مكافحة "الإخوان".. نعم لرؤية السويدي

عيسى العميري

كتاب السويدي اشتمل على دراسة مستفيضة لتجربة الإمارات في مواجهة الحركات المتطرفة، وأفضل السبل لمكافحتها في المنطقة العربية.

جاءت رؤية معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي تجاه جماعة «الإخوان» رؤيةً ثاقبةً وتمثل عين العقل والحكمة والحقيقة، وذلك من خلال مؤلَّفه القيّم «جماعة الإخوان في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة»، والذي يتناول فيه تلك الجماعة الضالة، من حيث تاريخها المتقلب ونشأتها في مهدها بجمهورية مصر العربية قبل ما يقارب المئة عام، وكذلك نشأتها وتاريخها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والفترات التي مرت بها من الصحوة والسيطرة على التعليم.. وصولاً إلى اللائحة العالمية للإرهاب، وخطة التحرك من جانب التنظيم الدولي في دول الخليج العربية.. إلخ.

وقد جاء الكتاب متعمِّقاً في رؤية وفكر تلك الجماعة الضالة، والتي لطالما أفسدت وأضلت وما زالت تفسد وتضل المجتمعات التي تجد فيها موطأ قدم لها. وكشف الدكتور السويدي العديد من الحقائق المهمة حول تلك الجماعة المتطرفة، وبكتابه هذا خدم الحقيقة وأسدى خدمة جليلة للأمة العربية والإسلامية بإظهاره هذه الجماعة المنحرفة على حقيقتها. وفي تقديرنا أنه سيكون لأعمال الدكتور السويدي حول هذه الجماعة الأثر الإيجابي الكبير في كشف أعمال أعمال «الإخوان» وإظهار حقائقهم التي قد تخفى على البعض، وذلك من خلال مؤلَّفاته القيّمة وبالغة الأهمية.

ولو أردنا الدقة هنا لقلنا إن هذا الكتاب يتمتع بأهمية علمية ومعرفية كبيرة، كونه وثّق لمرحلة مهمة من تاريخ الإمارات، والتي لا توجد كتب كثيرة تتطرق إليها. وهناك جانب آخر لأهمية الكتاب يتمثل في توضيح مدى استياء المجتمعات العربية من ضلالات الجماعات الدينية المتطرفة (الإخوان خاصة)، إضافة إلى إبرازه حقيقة كونها لا تمثل الدين الإسلامي ولا تعكس قيمه السمحة. ومن ناحية أخرى، وضمن معاني مهمة لهذا الكتاب، فقد اشتمل على دراسة مستفيضة لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة هذا النوع من الحركات المتطرفة، وأفضل السبل لمكافحتها ومواجهة أخطارها في المنطقة العربية.

وقد أورد الكتاب مجموعة من آراء المشاركين في الندوة الافتراضية التي تتناول هذه الجماعة الضالة، مزيحاً الظلال من خلال ذلك عن أبعاد خطيرة في فكر «الإخوان» وأجندتهم غير المعلنة. ويمكن لمن يطالع هذا الكتاب القيّم الاستفادة مما ورد فيه بشكل منهجي ومنظم جداً، فشكراً لجهود معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، ولنشره هذه التحفة المهمة في تاريخ الكتابات عن الجماعات المتطرفة في العالم العربي.

عن "الاتحاد" الإماراتية