هل انتهى أردوغان من استخدام الإخوان، وحان وقت التخلص منهم؟

هل انتهى أردوغان من استخدام الإخوان، وحان وقت التخلص منهم؟

هل انتهى أردوغان من استخدام الإخوان، وحان وقت التخلص منهم؟


10/08/2023

بعد تضييق الخناق على الإخوان المسلمين في تركيا، ومنعهم من الكثير من النشاطات، وطردهم إلى دول أخرى، ومراجعة ملفات الجنسية التي منحت للكثيرين منهم، استعرض مرصد (مينا) أوجه التشابه بين نظامي الرئيس المصري أنور السادات ورجب طيب أردوغان من ناحية استغلال الإخوان.

ووفق مرصد (مينا)، فقد استثمر الرئيس السادات بـ (جماعة الإخوان المسلمين) لمواجهة المدّين الناصري واليساري في مصر ما قبل انتفاضات كانون الثاني (يناير) 1977، ثم أنهى الاتفاق معهم، ووضعهم في السجون، ثم انتهى اغتيالاً على أيديهم، وأكد المرصد أنّ الإخوان كانوا مثل حمار العرس، الذي لن يكون يوماً العريس، ومن شهد تلك المرحلة يعرف أنّ (الإخوان) كانوا ولفترة ممتدة هراوات بيد السادات، ولطالما عانت الجامعات والساحات من سطوتهم.

الإخوان كانوا ولفترة ممتدة هراوات بيد السادات، لمواجهة المدّين الناصري واليساري، وقد عانت الجامعات والساحات من سطوتهم.

وتابع المرصد: "هذا حالهم مع (تركيا أردوغان)، وقد اعتبروها منصّة للقفز على الساحات العربية، فكان أن احتواهم الرئيس التركي بوصفهم جناحاً لحزب (العدالة والتنمية) الذي يقوده، ولمواجهة السعودية ومصر ما بعد محمد مرسي وسقوط دولة الإخوان.

غير أنّ الحسابات اختلفت، فمن بعد نشوة الإقامة في تركيا، وإطلاق فضائيات الإخوان وصحافتهم وفضائياتهم، ومن بعد فوز أردوغان بالرئاسة ثانية، لا بدّ أنّ العرس انتهى، ولم يعد العريس بحاجة إلى حطب الإخوان ومائهم، فالرجل مدّ خطّ التصالح مع السعودية، واشتغل على تطبيع علاقاته مع مصر، وبالنتيجة استغنى عن الإخوان ليطلب منهم ومن قنواتهم التلفزيونية التي يديرونها في تركيا بداية، تخفيف النبرة بمواجهة الرئيس السيسي، ومن بعدها إغلاق واحدة من قنواتهم على الأقل، وتزامنت زيارة أردوغان إلى جدة مع إغلاق قناة (مكملين) التابعة للإخوان المسلمين، بعد (8) أعوام من البث من إسطنبول، ولم تجدد تركيا إقامة عدد من الأشخاص المرتبطين بالجماعة، في محاولة لدفعهم إلى مغادرة البلد، وهناك تقارير عن اعتقال بعض القادة. وتفكر تركيا بترحيل عدد من الذين طلبت مصر تسليمهم، ربما لدولة ثالثة، وقررت إلغاء عضوية عدد من الإخوان المسلمين في حزب العدالة والتنمية، حزب الرئيس، وممّن يحملون الجنسية التركية.

أردوغان اعتبر الإخوان منصّة للقفز على الساحات العربية، فكان أن احتواهم بوصفهم جناحاً لحزب (العدالة والتنمية) لمواجهة السعودية ومصر.

وقال مرصد (مينا): "إنّ ما يحدث للإخوان في تركيا يعيدنا إلى المثل معكوساً، عندما تتصارع الثيران تذهب الأرانب بين حوافر المتصارعين"، وكذا "عندما يتصالحون"”، فالتأسيس لـ "النضال من الخارج" بلغة اليسار، أو "الجهاد من الخارج بلغة الإخوان"، سيقول: "إنّ الخارج يعمل لمصلحة الخارج"، وبالتالي فهذا الشكل من النضال أو الجهاد لا فرق، هو الاستثمار المؤقت في ذاك العرس، فالمستثمَر فيه هو "الحمار"، أمّا العريس، فهو المستثمِر الذي لا يريد من الحمار سوى نقل الحطب أو زقّ الماء.

أردوغان مدّ خطّ التصالح مع السعودية، واشتغل على تطبيع علاقاته مع مصر، وبالنتيجة استغنى عن الإخوان.

من وقائع أحوال (الإخوان) في تركيا ما قاله عياش عبد الرحمن، وهو قيادي إخواني سابق: إنّه لم يُمنح سوى (10) أيام لحزم حقائبه ومغادرة تركيا، وأضاف: "أعتقد أنني لم أتمكن من تجديد تصريح إقامتي بسبب هذا التقارب الجديد بين الحكومة التركية ومصر".

وطرح المرصد تساؤلات تتعلق بإخوان سوريا: "ماذا لو تقارب أروغان مع بشار الأسد؟ هل سنرى الجندرمة التركية تكبّل قيادات الإخوان وتقدّمهم هدية للأسد، ومن ثم تمنحه الفرصة اللاحقة لـ "الاستثمار بالمقصلة؟".   



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية