نجيب محفوظ... بريق دائم رغم الغياب

نجيب محفوظ... بريق دائم رغم الغياب

نجيب محفوظ... بريق دائم رغم الغياب


03/09/2023

منى أبو النصر

يبدو اسم الكاتب والأديب العالمي نجيب محفوظ عصياً على الغياب؛ فذكراه مناسبة لتجديد أثره في الوجدان، وهو ما لا يُقاس بالمناسبات الثقافية أو المقالات النقدية والصحافية المُحتفية بمشروع صاحب «نوبل» فحسب، بل يمكن رصدها بحالة «الصخب» المواكِبة للذكرى عبر منصات التواصل الاجتماعي.

فمنذ حلول ذكرى رحيله الـ17، في 30 أغسطس (آب)، واسمه يواصل تصدُّر قائمة «الترند» على موقع «إكس»، ما بين كتابات تتداول اقتباسات من أعماله، وترشيحات للقراءة، وتداوُل أغلفة رواياته، وصوره الفوتوغرافية، وصولاً إلى بطاقة هويته التي يظهر فيها اسمه المُركّب، نجيب محفوظ؛ مصحوباً بقصة تسمية والده له بهذا الاسم تيمّناً بطبيب النساء والتوليد نجيب باشا محفوظ، الذي لجأ إليه بعد تعثُّر أمه في ولادته عام 1911، لتُنجب الأم على يده ابنه الذي سماه نجيب محفوظ، عرفاناً بجهد الطبيب، وإنقاذه لحياة زوجته وطفله.

ابتكرت نوادٍ و«غروبات» مخصّصة للقراءة على «فيسبوك»، بالتزامن مع ذكرى رحيل «أديب نوبل»، أسئلة تفاعلية مع أعضائها عن قراءاتهم المفضّلة له، أو أفضل شخصية روائية جرى تناولها سينمائياً. وبرز سؤال افتراضي آخر حول اسم شخصية من عالم محفوظ يتمنّى القارئ لقاءها في الواقع؛ وهو سؤال تنوّعت إجاباته ما بين السيد أحمد عبد الجواد، والجبلاوي، وعاشور الناجي، وجعفر الراوي، وسعيد مهران، وأنيس زكي... وغيرها من شخصيات لا تزال قادرة على الاحتفاظ بوهجها الدرامي ومُخيلتها الخصبة لدى القراء.

«نجيب محفوظ شخصية عابرة للأجيال»، بوصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول: «هو أيقونة عالمية في مجال الأدب والفنون، وظاهرة مثل شكسبير وفيكتور هوغو وغيرهما من الأدباء الذين لا تزال أعمالهم تُقدَّم بأشكال مُعاصرة إلى اليوم. نجيب محفوظ من الأسماء التي يسعى كل جيل إلى اكتشافها من جديد».

يضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رغم الانتقادات التي تُوجه لمنصات التواصل الاجتماعي حول صدقية تداول المعلومات، فإنّ لها دوراً إيجابياً في النقاش المتعلّق بالشخصيات الراحلة والمؤثّرة. يمكننا ببساطة تخيُّل الفرق في التأثير إذا اقتصر الاحتفاء على الندوات والمقالات فقط، وبين احتفاء جماهيري على منصات التواصل، فنجيب محفوظ ظاهرة؛ وهذا يفسر ذلك التهافت الكبير بين دور النشر على طباعة أعماله حتى اليوم».

من جهته، يرى الناقد الأدبي والفني المصري محمود عبد الشكور، أنّ «الاهتمام بنجيب محفوظ تأكيد على قيمته المستحقة»، ويُعقّب: «لا أعدُّ اقتباسات (فيسبوك) من كلمات محفوظ دليلَ وعي عميق، لكونها عابرة ومنقولة، لا تشير إلى ثقافة حقيقية، وإنما إلى مجرد التفات لذكرى كاتب عالمي. ما يلفتني حقاً هو الاهتمام بقراءة محفوظ وظهور جيل من النقاد الشبان يعنون بدراسة أعماله والكتابة عنها».

يضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الأرقام تشير إلى اهتمام الجيل الجديد بقراءة رواياته التي شاهدوها في أفلام أو مسلسلات، مثل (أفراح القبة) التي تزايد توزيعها بعد المسلسل الناجح المأخوذ عنها. أدب محفوظ يحمل عناصر البقاء، وسيزداد اهتمام الأجيال القادمة بقراءته لملامسته أوتاراً في الشخصية المصرية وتقديمه نماذج أدبية خالدة ومؤثرة».

وتعقد نقابة الصحافيين المصريين، (السبت)، ندوة بعنوان «نجيب محفوظ حضور دائم»، بمشاركة عدد من الكُتاب والنقاد؛ منهم: الدكتور حسين حمودة، والكاتب والروائي عزت القمحاوي، والناقد والكتاب سيد الوكيل، فيما يدير حلقة النقاش الكاتب والروائي حسن عبد الموجود. وأعلنت النقابة، في بيان، أنّ «هذه الندوة ستكون بداية لسلسلة من ندوات وحلقات نقاش تحتفي بأعلام الإبداع والفكر المصريين».

عن "الشرق الأوسط" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية