نذر صدام وشيك بين طالبان وإيران... لهذه الأسباب

نذر صدام وشيك بين طالبان وإيران... لهذه الأسباب

نذر صدام وشيك بين طالبان وإيران... لهذه الأسباب


08/08/2023

شبح التوتر يخيم من جديد على الحدود المشتركة لإيران وجارتها أفغانستان، التي تصل إلى (900) كيلومتر، وذلك على إثر ضغوط مارستها طهران على حكومة طالبان بشأن حصة المياه من نهر هلمند الحدودي الذي يصب في بحيرة هامون، بمحافظة بلوشستان الإيرانية.

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي الأسبوع الماضي: إنّ "أفغانستان جارتنا، كل العالم يحشد لكي يتسبب في خلافات بين إيران وأفغانستان"، بحسب (الشرق الأوسط).

ضغوط مارستها طهران على حكومة طالبان بشأن حصة المياه من نهر هلمند الحدودي الذي يصب في بحيرة هامون بمحافظة بلوشستان الإيرانية.

لكنّ هذا التصريح يتعارض مع تحذير أصدره الرئيس إبراهيم رئيسي إلى حركة طالبان، في منتصف أيار (مايو) الماضي، قال فيه: "إن لم تحترموا اتفاقية إمدادات المياه الواردة من أفغانستان، فستواجهون العواقب"، وردّاً على تصريحات رئيسي، قام مسؤول بارز لدى طالبان، بعرض هدية عليه بشكل يسخر من تصريحاته، وهي عبارة عن حاوية مياه سعتها (20) لتراً، وطلب منه التوقف عن إطلاق "الإنذارات المرعبة".

وذكر تحقيق نشرته وكالة (بلومبرغ) أنّه بعد مرور نحو أسبوع اندلعت مناوشات على الحدود بين البلدين، أسفرت عن مقتل (2) من أفراد قوات حرس الحدود الإيرانية، وأحد عناصر طالبان، وأرسلت الحركة الآلاف من عناصرها ومئات الانتحاريين إلى المنطقة، وفق ما قاله مصدر مطلع على الأمر، يشير إلى أنّ الجماعة مستعدة للحرب، وفقاً لوكالة (بلومبرغ).

بعد عقدين من القتال ضد الولايات المتحدة يجد قادة طالبان أنفسهم حالياً في سجال مع جيرانهم، في الوقت الذي وصلت فيه تداعيات الاحتباس الحراري إلى بلادهم.

وبعد عقدين من القتال ضد الولايات المتحدة يجد قادة طالبان أنفسهم حالياً في سجال مع جيرانهم، في الوقت الذي وصلت فيه تداعيات الاحتباس الحراري إلى بلادهم، حيث يتسبب النزاع القائم مع إيران بشأن الموارد المائية المستنفدة في تفاقم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة المضطربة بالفعل.

ويقول خبراء: إنّ "نقص المياه في حوض نهر هلمند هو نتيجة لتغير المناخ في ظل ارتفاع درجة حرارة البلاد ومعاناتها من زيادات هائلة في هطول الأمطار، وما يليها من نوبات جفاف شديد... وقد ارتفعت درجات الحرارة في البلاد بواقع (1.8) درجة مئوية منذ 1950".

يُذكر أنّ أفغانستان وقعت في عام 1973 اتفاقاً لتزويد إيران بكمية محددة من المياه سنوياً، في ظروف مناخية "طبيعية" من هلمند، وهو ممر مائي يمتد طوله لأكثر من (1000) كيلومتر، من جبال (هندو كوش) الأفغانية عبر البلاد، وصولاً إلى إيران. 

تقول إيران إنّ طالبان خفضت إمدادات المياه منذ أن عادت إلى السلطة، ولم تلتزم بما يتوجب على الجانب الأفغاني من الصفقة.

وتُعدّ المياه التي تأتي من أطول نهر في أفغانستان ضرورية من أجل الزراعة، كما يستهلكها ملايين الأشخاص على جانبي الحدود، وفق ما ورد في تقرير (بلومبرغ).

وتقول إيران إنّ طالبان خفضت إمدادات المياه منذ أن عادت إلى السلطة في آب (أغسطس) 2021، ولم تلتزم بما يتوجب على الجانب الأفغاني من الصفقة. 

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد قال في مؤتمر صحافي عُقد الأسبوع الماضي: إنّ "الاتفاقات الأولية سارية" مع حكومة "طالبان" بشأن حقوق إيران في المياه القادمة من هلمند، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

من جانبه، قال رئيسي، الذي يترأس إيران منذ صيف عام 2021، خلال زيارته إلى محافظة بلوشستان (في جنوب شرقي إيران)، وهو أفقر إقليم في البلاد، والأشدّ تضرراً بسبب نقص المياه: "خذوا كلامي على محمل الجد... أحذّر المسؤولين والحكام في أفغانستان أنّه يجب عليهم احترام حقوق المياه الخاصة بشعب بلوشستان".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية