هل تتحول السعودية إلى مركز للثقافة والسينما في المنطقة؟

هل تتحول السعودية إلى مركز للثقافة والسينما في المنطقة؟


01/01/2022

تسعى المملكة العربية السعودية لتقديم نفسها كمركز ثقافي وقوة سينمائية في الشرق الأوسط، بعد عرضها (27) فيلماً محلي الإنتاج خلال مهرجان سينمائي استضافته جدة.

ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، سار النجوم العالميون، ومنهم الممثلة الأمريكية هيلاري سوانك والعارضة البريطانية نعومي كامبل، على سجادة حمراء في حفل لا تختلف تفاصيله عن المهرجانات العالمية بأزياء تتناسب مع حجم الحدث.

جذبت الحكومة السعودية (3) أفلام هوليوودية لتصويرها في المملكة بتمويل حكومي، محاولة تجاوز الأردن والمغرب كوجهة فضلى للمناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة.

وخلال حلقة نقاشية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قال المسؤول في وزارة الاستثمار السعودية بهاء عبد المجيد: "إنّ المملكة لديها هدف واحد يتمثل في "جعل السعودية مركزاً جديداً لصناعة الأفلام بالمنطقة".

ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى عبد المجيد قوله: "إنّ المملكة تمتلك (430) شاشة عرض سينمائي، لتصبح السوق الأسرع نمواً في العالم، وتهدف المملكة للوصول إلى (2600) شاشة عرض مع حلول عام 2030.

 وقد ترجم هذا التوجه على أرض الواقع، بجذب الحكومة السعودية (3) أفلام هوليوودية لتصويرها في المملكة بتمويل حكومي، محاولة تجاوز الأردن والمغرب كوجهة فضلى للمناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة، إلى جانب عرضها (27) فيلماً محلي الإنتاج خلال المهرجان السينمائي الذي استضافته جدة.  

وعلى مدار القرن الماضي، وفي وقت اشتهرت فيه المملكة في مجال النفط، برزت القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد كمنارات ثقافية عربية في ظلّ إنتاج الأفلام والأغاني، ونشر كتب المثقفين والأدباء، لكن خلال الأعوام الماضية، تراجع دور هذه العواصم العربية نتيجة الصراعات والانهيارات المالية، فقد دمّرت الحرب استوديوهات التلفزيون السوري وناشري الكتب في بغداد، وترك الانهيار الاقتصادي السينما اللبنانية تكافح من أجل البقاء.

أمّا السعودية، فقد بدأت تنفق المبالغ الطائلة لدعم صانعي الأفلام السعوديين في دراستهم في الخارج، وإنشاء مدارس تدريب محلية، ومسارح واستوديوهات تسجيل صوتية، فضلاً عن تمويل مبادرات لتشجيع الفنانيين التشكيليين والموسيقيين والطهاة السعوديين.

اقرأ أيضاً: انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة

وتقول الصحيفة الأمريكية: إنّ كل هذا يحدث في بلد كان حتى أعوام قليلة مضت تحظر فيه دور السينما، حيث يذهب السعوديون إلى البحرين ودبي لمشاهدة الأفلام السينمائية، بالإضافة إلى محاولة صانعي الأفلام الطموحين بتفادي الشرطة الدينية في الأماكن العامة.

من جهتها، قالت المنتجة السينمائية والمسرحية السعودية منى خاشقجي: "حان وقت التألق هنا في المملكة العربية السعودية".

وقال المخرج والمنتج الفرنسي اللبناني فيليب عرقتنجي: "السعودية تملك الموارد المالية، ونحن نمتلك ثراءً في القصص".     

هذه الجهود تشكّل جزءاً من التغيير الواسع النطاق الذي قاده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشمل السماح للنساء بقيادة السيارة لأول مرّة.

وأكدت ريبيكا جوبين أستاذة الدراسات العربية في كلية ديفيدسون الأمريكية أنّ الإنتاجات السعودية قد تستمرّ في جذب مواهب التمثيل والكتابة والإخراج من لبنان وسوريا ومصر، ممّا سيسمح لها بالوصول إلى جماهير خارج المملكة.  

يُذكر أنّ هذه الجهود تشكّل جزءاً من التغيير الواسع النطاق الذي قاده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشمل السماح للنساء بقيادة السيارة لأول مرّة، ومنع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشجيع الجنسين على الاختلاط في الأماكن العامة، فضلاً عن بناء صناعة ترفيهية لتحفيز الاقتصاد، وتوفير فرص عمل في مجالات مختلفة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية