معلومات جديدة عن الجاسوس الإيراني غير المتوقع.. ما هي؟

معلومات جديدة عن الجاسوس الإيراني غير المتوقع

معلومات جديدة عن الجاسوس الإيراني غير المتوقع.. ما هي؟


02/05/2023

بعد (5) أشهر على إعدام النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل مفاجئة عن "الجاسوس غير المتوقع الذي ساعد الدول الغربية في كيفية فهم البرنامج النووي الإيراني بعد تسريبه أسراراً حساسة على مدار (15) عاماً.  

وقالت الصحيفة الأمريكية: إنّ أكبري الذي أعدمته طهران في كانون الثاني (يناير) الماضي، كان جاسوساً لصالح بريطانيا، بعد أن عاش حياة مزدوجة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين، لم تكشف عن هويتهم، أنّ المملكة المتحدة أبلغت دول صديقة بمعلومات حساسة عن البرنامج النووي الإيراني حصلت عليها من أكبري.

صحيفة "نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل مفاجئة عن الجاسوس غير المتوقع الذي ساعد الدول الغربية في كيفية فهم البرنامج النووي الإيراني

وكانت إحدى المعلومات المهمة التي قدّمها أكبري عام 2008 تتعلق بمنشأة (فوردو) المبنية تحت الأرض وعلاقتها بجهود طهران لتطوير أسلحة نووية، وهي معلومات لم يكن الغرب يعرفها في ذلك الوقت.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنّ أكبري عاش حياة مزدوجة لفترة طويلة، ويعتبر بالنسبة إلى الإيرانيين من الصقور المحافظين، بعد أن كان أحد القادة البارزين في الحرس الثوري.

ووفقاً للمسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، فإنّ أكبري بدأ في مشاركة أسرار إيران النووية مع جهاز المخابرات البريطانية (M I6) عام 2004. ولم تقرّ المملكة المتحدة أبداً بأنّ أكبري الذي أصبح مواطناً بريطانياً عام 2012 كان جاسوساً لديها.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ إيران اكتشفت عام 2019 بمساعدة مسؤولي المخابرات الروسية أنّ أكبري هو من سرّب المعلومات بشأن منشأة (فوردو) النووية، بحسب مصدرين إيرانيين على صلة بالحرس الثوري.

أكبري عاش حياة مزدوجة لفترة طويلة، ويُعتبر بالنسبة إلى الإيرانيين من الصقور المحافظين، بعد أن كان أحد القادة البارزين في الحرس الثوري

وأقام أكبري علاقات وثيقة مع رجلين قويين في إيران؛ العالم النووي الذي اغتيل عام 2020 محسن فخري زاده، ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، طبقاً للصحيفة.

وعلى الرغم من استقراره في بريطانيا بعد تقاعده عن الوظائف الرسمية عام 2008، إلا أنّه ظل مستشاراً لشمخاني، وحافظ على اتصالاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

وجاء ذلك على الرغم من اعتقاله في عام 2008 واحتجازه لـ (4) أشهر بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، بحسب شقيقه مهدي أكبري و(2) من أصدقائه.

وقالوا: إنّ الاستجوابات لم تسفر عن اعترافه، وكفله العديد من أصدقائه الأقوياء، وأغلقت إيران آنذاك القضية وسمح له بالسفر بحرّية.

ووفقاً لدبلوماسي إيراني رفيع المستوى، واصل مسؤولو وزارة الخارجية طلب المشورة من أكبري، وأبلغوه بالاجتماعات المغلقة حول السياسات والمفاوضات النووية حتى بعد إيقافه عام 2008.

وقال فؤاد إزادي، المحلل المقرب من الحكومة والحرس الثوري: "لقد كان (أكبري) طموحاً للغاية، ومحللاً ممتازاً يتمتع بمهارات فائقة في الكتابة والتحدث، وكان الناس يثقون به".

أكبري بدأ في مشاركة أسرار إيران النووية مع بريطانيا عام 2004، وكشف أمره عام 2019 بمساعدة مسؤولي المخابرات الروسية

وأضاف: "كان لديه وصول للكثير من المعلومات الحساسة والسرّية حول البرامج النووية والعسكرية".

وبحسب (نيويورك تايمز)، فإنّ أكبري سافر ما بين لندن وطهران (3) مرات على الأقل بين عامي 2010 و2019، وهو العام الذي عاد فيه إلى البلاد للمرة الأخيرة، بعد أن أخبره شمخاني أنّ إيران بحاجة إليه في مسألة نووية ودفاعية عاجلة، على حدّ قول شقيقه.

وقال مهدي: إنّ شقيقه علي اعتُقل من قبل وزارة الاستخبارات، واحتجز في الحبس الانفرادي لعدة أشهر في سجن تحت الأرض، ثم في سجن إيفين سيّئ السمعة بالعاصمة طهران. 

ونفذ القضاء الإيراني حكم الإعدام الصادر بحق أكبري في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد (3) أيام من الكشف عن إدانته بالتجسس لصالح المملكة المتحدة التي يحمل جنسيتها.

وفي ذلك الوقت، أفادت وكالة (ميزان) التابعة للسلطة القضائية بأنّ حكم الإعدام بحق أكبري نفذ شنقاً، بعد إدانته بـ "الإفساد في الأرض والمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخبارية".

وأثار إعدام أكبري توتراً في العلاقات بين طهران ولندن، بعد عقوبات جديدة فرضتها الأخيرة على مسؤولين إيرانيين، بينهم نائب المدعي العام، ردّاً على عملية الإعدام.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية