ما علاقة هرمون السعادة بانفصام الشخصية؟ علماء يجيبون

ما علاقة هرمون السعادة بانفصام الشخصية؟ علماء يجيبون

ما علاقة هرمون السعادة بانفصام الشخصية؟ علماء يجيبون


06/11/2022

أكّد باحثون أنّهم توصلوا إلى حل لغز حيّر العديد من العلماء لأكثر من (70) عاماً، بشأن كيفية ارتباط الدوبامين الكيميائي في الدماغ بمرض انفصام الشخصية.

وحدد الباحثون الآلية الجينية التي تتحكم في تدفق الدوبامين، والذي يُعرف بأنّه "هرمون السعادة"، ووفقاً للدراسة، هناك دليل مادي على أنّ الخلايا في الجهاز العصبي (الخلايا العصبية) غير قادرة على التحكم بدقة في مستويات الدوبامين.

الضعف الإدراكي والسلوك غير المعتاد يظهران أحياناً في مرحلة الطفولة، وتشمل العلاجات الحالية الأدوية المضادة للذهان التي تعالج أعراض الذهان، وليس السبب

ويعمل الدوبامين كمرسل كيميائي يرسل إشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، لتغيير نشاطها وسلوكها. والمادة الكيميائية هي الناقل العصبي المكافئ الذي يمكّن الناس من الشعور بالمتعة، حسب ما ورد عن "روسيا اليوم".

وأوضح الرئيس التنفيذي ومدير معهد ليبر في أمريكا، وهو المؤلف المشارك في الدراسة، الأستاذ دانييل وينبرجر قائلاً: "حتى الآن لم يتمكن العلماء من فك شفرة ما إذا كانت صلة الدوبامين هي العامل المسبب أو مجرد وسيلة لعلاج الفصام، لدينا أول دليل على أنّ الدوبامين هو عامل مسبب لمرض انفصام الشخصية".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تؤثر الحالة على واحد من كل (300) شخص حول العالم. وتبدأ الأعراض عادة في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، على الرغم من أنّ الضعف الإدراكي والسلوك غير المعتاد يظهران أحياناً في مرحلة الطفولة، وتشمل العلاجات الحالية الأدوية المضادة للذهان التي تعالج أعراض الذهان، وليس السبب.

عالم الأعصاب الدكتور سول سنايدر اكتشف أنّ الأدوية المضادة للذهان تعمل عن طريق تقليل الدوبامين في المخ، باعتبارها إنجازاً كبيراً في طور التكوين

وقالت الدكتورة جينيفر إروين، المحققة في المعهد وأحد مؤلفي الدراسة: "إنّ أحد الآثار الجانبية الرئيسية للأدوية المستخدمة في علاج الفصام هو قلة المتعة والفرح. ومن الناحية النظرية، إذا تمكنا من استهداف مستقبلات الدوبامين بالأدوية على وجه التحديد، فقد تكون هذه إستراتيجية جديدة للعلاج لن تحدّ من سعادة المريض بالقدر نفسه".

وقد عرف العلماء لأعوام أنّ المستويات غير المنتظمة من الدوبامين لها علاقة ما بالذهان، وهي عامل حاسم في مرض انفصام الشخصية ومرض الزهايمر والاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى.

ومن المعروف أنّ الأدوية التي تزيد الدوبامين في الدماغ، مثل الأمفيتامينات، تسبب الذهان، بينما الأدوية التي تعالج الذهان تفعل ذلك عن طريق تقليل نشاط الدوبامين، وقام الباحثون في الدراسة بفحص المئات من عينات أدمغة ما بعد الوفاة، التي تم التبرع بها إلى معهد ليبر من أكثر من (350) شخصاً، بعضهم مصاب بالفصام، وآخرون لا يعانون من أمراض نفسية، ووجد الفريق الآليات التي تجعل مستقبلات الدوبامين عامل خطر.

وأشاد بالدراسة عالم الأعصاب الدكتور سول سنايدر، الذي اكتشف أنّ الأدوية المضادة للذهان تعمل عن طريق تقليل الدوبامين في المخ، باعتبارها إنجازاً كبيراً في طور التكوين.

وأضاف: "هناك الكثير من البيانات المشوشة التي تشير إلى أهمية مستقبلات الدوبامين والدوبامين في مرض انفصام الشخصية. إنّ الأمر الرئيسي الذي فعله هؤلاء الباحثون هو جمع البيانات معاً وبطريقة مقنعة لإثبات أنّ أنظمة الدوبامين خارجة عن السيطرة في مرض انفصام الشخصية، وهذا سبب للمرض".

الصفحة الرئيسية