متناحرون حول كذبة.. سهام "التعذيب" تمزق إخوان مصر

منير أديب

سهام أكاذيبهم ترتد عليهم لتمزق ما بقي من تنظيم متهالك بات محشورا في زاوية يكابد للخروج منها عبر شائعات تحولت من سلاح لعيار بصدورهم.

هكذا هم إخوان مصر، جماعة متشظية عالقة بين حمم انقساماتها ومسار أفولها، تجتر تكتيكات فاشلة ومحروقة وراء قناع زائف ترسمه بأكاذيب باتت تدريجيا تثير السخرية والغضب حتى بعقر دارها.

حلقة جديدة من التضارب تثقل سجل التنظيم الإرهابي، بتكذيب أجنحته وأعضائه لبعضهم، بخصوص مزاعم انتحار بعض السجناء، ومن بينهم أحد أفراد أسرة محمد مرسي.

سهام مرتدة

فبينما أكدت جبهة القائم بعمل المرشد صلاح عبدالحق الواقعة وأصدرت بيانًا رسميًا بمزاعم التعذيب، إلا أن جبهة محمود حسين في إسطنبول نفت الواقعة بأكملها.

وأكد ذلك بيان أسرة محمد مرسي، ويُضاف لهذا وذاك نفي وزارة الداخلية المصرية التي أكدت أن منصات الإخوان اعتادت بث سمومها عبر اختلاق الوقائع.

ونفت أسرة مرسي مزاعم جبهة لندن بشأن تعذيب أحد أفراد الأسرة ويُسمى أسامة، وقالت إن كل ما نُشر لا يُعبر عن الأسرة وهو عار من الصحة.

وأمس الجمعة، أصدرت جبهة صلاح عبدالحق بيانًا زعمت فيه تعرض بعض المحكوم عليهم بسجن "بدر 3" بمصر، من بينهم أحد أفراد أسرة محمد مرسي، للتعذيب.

كما ادعت وفاة بعض السجناء بمركز التأهيل نتيجة عدم صرف الأدوية ومنع المرضى من الذهاب إلى مستشفى السجن، زاعمة أن ذلك يهدد أيضًا حياة العشرات منهم.

وفي بيانها، ادعت الجماعة أيضا أن السجناء يتعرضون لجرائم دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك، مستنكرة في الآن نفسه ما "كذبته أسر بعض السجناء في هذا السجن". 

سموم محروقة

في المقابل، نفت وزارة الداخلية المصرية ما ادعته الجماعة من أن السجناء يقبلون على الانتحار، فيما قال مصدر أمني في تصريحات لإعلام محلي، إن الحديث عن وفاة محكوم عليه بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل ويدعى أحمد يحيى عار تمامًا من الصحة.

وشدد المصدر الأمني الذي تحدث مفضلا عدم نشر هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن التنظيم يختلق أخبارا غير صحيحة عن وضع المحكوم عليهم داخل السجون.

وأضاف أن قنوات التنظيم الإرهابي التي تبث سمومها من الخارج سبق وادعت أن بعض المحكوم عليهم أقدموا على الانتحار وهو ما تم تكذيبه والتأكد من عدم صحته.

وأشار إلى أن الجماعة تختلق وقائع غير صحيحة، في محاولات وصفها باليائسة للتغطية على فشلها في التأثير على الرأي العام والانقسامات التي تضرب صفوفها.

وخلال الساعات القليلة الماضية، نشرت الجماعة الإرهابية ما زعمت أنه رسالة خرجت من سجن "بدر 3" ومكتوبة بخط يد نزلاء السجن، وهو ما تم نفيه على لسان أسر النزلاء بوزارة الداخلية المصرية، كما تم نفيه على لسان جبهة محمود حسين.

وقالت أسرة محمد مرسي على لسان أحمد مرسي: "ننفي صحة الأخبار المتداولة بخصوص محاولة انتحار نجلها أسامة مرسي، وتهيب الأسرة ببعض وسائل الإعلام وبعض المنصات الحقوقية التي نشرت الخبر تحري الدقة والتأكد من مصادرها".

فيما أكدت جبهة محمود حسين أن "بيان الإخوان الذي يدعي التعذيب وانتحار أحد أفراد أسرة المعزول محمد مرسي، دليل على فجر الخصومة واتهام الآخرين بالكذب لدرجة السفه دون دليل".

وسبق أن نشرت أسرة مرسي الرسالة الخطية التي نشرتها جبهة صلاح عبدالحق بخصوص مزاعم الظروف الصحية المتدهورة لنجلها، إلا أنها عادت ونفت الرسالة وما جاء على لسان جبهة لندن، قبل أن تقوم بحذفها تمامًا.

عن "العين" الإخبارية