مخطط إخواني جديد ضد مصر... ما علاقة (رابعة)؟

مخطط إخواني جديد ضد مصر... ما علاقة (رابعة)؟

مخطط إخواني جديد ضد مصر... ما علاقة (رابعة)؟


06/08/2023

رسمت معلومات حصلت عليها (حفريات) من مصادر مطلعة قريبة من جماعة الإخوان، فضلاً عن مصدر أمني مصري، تفاصيل مخطط جديد للتنظيم يستهدف القاهرة، تزامناً مع ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية (المسلح)، منتصف آب (أغسطس) المقبل، يعتمد على تكثيف الدعاية والتحركات داخل عدة عواصم أوروبية لتحشيد رأي عام دولي ضد الدولة المصرية، وادّعاء مظلومية مزيفة باستغلال بعض الأحداث. 

وتستضيف لندن، بحسب المصادر، الجزء الأكبر من تلك التحركات التي تنقسم إلى جانب ميداني يرتبط بعقد اجتماعات ومؤتمرات بحضور شخصيات حقوقية وسياسية غربية تابعة للتنظيم أو متحالفة معه، لإعادة مناقشة الملف الحقوقي في مصر انطلاقاً من رؤية التنظيم الخاصة حول تعامل السلطات المصرية مع الاعتصام في الذكرى العاشرة. 

وبحسب المصادر، انتهت منظمة (هيومن رايتس واتش) الحقوقية، ومنظمات أخرى تتبع الإخوان، في واشنطن ولندن، من صياغة عدة تقارير حول الوضع الحقوقي في مصر تتناول ادعاءات حول انتهاكات الحقوق والحريات، كما تدين مجدداً التعامل الأمني مع اعتصامات الإخوان، مدعية أنّها لم تكن اعتصامات (مسلحة)، وذلك على عكس الواقع المثبت بعشرات المقاطع والفيديوهات المسجلة والمتاحة عبر مختلف المنصات الإلكترونية. 

ويقود القيادي الإخواني الشاب محمد سلطان، الذي يقيم في أمريكا منذ أعوام، بعد تنازله عن الجنسية المصرية مقابل الأمريكية، ويشرف على عدة منظمات حقوقية تابعة للتنظيم، يقود حملة لتنسيق الجهود الحقوقية والميدانية للإخوان في الخارج، لتنفيذ حملة مكثفة تستهدف تشويه الدولة المصرية، بصياغة تقارير ومعلومات مغلوطة حول الملف الحقوقي في مصر، ويخطط سلطان ورفاقه لإعادة طرح الملف أمام مؤسسات أمريكية بهدف الضغط على الدولة المصرية.  

فاروق: الجماعة تحاول توظيف حدث فضّ اعتصام رابعة (المسلح)، من خلال إنتاج أفلام باللغة الإنجليزية الهدف منها مخاطبة الغرب

ويركز الجانب الآخر من حملة الإخوان على تكثيف الدعاية الإعلامية ضد مصر، أبرزها حتى الآن إنتاج فيلم وثائقي ضخم، مولته مؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي، التي تأسست في أمريكا عام 2020، وترتبط بالإخوان بشكل مباشر. 

وفي مقطع ترويجي للفيلم، حصلت عليه (حفريات)، تظهر سارة ليا وينستون المديرة التنفيذية للمنظمة، وهي عضو بارز أيضاً بمؤسسة (هيومن رايتس واتش)، ومعروفة بصلاتها القوية بتنظيم الإخوان وبعدائها القديم للدولة المصرية، تظهر كمتحدث وشاهد حول فضّ الاعتصام، ويعرض المقطع الترويجي أجزاء تمثيلية لفضّ الاعتصام، ومن المفترض أن يُعرض في لندن في آب (أغسطس).

يقود القيادي الإخواني الشاب محمد سلطان، الذي يقيم في أمريكا منذ أعوام، بعد تنازله عن الجنسية المصرية مقابل الأمريكية، حملة لتنسيق الجهود الحقوقية والميدانية للإخوان في الخارج، لتنفيذ حملة مكثفة تستهدف تشويه الدولة المصرية

 

واللافت أنّ الفيلم صدر كاملاً باللغة الإنجليزية، الأمر الذي يعكس نوايا التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب، بمحاولة حشد رأي عام دولي ضد القاهرة، فهو بالتأكيد لا يخاطب الشرق الأوسط أو المصريين، لكنّه محاولة لتشويه صورة القاهرة والضغط عليها من الخارج، على حدّ وصف المصدر المصري. 

لماذا الآن؟ 

يرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب عمرو فاروق أنّ تكثيف الحملات الإخوانية ضد القاهرة مؤخراً، ومحاولة صناعة حالة من الزخم حول فضّ الاعتصام الدي مر عليه (10) أعوام، لم تحدث خلال الأعوام الماضية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوقيت. 

ويقول فاروق لـ (حفريات): إنّ الجماعة تحاول توظيف حدث فضّ اعتصام رابعة (المسلح)، من خلال عقد مؤتمرات أو إنتاج أفلام باللغة الإنجليزية الهدف منها مخاطبة الغرب، وخلق حالة من الاحتقان والتوتر دولياً ضد مصر، وتشويه صورة النظام السياسي المصري. 

عمرو فاروق: يعتمد الإخوان على حادث فض اعتصام رابعة باعتباره الحدث الأسهل لتلفيق اتهامات للسلطات المصرية تتعلق بآليات فضّ الاعتصام، وكلها اتهامات غير صحيحة، لأنّ الطلقات الأولى في هذا الاعتصام خرجت من ناحية الإخوان، وكانوا مسلحين بالكامل، ولم يكن اعتصاماً سلمياً كما تدّعي الجماعة

 

بحسب فاروق، يعتمد الإخوان على حادث فضّ اعتصام رابعة العدوية باعتباره الحدث الأسهل لتلفيق اتهامات للسلطات المصرية تتعلق بآليات فضّ الاعتصام، وكلها اتهامات غير صحيحة، لأنّ الطلقات الأولى في هذا الاعتصام خرجت من ناحية الإخوان، وكانوا مسلحين بالكامل، ولم يكن اعتصاماً سلمياً كما تدّعي الجماعة. 

ويشير فاروق في هذا الصدد إلى أنّ الاعترافات التي جاءت على لسان عناصر التنظيم، ومنها القيادي الشاب أحمد المغير، الذي اعترف بأنّ الاعتصام كان مسلحاً، تجهض كل ما تحاول الجماعة تصديره عكس ذلك. 

ما علاقة الانتخابات الرئاسية؟

وبالعودة إلى التوقيت، يقول فاروق: إنّ الجماعة تكثف من تحركاتها قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية المزمع إجراؤها منتصف عام 2024، في محاولة لتشويه صورة الدولة المصرية في الخارج والضغط على دوائر صنع القرار. 

 أيضاً يلفت فاروق إلى استهداف الجماعة للخارج بهدف التأثير على منظومة السياحة التي تنتعش في مصر، وتمثل في الوقت الراهن أحد أهم روافد الاقتصاد، والرهان الأهم للمساهمة بحلّ أزمة الاقتصاد الراهنة، لذلك تستهدف الحملة الإخوانية في الأساس إلصاق تهمة الدم بالدولة المصرية، لخلق حالة من النفور والعداء لدى الشعوب الغربية. 

 أسباب تنظيمية

 ربما تحاول الجماعة من خلال تحركاتها الأخيرة، بحسب فاروق، أن تبعث برسالة إلى عناصرها مفادها أنّ التنظيم ما زال موجوداً وقادراً على تحريك المياه الراكدة، بعد أعوام من الصراع المحتدم الذي شق التنظيم بالفعل إلى جماعتين متناحرتين. 

 ويشير فاروق إلى أنّ جبهة لندن تقود الحملة ضد مصر، بعد فشل كافة محاولتها لفتح قنوات للتواصل مع الدولة المصرية من أجل تحريك ملف المصالحة، لذلك تمارس نوعاً من الضغط على صانعي القرار في مصر بهدف الدخول في مفاوضات قد تسمح للجماعة بالعودة مجدداً، أو التفاوض حول ملف المحبوسين من قياداتها في السجون المصرية، وهو أمر مرفوض ومستبعد تماماً لدى الجانب المصري. 

 وإجمالاً؛ لا يتوقع فاروق أن تسفر تحركات الإخوان الراهنة عن أيّ أهداف قد تخدم مصالح التنظيم، خاصة أنّ الجهات الداعمة للإخوان باتت ترتبط اليوم بتفاهمات مشتركة مع القاهرة، ويتم استخدام التنظيم في ضوء التخادم السياسي واستغلال أوراق الضغط، لكنّ جماعة الإخوان لم تعد فاعلة أو مهمّة، وقد فقدت أيّ نوع من التأثير. 

مواضيع ذات صلة:

برغم فشل كل مخططاتهم... إخوان مصر يستمرون في نشر الشائعات

سقوط الإخوان في مصر كان بمثابة إنقاذ لمنطقة الشرق الأوسط والدول الأوروبية... كيف؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية