محاولة أوروبية "أخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني... ما تفاصيلها؟

محاولة أوروبية "أخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني... ما تفاصيلها؟


07/05/2022

في ضوء بروز إيران كواحدة من الأسواق الواعدة التي قد تصبح بديلاً لغاز ونفط روسيا، يقوم الاتحاد الأوروبي بـ"محاولة أخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وكسر الجمود الناجم عن مطالبة طهران بأن ترفع واشنطن تصنيفها الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني.

يقوم الاتحاد الأوروبي بـ"محاولة أخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وكسر الجمود الناجم عن مطالبة واشنطن برفع تصنيفها الإرهابي عن الحرس الثوري

وفي تصريحات لـ"فاينانشال تايمز"، قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: إنّه يسعى إلى "حل وسط" لإنهاء المأزق، الذي يهدد بإفشال أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية الأوروبية لإبرام صفقة من شأنها أن تؤدي إلى انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق 2015 مرة أخرى ورفع العقوبات عن إيران، مقابل تخفيض طهران نشاطها النووي بشكل كبير.

 الرصاصة الأخيرة

أشار بوريل إلى أنّه يريد أنّ يقوم مفاوض الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا بزيارة طهران لمناقشة القضية، في دفعة دبلوماسية وصفها بأنّها "الرصاصة الأخيرة". علاوة على ذلك، يفكر بوريل في سيناريو يتم بموجبه رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، ولكن يتم الاحتفاظ به في أجزاء أخرى من المنظمة، التي لديها عدة أذرع عبر جهاز الأمن وإمبراطورية أعمال مترامية الأطراف.

واقترح المحللون أنّ أحد خيارات التسوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو رفع التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني وإبقاؤه في قوة القدس، الوحدة المسؤولة عن عمليات الحرس في الخارج والتي تسلح وتدعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

بوريل يسعى إلى "حل وسط" لإنهاء المأزق، الذي يهدد بإفشال أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية الأوروبية لإبرام صفقة

وقد تمّ تصنيف فيلق القدس منذ عام 2007، بينما وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بأنّه منظمة إرهابية في عام 2019، بعد عام من تخليه عن الاتفاق النووي.

وفرض ترامب مئات العقوبات على إيران في إطار حملة "الضغط الأقصى" عليها، وقد ردّت طهران بتكثيف نشاطها النووي، وتقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بأعلى مستوياته على الإطلاق،  ويقرب من مستوى صنع الأسلحة.

وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدّة أشهر. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

واستؤنفت المفاوضات بعد أيام من إعلان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 11 آذار (مارس) الماضي، توقفها بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي بسبب "عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وذلك قبل أن تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن "عقبة" جديدة وضعتها إيران كـ"شرط" لإتمام الاتفاق، فقد اشترطت إيران على الولايات المتحدة الأمريكية شطب الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، الأمر الذي اصطدم بمعارضة أمريكية داخلية، حيث وقع (86) نائباً بالكونغرس الأمريكي خطاباً يُحذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من تلك الخطوة.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها. ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية