هل تدخل إيران سباق النفوذ الدولي على أفريقيا؟

يبدو أنّ إيران تسعى هي الأخرى للدخول على خط سباق النفوذ الدولي على أفريقيا، الذي أُثير بشأنه الكثير من الجدل في ظل التنافس الأمريكي ـ الصيني، وتزايد التأثير الروسي في مناطق من القارة من بوابة مجموعة (فاغنر)، ويؤكد ذلك الجولة التي يقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في عدد من الدول الأفريقية منذ الثلاثاء.

الزيارة هي الأولى إلى القارة منذ (11) عاماً، وجاءت بالتزامن مع حملة أطلقتها طهران في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع العديد من الدول، منهية عدة أعوام من القطيعة مع بعضها، كما تسعى لكسب حلفاء جدد، والدخول في شراكات جديدة لفك عزلتها الدولية وإيجاد حلول لأزمتها الاقتصادية بفعل العقوبات الغربية.

الزيارة هي الأولى إلى القارة منذ (11) عاماً، وجاءت بالتزامن مع حملة أطلقتها طهران في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع العديد من الدول

وتراهن إيران على دخول هذا التنافس مستفيدة من شبكات مذهبية نجحت في خلقها ببعض الدول الأفريقية المهمة مثل نيجيريا، وكذلك من شبكات أرساها حليفها حزب الله داخل الجالية اللبنانية في أفريقيا، والتي تتمتع بعمق تاريخي.

وبحسب قراءة نشرتها صحيفة (العرب) اللندنية، فإنّ إيران تبحث عن بناء شراكات اقتصادية، ولو محدودة، تمهد لتركيز نفوذها العلني في القارة، وهو ما سيسمح لها لاحقاً بالتمدد عبر تكوين ميليشيات وتدريبها ومدها بالسلاح وتحويلها إلى أذرع شبيهة بما تمتلكه في الشرق الأوسط، مثل الميليشيات الحليفة في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

إيران تبحث عن بناء شراكات اقتصادية، ولو محدودة، تمهد لتركيز نفوذها العلني في القارة، وهو ما سيسمح لها لاحقاً بالتمدد

وكانت إيران قد سعت لوضع نواة لهذه الميليشيات في بعض الدول الأفريقية؛ مثل الحركة الإسلامية النيجيرية التي تلقت من طهران دعماً عسكرياً وتدريبات على حرب العصابات، فضلاً عن الدعم المباشر للدعاية الدينية وسفر قياداتها إلى إيران لتلقي التكوين الديني.

وباستثناء المنافسة التركية، ستجد إيران أنّ مسعى بسط نفوذها في أفريقيا صار أكثر سهولة بسبب غياب الوجود العربي المؤثر، سواء كان ذلك في شكل استثمارات أو من خلال عناصر النفوذ الدينية والثقافية بصفة عامة، خاصة من مصر التي تراجع تأثيرها الأفريقي تحت وقع أزماتها الداخلية.

كثفت إيران نشاطها الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة لتقليص عزلتها والتخفيف من تداعيات العقوبات التي أعيد فرضها عليها

ويعتقد المراقبون أنّ إيران يمكن أن تستفيد من صراع القوى الكبرى على القضايا الاقتصادية، وتبحث عن دور ثانوي تدعمه بروافد مذهبية وشبكة علاقات حزب الله، وهو ما يمكنها من التأثير على المدى البعيد واختراق المجتمعات عبر المساعدات والمدارس الدينية، بحسب الصحيفة.

ويزور رئيسي في جولته الأفريقية كينيا وأوغندا وزيمبابوي، في أول جولة أفريقية لرئيس إيراني منذ (11) عاماً.

وكثفت إيران نشاطها الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة لتقليص عزلتها والتخفيف من تداعيات العقوبات التي أعيد فرضها عليها منذ انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من اتفاق نووي تم التوصل إليه بعد جهود شاقة.