هل تسقط المظاهرات الليبية السراج وحكومته؟

تظاهر أمس المئات من الشباب الليبيين المحتجين على الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد في طرابلس لليوم الثالث على التوالي، وامتدّت التجمعات إلى المنطقة التي يقع ضمنها منزل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ومقر الحكومة.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للتظاهرات الحاشدة بأعداد مضاعفة تحاصر منزل رئيس حكومة طرابلس فايز السراج في حي النوفلين في العاصمة طرابلس، حيث تعالت الهتافات تطالبه بالرحيل، وفق ما نقلت صحيفة "الوسط".

المئات من المحتجين على الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد يتظاهرون أمام منزل فايز السراج، ومقر الحكومة

وهتف المتظاهرون السلميّون بميدان الشهداء في طرابلس ضد المرتزقة التابعين لميليشيا طرابلس: "نبي دولارات زي الزلمات"، في إشارة إلى المطالبة بالمساواة في الأجور، أسوة بمرتزقة أردوغان.

وكانت الحركة الاحتجاجية في العاصمة الليبية طرابلس قد أمهلت حكومة الوفاق 24 ساعة لإعلان استقالتها، ولوّحت بالقيام بعصيان مدني.

واعتبر المشاركون في الحركة الاحتجاجية أنّ إعلان استقالة حكومة الوفاق سيشكّل "احتراماً للشعب"، وهدّدوا بأنهم سيدخلون في اعتصام مدني إذا لم ترحل الحكومة، كما طالبوا داخلية الوفاق بالإفراج عن المعتقلين.

وتشنّ الميليشيات الموالية لحكومة السراج حملة اعتقالات بصفوف الناشطين، على خلفية التظاهرات المستمرة لعدة أيام.

وكانت العاصمة الليبية قد شهدت، على مدى الأيام الماضية، خروج تظاهرات مماثلة احتجاجاً على تدهور الخدمات العامة والانقطاع المتكرّر للكهرباء والمياه وشحّ الوقود في بلد نفطي.

واستمرّت التظاهرات على الرّغم من الوعد الذي أطلقه السراج، في خطاب متلفز الإثنين، بمحاربة الفساد وإجراء تعديل وزاري عاجل.

الحركة الاحتجاجية في طرابلس تمهل حكومة الوفاق 24 ساعة لإعلان استقالتها، ولوحت بالقيام بعصيان مدني

هذا، وشهد اليوم الثالث للاحتجاجات انقساماً بين المتظاهرين الذين توافد منهم جزء إلى ميدان الشهداء وانتقل آخر إلى ميدان الجزائر، وسط اتهامات متبادلة بين الحراكين بشأن الموقف السياسي لكليهما.

وقد بدأت التظاهرات من يوم الأحد الماضي، استجابة لدعوات أطلقها نشطاء عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية جرّاء نقص السيولة النقدية والوقود وانقطاع الكهرباء المستمر وسوء الإدارة العامة.