هل أردوغان وحزبه في حالة ذعر أم في ورطة؟

هل أردوغان وحزبه في حالة ذعر أم في ورطة؟

هل أردوغان وحزبه في حالة ذعر أم في ورطة؟


25/03/2023

لا يبدو الوضع بالسوء الذي ترسمه المعارضة التركية التي تقدمت بمرشح موحد لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سباق الرئاسة، لكنه ليس أيضا ورديا كما يحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم أن يصوره أو يسوقه.

ويخوض أردوغان وحزبه انتخابات مايو القادم مثقلين بتركة من المشاكل هي أصلا من صناعة الحزب والرئيس قبل أن تتفاقم بفعل التقلبات الجيوسياسية ووضع عالمي انقلب رأس على عقب منذ ظهور فيروس كورونا في نهاية العام 2019.

وعمق زلزال 6 فبراير الأخير الذي خلف قرابة 50 ألف قتيل وملايين المشردين ودمر آلاف المباني وتقدر الخسائر الناجمة عنه بما يزيد عن 104 مليارات دولار، أزمة الحزب الحاكم في تركيا.

واعتبر سياسيون أن أردوغان وحزبه في حالة ذعر شديد رغم محاولتهما إظهار قوتهما قبل الانتخابات التي ستكون مصيرية لمستقبل تركيا ووضعها العالمي ومستقبل علاقاتها الخارجية.

ومدفوعا بمخاوف السقوط في الانتخابات، يضغط الرئيس التركي على كل الأزرار في وقت واحد ويلاحق كل الخيارات المتاحة للخروج من الورطة.

ومنيت جهوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستثمرين الأجانب، إلى الحكومة بالفشل، بينما كان قادة في حزب العدالة والتنمية الحاكم يعولون على عودته لتحسين صورة الوضع الاقتصادي.

ويعتقد كثيرون أن عودة محمد شيمشك للحكومة قد تغير اتجاهات استطلاعات الرأي لصالح حزب العدالة والتنمية، لكن فكرة عودته تثير كلك خلافات داخلية.

وقالت مصادر مطلعة ومحللون إن رفض قطب الاقتصاد التركي السابق (محمد شيمشك) العودة إلى معترك السياسة دفع الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان إلى المسارعة بإعادة بناء مصداقيته الاقتصادية قبل أقل من شهرين من انتخابات مهمة.

وقال عدد من المصادر المطلعة إن أردوغان الذي قاد تركيا لعقدين، لكنه يحتل مرتبة متأخرة في استطلاعات الرأي قبل انتخابات 14 مايو، ناشد شيمشك شخصيا بأن يعود إلى الحكومة ويتولي دورا رئيسيا.

وكان بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية يريدون أن يدافع شيمشك عن خطاب الحزب في الآونة الأخيرة الداعي إلى مزيد من سياسات السوق الحرة بعد سنوات من السياسات الاقتصادية غير التقليدية في ظل حكم أردوغان مما أضر بالليرة التركية وفاقم التضخم.

ولكن بعد اجتماع يوم الاثنين في مقر حزب العدالة والتنمية، قال شيمشك الذي يحظى باحترام المستثمرين الدوليين، على تويتر إنه غير مهتم بالعمل في "السياسة" بعد استقالته من منصب نائب رئيس الوزراء في عام 2018، مضيفا أنه مستعد لتقديم أي نوع من الدعم في مجاله.

ويقول محللون ومستثمرون إن هذه التطورات تظهر صعوبة إعادة تعيين الحكومة التي تسببت سياساتها في أزمة زيادة كلفة المعيشة وتركت الاقتصاد والأسواق المالية خاضعة إلى حد كبير لإدارة الدولة.

وقال إرتان أكسوي من شركة أكسوي ريسيرش لاستطلاعات الرأي إن "رفض شيمشك توحيد الصفوف ليس المؤشر الأول ولا الأخير على تقلص الدعم للحكومة". وقال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية بعد الاجتماع، إن أردوغان لم يعرض على شيمشك منصبا رسميا، لكن "جميع آليات وواجبات الحزب" متاحة أمامه.

وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز إن حزب العدالة والتنمية منقسم إلى حد ما مع اعتراض بعض الأعضاء على عودة شيمشك ووصف نتيجة اجتماع أردوغان بأنها "غير مرغوبة"، مضيفا أن الحزب قد يحتاج الآن إلى مراجعة برنامجه الاقتصادي قبل الحملة الانتخابية.

وقال مسؤول في حزب العدالة والتنمية إن عودة شيمشك كانت ستعزز استطلاعات الحزب. وقال المصدر "نواجه مشكلة في ما يتعلق بالصورة الاقتصادية في الوقت الحالي. لا جدال في ذلك"، أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات جديدة.

وقال مسؤول آخر في الحزب إن بيانه الانتخابي المعدل قد يتضمن سياسات أكثر "توازنا" أو "تباينا"، بدلا من نهج السوق الحرة التقليدي الذي سعى إليه البعض.

ورفض حزب العدالة والتنمية التعليق على احتمال أن يراجع إستراتيجيته الاقتصادية قبل التصويت. ورفض شيمشك التعليق على لقائه مع أردوغان.

وأدى تصميم أردوغان على خفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي إلى ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 85 بالمئة العام الماضي. وفقدت الليرة 80 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار في خمس سنوات، وهي الفترة التي فر فيها المستثمرون الأجانب إلى حد كبير من السوق الناشئة الكبيرة.

وأشارت تقديرات إلى أن الكلفة الاقتصادية للزلازل المدمرة التي وقعت في جنوب تركيا في السادس من فبراير بلغت نحو 104 مليارات دولار مما فاقم الضغوط على الاقتصاد.

وتلقت كتلة المعارضة التي تعهدت بالتراجع عن سياسات أردوغان الاقتصادية دفعة دعم أمس الأربعاء حين قال حزب كبير مؤيد للأكراد إنه لن يطرح مرشحا رئاسيا مما أثار احتمالات الحصول على دعمه.

وأظهر استطلاعان أجراهما في الآونة الأخيرة مركزا 'إم.إيه.كيه' و'تركيا رابورو' لاستطلاعات الرأي أن منافس الرئاسة المعارض كمال قليتشدار أوغلو متقدم بنسبة تتراوح بين أربع وتسع نقاط مئوية على أردوغان.

وقال تورهان كوميز كبير مستشاري ميرال اكشينار زعيمة حزب الخيرعلى قناة تلفزيونية الثلاثاء الماضي "حزب العدالة والتنمية... مندهش وفي حالة من الذعر الشديد. إنه يضغط على جميع الأزرار في نفس الوقت".

وعلى الرغم من وصف أردوغان نفسه بأنه "عدو" أسعار الفائدة أبدى الرئيس التركي أحيانا دعمه لسياسات السوق الحرة في السنوات القليلة الماضية، لكنه بعد ذلك غير نبرته مرة أخرى واعتمد نموذجا يعطي الأولوية للإنتاج والصادرات والائتمان الرخيص المستهدف.

عن "أحوال" تركية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية