موجة كورونا الثانية.. هل صارت اللامبالاة سيدة الموقف عربياً؟

موجة كورونا الثانية.. هل صارت اللامبالاة سيدة الموقف عربياً؟


16/08/2020

ليست كلّ الأفكار قابلة للاستمرار، خصوصاً إذا كانت من النوع الثقيل، وفي زمن سريع يكره الرتابة، قادر على تحويل الفزع إلى مادة قابلة للتعايش والألفة، وهكذا تحوّل فيروس كورونا من "وباء" قاتل إلى فكرة، يشكك البعض في جدّيتها، ويتجاهلها البعض، ويألفها آخرون، لكن هل تبقى الفكرة أم تموت؟ هذا هو السؤال المطروح مع تصاعد الحديث عن موجة ثانية إذا لم تكن موجات من فيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا .. روسيا تتوصل إلى لقاح يوفّر المناعة المستدامة.. فهل نتفاءل؟

قبل أكثر من 7 عقود، حين نشر الكاتب الفرنسي ألبير كامو روايته الطاعون في العام 1947 للمرّة الأولى، مؤرخاً لفترة صعبة اجتاح فيها هذا المرض جزيرة وهران الفرنسية الجزائرية لشهور طويلة، عُزلت فيها المدينة، ختمها قائلاً: "الواقع أنّ ريو (بطل الرواية/ طبيب) إذ كان يستمع إلى صيحات الفرح التي تتصاعد من المدينة، كان يتذكر أنّ هذا الفرح دائماً مهدد، كان يعرف ما كان الجمهور الفرح يجهله (...) أنّ يوماً قد يأتي يوقظ فيه الطاعون جرذانه، مصيبة للناس وتعليماً لهم، ويرسلها تموت في مدينة سعيدة".

وعلى خلاف العلم الذي كان يختصّ به الصفوة والمتخصصون، وهو سرٌّ يخشون أن يؤرّق العامة، حتى تفوح رائحته ويصبح من الصعب كتمها، فإنّ الوضع في زمن الكورونا مختلف كليّاً. الآن الكل يعلم أنّ تهديد كورونا ما زال قائماً، والحديث الذي كان شحيحاً في الماضي، بات أكثر من اللازم.

لكن هل يكفي العلم ليهدد فرح المدينة مجدداً، إن كانت فرحة، ويردّ إليها حالة الفزع الأولى، أم أنّ خصوصية المجتمعات العربية التي اعتادت الحروب والأزمات والكوارث، جدولت الوباء ضمن مشاكلها، وقرّرت أن تتعايش معه بالتجاهل أو صيغ النكات، ومن ثمّ فليس لموجات ثانية أو ثالثة أن تردّها إلى الحالة الأولى.

القاهرة

لوحظ عودة الحديث عن فيروس كورونا مع توارد الأخبار والتحذيرات عن موجة ثانية، بعدما كان شبه اندثر مع تخفيف إجراءات العزل حول العالم، وفي مصر عاد القلق الشديد ينتاب البعض مع قرار وزارة الصحة المصرية تخصيص 21 مستشفى للعزل مجدّداً، بعدما كانت معظم هذه المستشفيات قد أنهت عملها.

فتح الثلاثيني محمد حسنين الموضوع مع صديقه خلال نزهة في أحد الأندية المصرية، والتي شهدت تواجداً جماهيرياً ملحوظاً، وكذلك غياب أقنعة الوجه، علماً أنّ الجميع لا بدّ أن يملك واحدة، حيث يُحظر دخول ذلك النادي وغيره من المراكز والمصالح والمقاهي، دون ارتداء الكمامة، غير أنّ الغالبية بمجرّد المرور من البوابة يخلعونها ويدسونها في جيوبهم أو حقائبهم، وينسون تماماً خلال ذلك الوقت أنّ ثمة شيئاً يدعى "كورونا".

 

في مصر عاد القلق الشديد ينتاب البعض مع قرار وزارة الصحة تخصيص 21 مستشفى للعزل مجدداً

عاد حسنين وصديقه وقتها إلى الحديث عن الموجة الثانية، غداة قرار وزارة الصحة، قال حسنين: ما أخشاه أن تتسبب في حيرة لدى المواطنين مع موجة البرد الموسمي في الخريف والشتاء، حيث ستربك المجتمع بين الاثنين. يتحدّث الثلاثيني، فيما لا يرتدي هو الآخر قناعاً للوجه، ويجلس على مسافة دون المتر مع صديقه.

والقلق الذي ينتاب البعض لا يصل إلى آخرين، حيث لوحظ عودة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تروي وقائع عن أناس تعرّضوا للنقد والنكات من قبل المارة في الشارع، عند تمسّكهم باستمرار استعمال الكمامة، واحد كتب: "النهار ده واحد قالي هو لسه في حد بيلبس كمامة؟".

عودة الحديث عن فيروس كورونا مع توارد الأخبار والتحذيرات عن موجة ثانية

وربما يُرجع البعض حالة اللامبالاة تلك إلى أنّ الموجة الثانية من فيروس كورونا لم تقع حتى الآن، وأنّ الأرقام رغم ارتفاعاتها الطفيفة ما زالت في إطار ما دون الـ200 حالة، فيما كانت تتجاوز مصر وقت الذروة تسجيل1000 حالة في اليوم.

أستاذة علم الاجتماع هدى زكريا تقول إنّ "بداية الجائحة كما أيّ شيء جديد صاحبته الأسئلة والخوف، لكن بعد فترة، حين تأكّد المجتمع أنّ فيروس كورونا ليس قاتلاً في ذاته، وأنّ كثيرين يصابون ويتعافون، وألّا مأمن منه تماماً، مهما اتخذ الشخص من احتياطات، أدرك المجتمع أنّ خلاصه في التعايش والتضافر لمواجهة هذا الخطر، فكلّ شخص يمكن أن يصبح مصاباً غداً".

اقرأ أيضاً: بيل غيتس: كورونا سينتهي من هذه الدول أولاً وفي هذا الموعد

وتضيف زكريا في حديثها لـ"حفريات": عليه، فُسّرت حالة الفزع الأولى التي صاحبت المجتمع المصري من فكرة الإصابة أنّها من نوع "الاستنفار تحت الخطر"، ثمّ فُسرت الحالة الثانية بـ "التآلف مع الخطر"، خصوصاً أنّ مصر "أمّة عاشت في خطر"، وفق استشهادها بما كتبه المفكر المصري الراحل جمال حمدان.

أي إنّ جائحة كورونا، حتى إذا تجدّدت في موجة ثانية وثالثة، فستصبح، وفق زكريا "فكرة قديمة مألوفة، كما الحرب والقصف الذي لم يمنع بلداناً كسوريا والعراق واليمن أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة كلبنان من التعايش تحت ظروفها، والمصريون أكثر شعب معروف بقدرته على "التعايش"".

بيروت المنكوبة تتسلح بالوعي

وتظل ثمّة اختلافات في درجة المجتمعات العربية في قدرتها على التعايش، والمرحلة التي تصل إليه فيها، من بيئة إلى أخرى، ففي مصر مثلاً، وخلال وقت الذروة، كانت تكفي مشادة كلامية في الشارع لتتحوّل إلى نزاع ينسى المتصارعون فيه والمتوسطون للصلح، والمارة الذين يسارعون للمشاهدة عبر الشرفات، أنّ خطر كورونا ينتعش في تلك اللحظات.

 

لبنان وخلال ذروة انفجار مرفأ بيروت كان لافتاً استعمال الكمامات ما ينم عن وعي بموضوع الكورونا

على العكس، في لبنان، وخلال ذروة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الجاري، وفيما العدسات تنقل حالات المستشفيات وتسجل لقاءات مع المصابين، كان لافتاً استعمال الكمامات من غالبية المصابين والأطقم الطبية والمواطنين الفزعين صوب انفجار هائل دمر المدينة.

"حفريات" نقلت إلى مدير مستشفى طرابلس، ناصر عدرة، تلك الملاحظة، فقال: إنّ ذلك يعكس وعياً لدى المجتمع البيروتي في أوج نكبة كبيرة، لافتاً إلى أنّ كافة أطقم الإسعاف التي أسرعت إلى موقع الحدث، كانوا يستعملون الكمامات، بالإضافة إلى متطوعين وقفوا لتوزيع الأقنعة الواقية.

ويخشى لبنان من موجة ثانية من كورونا، مع ارتفاع أرقام الإصابات بعد الانفجار، فضلاً عن التظاهرات التي تلتها، وفي ظلّ وضع صحي واقتصادي متأزم.

 كان لافتاً استعمال الكمامات من غالبية المصابين والمواطنين الفزعين صوب انفجار هائل دمر المدينة

يقول عدرة: الأرقام شهدت ارتفاعاً، لا يمكن الحسم إذا ما كانت موجة ثانية أم موجة ارتدادية، لكن في كل الأحوال، فإنّ اتخاذ التدابير ضروري لكي لا تتفاقم الأوضاع سوءاً.

ويشير الإعلامي اللبناني، فراس خليفة، إلى أنّ الوعي ليس ذاته في كلّ لبنان، وكذلك القلق والحذر، خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت، قائلاً: "الانفجار سرق الحدث، الناس صارت كأنها نسيت كورونا، صار في إهمال أكثر، واختلاط أكثر". ولفت إلى أنه قبل الانفجار كان لبنان يستشعر بقوّة خطر كورونا، والحكومة مرتبكة لمواجهته، وفرضت إجراءات مشددة، وجاء الانفجار "ونسف كلّ شيء".

اقرأ أيضاً: كورونا تجتاح ليبيا... ما الذي تحاول حكومة الوفاق إخفاءه؟

وفيما لفت لـ "حفريات" إلى الحفاظ على استعمال قناع الوجه وقت فزع الانفجار، استدرك أنّ التمسك به تلاشى مع مظاهرات الغضب التي أعقبته، وكأنّ الفزع يستدعي الفزع، أمّا الغضب فلا يجتمع مع الخوف.

وكان الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، قد صرّح عقب انفجار بيروت بأنّ الصليب الأحمر يعمل على توصيل المساعدات إلى 300 ألف متضرّر عقب الانفجار، ولفت إلى أنهم يستنفرون منذ 3 شهور لتوصيل المساعدات الوقائية من فيروس كورونا، من أقنعة وجه ومطهّرات إلى من لا يستطيعون اقتناءها.

صنعاء أجبرت على التجاهل

يحافظ نجم الدين قاسم، وهو طالب في الفرقة الثانية في جامعة صنعاء يدرس الإعلام، على استعمال الكمامة عند خروجه من المنزل، فيما لا يبدو كنموذج معمم، سواء في استعمال الكمامة أو قلقه من الموجة الثانية من كورونا، حيث أُجبر اليمنيون منذ بداية الجائحة، على التجاهل.

تُصنّف اليمن، بحسب الأمم المتحدة، أنها "أسوأ أزمة إنسانية" في العام 2019، حيث إنّ "أكثر من 80% من السكان يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة، ويواجه 20 مليون شخص منهم انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج 14 مليوناً إلى تدخل إنساني عاجل".

اقرأ أيضاً: خلافات داخل إيران بسبب كورونا.. ما القصة؟

وجاءت جائحة كورونا لتزيد الوضع سوءاً على الدولة التي تعاني الحرب منذ العام 2015، وتسبّبت في نزوح أكثر من 4 ملايين شخص، انطلقت الدعوات الدولية بين الأطراف المتصارعة للتهدئة من أجل منح الفرصة لمواجهة كورونا، ومدّ يد العون لنظام صحي مترهل يكاد يكون "غير موجود".

جاءت جائحة كورونا لتزيد الوضع سوءاً على الدولة التي تعاني الحرب منذ العام 2015

وأمام استمرار الحرب، وانعدام وسائل التشخيص وقلة الكوادر الطبية، أو مع شعب يرى الموت بضروب عدة، كان التوقف أمام كورونا، رفاهية ليست متاحة لهم.

ولم تسجل اليمن في كورونا رسمياً، حتى الآن، سوى أقلّ من 2000 حالة، و528 حالة وفاة، منذ تسجيل الحالات الأولى في نيسان (إبريل) الماضي، وهي من أواخر الدول العربية التي ظهر فيها رسمياً.

اقرا أيضاً: هل غيّرت جائحة كورونا طبيعة الإرهاب في أوروبا؟

تلك الأعداد لا تعبّر بطبيعة الحال عن حقيقة انتشار الفيروس، لكن المؤكد أنّ الحديث عن موجة ثانية لا يستدعي في اليمن أكثر ممّا استدعته الموجة الأولى حيث "اللّاشيء" تقريباً.

يقول قاسم لـ"حفريات": المواطنون لم يكونوا يتعاملون على أنّ كورونا موجود في اليمن، البعض يقول بما أنّ وزارة الصحة لم تعلن عن مصابين، إذاً لا وجود للفيروس، فكانت الأسواق ممتلئة، والحياة تسير على نحو طبيعي، تمّ إغلاق بعض الأسواق لبضعة أيام فقط، وفُتحت فيما بعد، وتمّ تطبيق التباعد الاجتماعي في المساجد والأماكن الدينية فقط، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

أمام ما يعانيه اليمنيون من ويلات كان التوقف عند كورونا أقرب للرفاهية لدى كثيرين

ويتابع: أمّا في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية، فيتمّ الإعلان عن حالات الإصابة يومياً، ومنذ ١٠ نيسان (إبريل) الماضي تمّ إغلاق الأسواق وأماكن التجمعات، والأماكن الدينية بالكامل، وتمّ فرض حظر التجوال في بعض المحافظات، وحتى هذا خفّ كثيراً الآن.

من جهته، مدير مستشفى زايد، الذي تحوّل إلى مركز عزل مصابي فيروس كورونا في صنعاء، عصام صوفان، صرح لـ "حفريات": هناك توقع لحدوث موجة ثانية من فيروس كورونا، خصوصاً بعد إجازة عيد الأضحى، وذلك مع "الرفع التدريجي للإجراءات الاحترازية، خصوصاً بالأسواق والمتنزهات والأماكن العامة، ونظراً لكثره تنقل المواطنين بين المدن، خاصة أهل المدن للأرياف لقضاء إجازة العيد.

اقرأ أيضاً: تحذيرات: كورونا تعصف بقطاع التعليم.. ما المخاطر المستقبلية؟

وأرجع صوفان انخفاض الأعداد في اليمن إلى قلق المجتمع من وضعه الصحي، لذا انعكس في الحرص أكثر وتطبيق قواعد التباعد على حدّ وصفه، ما قلل حجم الإصابات.

وتوقع أنّ الموجة الثانية ستكون شدتها أقل، في ظلّ ارتفاع وعي المواطنين بالفيروس، واعتيادهم على إجراءات غسل الأيدي والتباعد. قائلاً: التعاطي الشعبي مع الفيروس ما زال قائماً، ولكن ليس على هيئة خوف، بل وعي بالخطورة والمضاعفات وتطبيق الإجراءات، لذا أعتقد أنه لو حدثت موجة ثانية، فستكون شدة تأثيرها أقل من المرّة الماضية.

مخاطر "الموجة الثانية" كيف ستكون؟

يقول أستاذ الأوبئة في جامعة عين شمس إسلام عنان: نحن ما زلنا في الموجة الأولى، والتي ستظلّ كذلك متى بقيت الأرقام في معدل ارتفاع بسيط يتراوح بين 10 إلى 20% ويطلق عليها البعض اسم "موجة ارتدادية"، لكن حال ارتفعت الأرقام أكثر فإنها قد تُعتبر موجة ثانية.

يجب التفرقة بين السياسة الصحية الصحيحة وبين الرسائل التي يجب أن تصل إلى الجمهور

ونقف أمام 3 سيناريوهات بخصوص الموجة الثانية، بحسب عنان في حديثه لـ"حفريات"؛ الأوّل والثاني أن تعقب فترة راحة من الموجة الأولى، لتأتي في فصل الخريف أو الشتاء، وهذا الأكثر ترجيحاً، أمّا السيناريو الآخر، فأن تأتي على هيئة موجات متلاحقة تلتحم في بعضها بعضاً دون فواصل، وهذا ما ذهبت إليه بعض القراءات مع زيادة الأعداد، سواء في دول غربية أو بعض دول الشرق الأوسط.

ويضيف حول الشدّة المتوقعة للموجة الثانية، فإنها تتنوع وفق سيناريوهات 3 أيضاً: الأوّل أن تأتي أعنف من الموجة الأولى بالقياس إلى الإنفلونزا الإسبانية التي جاءت موجتها الثانية أقوى من الأولى.

اقرأ أيضاً: هل تُخفي تركيا الأرقام الحقيقية لمصابي كورونا؟.. اتهام جديد

السيناريو الثاني: أن تأتي مماثلة للأولى بالقياس إلى الأنفلونزا الموسمية التي تتكرّر كل عام بالدرجة نفسها، أمّا السيناريو الأخير، وهو المرجح، فهو أن تأتي الموجة الثانية أضعف بالقياس على الموجات الثانية لعائلة فيروسات كورونا " سورس ونورس"، وهما اللذان جاءت موجتهما الثانية أضعف من الأولى، ونأمل ذلك.

ولفت أستاذ الأوبئة إلى أنّ انتشار الموجة الثانية سيختلف وفق الموجة الأولى، "بمعنى أنّه في مصر مثلاً إذا كانت الموجة الأولى أكثر انتشاراً في القاهرة، فإنّ الموجة الثانية ستكون في مدن خارج القاهرة، وهو ما نلاحظه حالياً مع زيادة الأرقام خارج مستشفيات العاصمة مقارنة بها".

هل يجب أن تعلم المدينة؟ وهل تفزع مجدداً؟

فيما تقف الموجة الثانية، غير حتمية الحدوث وغير معلومة الهيئة، حتى الآن، أمام سيناريوهات عدة، يبقى السؤال عمّا يجب أن يصل إلى الجمهور، وكيف سيستقبله، وفي غضون ذلك، يرى عنان أنّ "منظمة الصحة العالمية أخطأت في التعامل مع الجمهور خلال أزمة كورونا، حيث لم تفرّق بين "السياسة الصحية"، والرسائل التي يجب أن تصل إلى الجمهور، ما عمّق الفجوة بينهما، وأصاب الجمهور بحالة من عدم الثقة".

اقرأ أيضاً: هل يكون فيروس كورونا وسيلة الحكومات لفرض قيود على حرية التعبير السلمي؟

يوضح عنان: يجب التفرقة بين السياسة الصحية الصحيحة، التي توضع على أسوأ السيناريوهات لكي تكون المؤسسات الصحية جاهزة للتعامل معه حال حدوثه، وبين الرسائل التي يجب أن تصل إلى الجمهور. 

السياسة الصحية كعلم تُبنى على أسوأ سيناريو

يتابع: السياسة الصحية كعلم تُبنى على أسوأ سيناريو؛ أي إنّ موجة أشد ستأتي في الخريف أو تلتحم في الأولى، وتسفر عن وفيات عالية جداً، وستكون أكثر شراسة، وبناءً عليه نجهز المستشفيات، وننشر الوعي في الكادر الطبي ووزارات الصحة والجهات المعنية بالجائحة، أمّا المواطنون فليس من المفترض أن يعرفوا كلّ تلك التفاصيل.

ولفت إلى أنّ الجمهور لم يعد متقبلاً للرسائل التحذيرية التي تثير الفزع، فقد سئمت الجماهير ذلك، خصوصاً مع اختبارها لتلك الرسائل من قبل، والتي جاء حجم الحدث دونها، ما زعزع ثقة الجمهور فيها، لذا "فالجمهور يحتاج أن تأتي له رسائل توعوية تحفيزية لعمل شيء ما،  تضع الأمور في نصابها، وتُعلّم الناس كيف يمكن أن يتعايشوا مع الوباء، بالإضافة إلى منظومة القانون والمسؤولية المجتمعية، التي تفرض أشياء معينة يجب اتباعها".

واستشهد بقرار منع النرجيلة في المقاهي ضمن إجراءات الوقاية من كورونا، وعلّق: الناس لم تخرج في مظاهرات للمطالبة بعودة النرجيلة، هم تعايشوا مع الأمر، وهذا ما يجب أن يُطبّق في الموجات القادمة حال حدوثها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية