ما حظوظ ميشال معوض في الفوز برئاسة لبنان؟

ما حظوظ ميشال معوض في الفوز برئاسة لبنان؟

ما حظوظ ميشال معوض في الفوز برئاسة لبنان؟


13/10/2022

وفق الأسماء المطروحة لرئاسة الدولة اللبنانية، حظي المرشح ميشال معوض بأكبر كتلة تصويتية خلال الجلسة الأولى لانتخاب رئيس البلاد، في نهاية الشهر الماضي، بفارق كبير عن الأسماء الأخرى التي نالت عدداً من الأصوات.

ويعتبر اسم رئيس كتلة الاستقلال، النائب ميشال معوض، هو الأقوى والأوضح في مسعاه ليكون الرئيس الجديد، خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

جلسة الانتخاب الأولى

وعقد مجلس النواب اللبناني جلسته الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي، بحضور 122 نائباً، من أصل 128.

وجاءت نتيجة التصويت كالتالي؛ حاز ميشال معوض على عدد 36 صوتاً، وتبعه سليم إده بـ11 صوتاً، ونالت عدة أسماء 12 صوتاً، وهم 10 أصوات باسم "لبنان"، وصوت لـ "مهسا أميني"، والأخير باسم "نهج رشيد كرامي".

في المقابل صوت بقية النواب بورقة بيضاء، ومن بينهم نواب التيار الوطني الحر (تكتل لبنان القوي)، ونواب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، ونواب كتلة الاعتدال الأقرب إلى الخطّ الحريري، وغيرهم، وبلغ عددهم 63 ورقةً بيضاء.

وحصد معوض 36 مقعداً، منهم 19 مقعداً من حزب القوات اللبنانية (تكتل الجمهورية القوية)، و9 مقاعد من الحزب التقدمي الاشتراكي (كتلة اللقاء الوطني)، وحزب الكتائب بعدد 5 مقاعد، وثلاثة من النواب السنّة، هم؛ أشرف ريفي، وبلال عبد الله، وبلال حشيمي.

د. شادي سرايا: يسعى وليد جنبلاط لانتخاب رئيس غير صدامي

 وفي تصريح إعلامي، قال المرشح ميشال معوض إنّه عملياً حصل على تأييد 40 نائباً، بسبب غياب أربعة نواب أكدوا تأييدهم له، ومن بينهم النائبة عن القوات ستريدا جعجع.

ويتطلب فوز أي مرشح ما لا يقل عن 86 صوتاً في جولة التصويت الأولى، و65 صوتاً في الجولة الثانية، وكان المجلس أخفق في عقد الجولة الثانية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، بسبب انسحاب نواب حزب الله وأمل والتيار الوطني الحرّ وغيرهم.

واختار حزب الله وحركة أمل وحلفاؤهم التصويت بورقة بيضاء بسبب عدم تأمين النصاب المطلوب لإنجاح مرشحهم المرجح، رئيس تيار المردة، سليمان فرنجيه، والذي يرفضه رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل.

الكاتب اللبناني شادي سرايا لـ"حفريات": إذا توحد المستقلين والتغيريين مع القوات والتقدمي سيكون ذلك ضمانة لإيصال معوض إلى سدة الرئاسة

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، شادي سرايا، حول أسباب تسمية كتلة اللقاء الديمقراطي للمرشح ميشال معوض: "يسعى وليد جنبلاط لانتخاب رئيس غير صدامي، ولا ينتمي إلى الفرقاء المتصارعين؛ لا معسكر 8 آذار أو 14 آذار، وليس من الممانعة أتباع إيران، ولا من السياديين، بل رئيس يكون على مستوي عالي من الوطنية والحس الوطني، وغير صدامي لتجنب الوقوع في صراع أهلي".

وبدوره أشار المسؤول الإعلامي في جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، ماريو ملكون، إلى أنّ حزب القوات ينطلق في مقارباته للاستحقاقات الدستورية كما الملفات والقضايا التي تعني اللبنانيين من ركائز ومواصفات، ترتبط بالمصلحة الوطنية بعيداً عن الحسابات الشخصية والآنية.

وأكد ملكون على أنّ "خيار القوات الرئاسي في السّير بترشيح النائب ميشال معوض يرتكز على كونه يمثّل خياراً لبنانياً صافياً، يلتزم بالسيادة الوطنية بعيداً عن أيّ ارتباطات خارجية من جهة، ويرفض كلّ أوجه الفساد والانحلال المؤسساتي من جهة ثانية".

مواقف سياسية

ومن جانبه، هاجم البطريرك اللبناني، مار بشارة بطرس الراعي، موقف نواب التغيير الثلاثة عشر، الذين يرفعون شعارات قال عنها "الشعب ينتظر الخروج من أزماته ولا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير، ويهم الشعب أن تصب المبادرات في خلق مشروع حل متكامل، يقوم على السيادة والاستقلال والحياد واللامركزية الموسعة والانفتاح".

وانقسم نواب التغيير حول مرشحهم للانتخابات الرئاسية، ما بين سليم ميشال إدة وصلاح إدوار حنين، اللذين لا يحظى أي منهما بحظوظ انتخابية، بينما اتّهموا ميشال معوض بأنّه جزء من المنظومة السياسية، التي اُنتخبوا لتغييرها.

فضلاً عن ذلك، لم تحسم كتلة الاعتدال التي تضم 6 نواب من السنّة، القريبين من الخطّ السياسي الحريري موقفها بعد، وصوتت بورقة بيضاء. وكان وفد من الكتلة التقى في معراب برئيس حزب القوات اللبنانية ومسؤولين في الحزب. وتعول القوات والمرشح ميشال معوض على كسب تأييد نواب دائرة الجنوب الأولى (صيدا – جزين) وعددهم خمسة نواب، من بينهم مرشحون من حزب القوات اللبنانية.

وحول النواب السنّة، كتب محمد شقير في جريدة "الشرق الأوسط": "يبدو أنهم لا يزالون في حالة ضياع، بخلاف النواب المنتمين إلى الطوائف الأخرى، ليس لأنّ لمحور الممانعة حصة في التمثيل السنّي تتراوح بين 7 - 9 نواب، وإنما لعدم قدرة الأكثرية على توحيد موقفها، وتتعاطى غالباً برد فعل حيال القضايا المطروحة، ليس بسبب غياب التنسيق فحسب، وإنما لوجود رؤوس نيابية حامية تدخل في سباق لوراثة المرجعيات السنّية الغائبة عن البرلمان".

ماريو ملكون: حزب الله لن يقبل بمرشّح كمعوض يحمل الوجه السيادي

ويرى مراقبون أنّ ما حدث من تصويت في الجلسة الأولى، والثانية المقررة في 13 من الشهر الجاري، بمثابة إحماء لما سيأتي لاحقاً، وأنّ اسم رئيس الجمهورية قد لا يكون من أي من الأسماء المطروحة.

ولفت المسؤول الإعلامي في جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ماريو ملكون، إلى أنّ موقف ثنائي المنظومة الحاكمة (حزب الله والتيار الوطني الحر) من ترشيح النائب ميشال معوض "يختلف بين الإثنين، ولكنّه يتماهى في أنّه ليس مرتبطاً باسم معوض بل بما يُمثّله". وأضاف: "حزب الله يرى في موقع الرئاسة الأولى كما في كلّ المواقع المؤسساتية أدوات سلطوية لتسهيل وتنفيذ وتغطية مساراته اللا شرعية، وهو بالتالي يرغب في أن يُكرّر تجربة الرئيس الحالي ميشال عون عبر إيصال مرشّح أداة مباشرة أو غير مباشرة، يستطيع التحكّم به وإلزامه السير وفق خطوط حمراء يضعها بنفسه".

كان المرشح ميشال معوض انتقد النواب التغيريين في حدث إعلامي، وذكر أنّهم يتعاملون معه كما لو أنّه من نواب حزب الله

وشدد في حديثه لـ"حفريات" على أنّ حزب الله "لن يقبل بمرشّح كمعوض يحمل الوجه السيادي ويرفض الإذعان إلى لا شرعية مسلّحة تقوّض الدولة". وقال ملكون عن موقف التيار الوطني الحر، ثاني أكبر حزب مسيحي، بحصة 18 مقعداً نيابياً، "ينظر التيار الحرّ إلى المواقع الدستورية من منطلق سلطوي لا مؤسساتي؛ لأنّ مشروعه منذ أكثر من ثلاثة عقود هو السلطة لا الدولة، لذا يسعى لإيصال رئيسه جبران باسيل إن تمكّن، أو أيّ مرشّح آخر يقبل تحويل الدولة لمرتع عائلي وحزبي يقضم فيه الغنائم والحصص والنفوذ، لذا لن يقبل السير بمعوض، كون الأخير أميناً على نبذ كلّ أوجه الزبائنية والفساد وملتزماً بمشروع بناء الدولة".

حظوظ معوض الانتخابية

وترددت أنباء عن ترشيح قائد الجيش، جوزيف عون، كمرشح توافقي. وكان البطريرك الراعي أعلن رفضه لانتخاب رئيس باسم التوافق، يؤدي إلى استمرار الأوضاع كما هي عليه.

وحول حظوظ معوض، قال الكاتب اللبناني شادي سرايا: "هذا الموضوع صعب الإجابة عنه، وهناك انتظار لدور القوى السياسية والتغييريين، الذين جاءوا على أساس الخط الوطني والتغيير ورفض الممانعة، وهم 13 نائباً لكنّهم متشرذمون، وتصويتهم لصلاح حنين وسليم إدة عقبة أمام فوز معوض، ولهذا إذا توحد المستقلون والتغييريون مع القوات والتقدمي سيكون ذلك ضمانة لإيصال معوض إلى سدة الرئاسة".

وأفاد بأنّ "الزعيم جنبلاط أعلن أنّ كتلة اللقاء الديمقراطي مستمرة في دعم معوض، فهو ابن الشهيد رينيه، ومن بيت سياسي عريق، وشخصية سيادية ووطنية، ولكن إذا كانت حظوظه قليلة جداً، فربما وقتها يتفق التقدمي مع القوات ومع المرشح معوض على تسمية مرشح آخر".

وبدوره قال، المسؤول الإعلامي في جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ماريو ملكون: "عملت القوات منذ اللحظة الأولى بعد إسدال الستارة على الانتخابات النيابية لإرساء وحدة قوى المعارضة النيابية المتشعبة، لمواجهة منظومة السلاح والفساد في الاستحقاقات المصيرية وفي الملفات اليومية على السواء، وقد نجحت في تأمين تأييد قرابة ثُلثيّ المعارضة للمرشّح الرئاسي معوض، وهي مستمرّة مع بقيّة الفرقاء في بذل الجهود لتأمين الأكثرية اللازمة لإيصال مرشح المشروع "السيادي-الاصلاحي" إلى سدّة الرئاسة الاولى".

تحالف التيار وحزب الله لم يتفق على اسم مرشح رئاسي

وبسؤاله عن إمكانية كسب تأييد التغيريين لميشال معوض، قال ماريو ملكون: "إنّ إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد عهد شابه ذوبان شبه كلّي للدولة في أحضان دويلة السلاح اللاشرعي ومافيات الفساد والاتجار بحياة الشعب اللبناني المنكوب، يتطلّب من جميع قوى المعارضة أن تترفّع عن حساباتها الفئوية، حيث إنّ المطلوب تحديداً من كتلة نواب قوى التغيير أن تتصرّف بشكل فعلي كقوّة برلمانية تغييرية، فتُساهم في قلب الطاولة على منظومة الموت، وتخرج من محاولة التمترس في زاوية التمايز الشعبوي".

وشدد على أنّ هذه الممارسة لن تصبّ في نهاية المطاف "إلا في صالح السلطة، فاليوم هنالك مرشح إصلاحي، سيادي، لا ملفات فساد في سجلّه، لم يُهادن يوماً مع اللاشرعية ويحوز على تأييد أغلبية قوى المعارضة، وبالتالي عدم الالتفاف حوله يوازي دعم مرشّح حزب الله ولو بطريقة غير مباشرة".

وكان المرشح ميشال معوض انتقد النواب التغييريين في حدث إعلامي، وذكر أنّهم يتعاملون معه كما لو أنّه من نواب حزب الله.

ويُذكر أنّ مجلس النواب اللبناني يتكون من 128 مقعداً، تُقسم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين على اختلاف مذاهبهم. وبحسب النتائج النهائية للانتخابات النيابية الأخيرة في أيار (مايو) 2022، فاز التيار الوطني الحر بـعدد 18 مقعداً، وحزب القوات اللبنانية 20 مقعداً، ولوائح المجتمع المدني 15 مقعداً، وحزب الله 13 + 3، وحركة أمل 15 مقعداً، والحزب التقدمي الاشتراكي 9 مقاعد، وأعضاء المستقبل السابقين 6 مقاعد، والشخصيات المستقلة 11 مقعداً، وحزب الكتائب 5 مقاعد، وحزب الطاشناق 3 مقاعد، وتوزعت بقية المقاعد على أحزاب وكتل صغيرة.

مواضيع ذات صلة:

لبنان: ما ملامح ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل؟

لبنانيون يسطون على أموالهم: ما موقف الحكومة من استمرار اقتحام المصارف؟

تغيير قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.. هل رضخ قضاء لبنان لحزب الله؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية