزيمة "إخوان الكويت" في الانتخابات ؟

ما أسباب هزيمة "إخوان الكويت" في الانتخابات ؟

ما أسباب هزيمة "إخوان الكويت" في الانتخابات ؟


09/04/2024

قال الصحفي والكاتب السياسي حميد قرمان: إنّ نتائج انتخابات مجلس الأمّة الكويتي جاءت مفاجئة لجماعة الإخوان المسلمين، فقد سقط مرشحوها في دوائر انتخابية كان للحركة الدستورية الإسلامية (حدس) سطوة انتخابية فيها، والمشاركة الشعبية التي فاقت التقديرات وضعت الإخوان أمام حقيقة تضاؤل شعبيتهم.

وأضاف في مقال نشره عبر موقع (العرب اللندنية) أنّ خسارة مجمل مرشحي الإخوان (حدس) والموالين لهم لم تأتِ من فراغ، فالخط السياسي الذي اتبعته الجماعة في البرلمان السابق من انحياز للحكومة والتماهي مع سياساتها لتحصيل امتيازات، رأى فيه الكويتيون انتهازية سياسية لا تليق بلغة الخطاب المرفوع من قبل مرشحي الإخوان. فضلاً عن أنّ الأسماء المطروحة للترشح اتسمت بالضعف السياسي، فلم تحظ بدعم الشارع الكويتي الذي ساهم بكسر احتكار مسارات برلمانية كانت ثابتة في الانتخابات السابقة، فالخارطة الجديدة للبرلمان الكويتي تعكس مدى رغبة الكويتيين في إيجاد توازن بين أقطاب الدولة ومؤسساتها.

 

نتائج انتخابات مجلس الأمّة جاءت مفاجئة للإخوان المسلمين، والمشاركة الشعبية التي فاقت التقديرات تضع الجماعة أمام حقيقة تضاؤل شعبيتهم.

 

وتابع قرمان: "بالعودة إلى خسارة الإخوان في الكويت وارتباطها بمدى أزمة الجماعة الأم وخطابها السياسي، خاصة أنّ تباين ضغوط تجارب الإخوان في مصر وتونس وليبيا والمغرب والسودان والأردن وأخيراً في فلسطين، يضع الشعوب العربية أمام حقيقة واحدة فقط؛ هي أنّ الإخوان وإيديولوجيتهم ليسا الحلّ الأمثل لمعضلات المنطقة عموماً".

وذكر الكاتب السياسي أنّ القراءة التحليلية لعمق الأزمة الإخوانية في المنطقة لا تقف فقط أمام نتائج الانتخابات في دولة من دول المنطقة، فالجماعة التي تلقّت الضربات الواحدة تلو الأخرى، منذ فشل ما يسمّى ثورات الربيع العربي، وسقوط حكم محمد مرسي في مصر، عاجزة عن إيجاد مقاربة تنظيمية وسياسية جديدة لخطابها الإيديولوجي يعيد طرح أفكارها ومكانتها لدى شعوب المنطقة التي فقدت الإيمان بالجماعة المعتمدة اليوم في هويتها على الالتصاق أكثر بأجندات إقليمية ذات بُعد ديني مخالف لمذاهبها العقائدية والفقهية، في تحول ساهم في حدوث انشقاقات بين عناصر وقيادات الجماعة الأم التي انشطرت إلى أفرع وحركات تتبع سياق مصالحها في دولها في غياب لمركزية التنظيم الدولي الذي انفرط عقده ضمن مشهد ينبئ بتحول عكسي للتنظيم من العالمية إلى المحلية.

 

خسارة مجمل مرشحي (حدس) والموالين لهم لم تأتِ من فراغ، فالجماعة انحازت للحكومة وتماهت مع سياساتها للحصول على امتيازات.

 

وختم مقاله: ما تبقى من الجماعة الأم بأفرعها المبعثرة في الدول العربية لن يصل إلى الحكم، بل سيتم استهلاكه من قبل عدة قوى إقليمية ودولية للمناكفة السياسية للأنظمة العربية، وإثارة القلاقل، واستخدام العنف والفوضى بين الحين والآخر في الشارع العربي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية