حمزة يوسف... تعرف على أول رئيس وزراء مسلم في تاريخ المملكة المتحدة واسكتلندا

انتُخب حمزة يوسف خلفاً لنيكولا ستيرجن كزعيم للحزب الوطني الاسكتلندي والوزير الأول المقبل في اسكتلندا. وكان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنّه المرشح المفضل لزعامة الحزب، بما في ذلك من ستيرجن نفسها.  

وإعلان الفوز بمنصب الوزير الأول (رئيس الوزراء) في اسكتلندا الذي أُعلن الإثنين  يُدخل يوسف التاريخ كأول "زعيم أقلية عرقية في حكومة مفوضة، وأول مسلم يقود حزباً كبيراً في المملكة المتحدة"، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وبحسب شبكة (سي إن إن) الأمريكية، فاز يوسف بنسبة 52% من الأصوات، بعد وعود انتخابية عدة؛ من ضمنها تحقيق الاستقلال الاسكتلندي، ومكافحة أزمة تكلفة المعيشة، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والانتقال إلى الطاقة المتجددة.

إعلان الفوز بمنصب الوزير الأول في اسكتلندا يُدخل يوسف التاريخ كأول زعيم أقلية عرقية في حكومة مفوضة، وأول مسلم يقود حزباً كبيراً في المملكة المتحدة

ووصفت صحيفة (التايمز) التصويت لاختياره رئيساً للحزب بأنّه "تاريخي"، ليس لاسكتلندا فقط، لكن كذلك للمملكة المتحدة، إذ يأتي فوزه بعد انتخاب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك العام الماضي، وليو فارادكار لرئاسة حكومة إيرلندا في عام 2017.

وهذه المرة الأولى التي يصبح فيها رؤساء وزراء بريطانيا واسكتلندا وإيرلندا من أصول جنوب آسيوية.

وكان يوسف الأكثر خبرة بين المتنافسين الـ (3) على زعامة الحزب، فقد خدم في الحكومة منذ عام 2012 في مناصب من بينها وزير العدل ووزير النقل، فيما يقول أنصاره إنّه محاور محنك، وهو الأقدر على توحيد الحزب، والحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة مع حزب الخضر الاسكتلندي بعد ما كان منقسماً بشدة على القيادة، بحسب (بي بي سي).

حكى يوسف عن تعرضه لانتهاكات عنصرية في غلاسكو، خاصة بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة، بحسب (فرانس برس).

هذه المرة الأولى التي يصبح فيها رؤساء وزراء بريطانيا واسكتلندا وإيرلندا من أصول جنوب آسيوية

ويتذكر يوسف معاناته مع العنصرية خلال فترة عمله في السياسة، قائلاً: "لقد مررت بأوقات عصيبة بالتأكيد. وقلت لنفسي: يا إلهي، إلى متى سأتحمل مزيداً من الانتهاكات الشخصية؟ خاصة أنّني أتعرّض أيضاً لقدر هائل من الإساءة عبر الإنترنت أو في الحياة الحقيقية"، بحسب الوكالة الفرنسية.

وقد أسس والد يوسف، المولود في باكستان، لمسيرة مهنية ناجحة كمحاسب في غلاسكو، بينما ولدت أمه في كينيا لعائلة من جنوب آسيا.

والتحق يوسف بمدرسة خاصة في غلاسكو، ثم درس السياسة في جامعة غلاسكو، وعمل في مركز اتصال قبل أن يصبح في عام 2011 مساعداً لزعيم الحزب الوطني الاسكتلندي رئيس الوزراء أليكس سالموند، ليصبح بذلك أول مرشح من الأقليات العرقية يفوز بمقعد في البرلمان الاسكتلندي، وفقاً لـ (بي بي سي).

تزوج من العاملة السابقة في الحزب الوطني الاسكتلندي غيل ليثغو في عام 2010، لكنّهما انفصلا بعد (7) أعوام، بحسب (فرانس برس).

وتزوج يوسف للمرة الثانية في عام 2019 من نادية النخلة (39) عاماً، وهي عضو في الحزب الوطني الاسكتلندي. ولديه طفلة اسمها أمل من زوجته الثانية، وهو أيضاً زوج أم، بحسب (بي بي سي) وصحيفة (الغارديان) البريطانية.

وُلدت نادية النخلة في اسكتلندا لأب فلسطيني، ولديها أقارب في غزة، وفي عام 2021  تحدثت أنّها كانت على اتصال دائم مع شقيقها محمد وزوجته دعاء وأطفالهما الـ (3) وسط الصراع في المنطقة، بحسب موقع (هيرالد اسكوتلاند).

بجانب الانتهاكات العنصرية التي واجهها يوسف طوال حياته المهنية، واجه كذلك هجوماً شرساً خلال الحملة الانتخابية على قيادة الحزب بشأن اعتناقه الإسلام

ووفق (فرانس برس) رفع يوسف وزوجته الحالية نادية شكوى قانونية ضد إحدى حضانات الأطفال، واتهماها بالتمييز العنصري بعد أن رفضت قبول ابنتهما.

وبجانب الانتهاكات العنصرية التي واجهها يوسف طوال حياته المهنية، واجه كذلك هجوماً شرساً خلال الحملة الانتخابية على قيادة الحزب بشأن اعتناقه الإسلام، خاصة أنّه يؤدي المناسك الإسلامية ويصوم رمضان ويذهب إلى المسجد، بحسب (الغارديان).

واتُهم بالتغيب عن التصويت النهائي على إباحة زواج المثليين عام 2014، بعد تعرّضه لضغوط من زعماء مسلمين، وهي تهمة ينفيها يوسف، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية.

ويقول زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي الشاب: إنّ تجربته الخاصة كأقلية عرقية تعني أنّه سيكافح لحماية حقوق جميع الأقليات، بما في ذلك حقوق المثليين والمتحولين جنسياً، بحسب وكالة (فرانس برس).

وتعهد يوسف في خطاب قبوله قيادة الحزب الوطني الاسكتلندي بأنّه "سيكون رئيس وزراء لكل اسكتلندا، وسيعمل كل دقيقة من كل يوم لكسب وإعادة كسب احترام شعبه وثقته".

وقال يوسف بعد إعلانه رئيساً للحزب الإثنين في ملعب مورايفيلد في إدنبرة، متحدثاً عن جدّيه المهاجرين من باكستان في ستينيات القرن الماضي: "كمهاجرين لم يعرفا سوى كلمة واحدة باللغة الإنكليزية، لم يتخيلا في أحلامهما الجامحة أنّ حفيدهما سيكون يوماً ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول لاسكتلندا".

وأضاف: "يجب أن نفخر جميعاً بحقيقة أنّنا أرسلنا اليوم رسالة واضحة، مفادها أنّ لون بشرتك أو إيمانك لن يقفا عائقاً أمام قيادة البلد الذي نطلق عليه جميعاً كلمة وطن".

انضم يوسف إلى مجلس الوزراء الاسكتلندي في عام 2012، وشغل مناصب مختلفة، بما في ذلك وزير العدل والنقل، وآخرها الصحة.