هل تصبح أوكرانيا بوابة الجهاديين إلى أوروبا؟

هل تصبح أوكرانيا بوابة الجهاديين إلى أوروبا؟

هل تصبح أوكرانيا بوابة الجهاديين إلى أوروبا؟


24/07/2023

بقيت الحرب في أوكرانيا مصدر تهديد لأمن ألمانيا وأوروبا، وبدون شك الأمن الدولي، كون الجماعات المتطرفة، كتنظيم داعش، أعلنت عبر الإنترنت أنّه من الضروري استثمار الحرب للحصول على السلاح والتدريب لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا.

ووفقاً لدراسة نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أنّ ألمانيا ما زالت تعتبر تهديد إرهاب (السلفية الجهادية) تهديداً قائماً على أمن ألمانيا القومي، بسبب الحرب في أوكرانيا، رغم ما تقوم به ألمانيا من تشريعات وتدابير في تجفيف مصادر التمويل الخارجي، والحد من الدعاية المتطرفة على المنابر وعبر الإنترنت. 

الجماعات المتطرفة، كتنظيم داعش، أعلنت عبر الإنترنت أنّه من الضروري استثمار الحرب في أوكرانيا للحصول على السلاح والتدريب لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا

وفي السياق، حذر خبراء يوم 15 تموز (يوليو) الجاري من أنّ المتطرفين من أصحاب الدوافع الإسلاموية ما يزالون "يشكلون خطراً عالياً بوقوع هجمات في ألمانيا"، بحسب ما خلصت إليه نتائج أحدث تقرير لمجموعة العمل المشتركة بين وزارات تابعة لحكومة ولاية شمال الراين- ويستفاليا حول الوقاية من (السلفية الجهادية). 

جاء التقرير بعد إلقاء القبض على (9) أشخاص في ألمانيا وهولندا بزعم جمع أموال لتنظيم داعش والتخطيط لهجمات.

أوكرانيا قد تصبح أرضاً خصبة للجماعات المتطرفة الإسلاموية، إلى جانب النازيين الجدد واليمين المتطرف وغيرها

وقال مدعون اتحاديون: إنّ (7) رجال اعتقلوا في ألمانيا اتُهموا بتأسيس "جماعة إرهابية محلية"” ودعم تنظيم داعش، وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر للصحفيين في برلين: إنّ "تهديد الجماعات الإسلاموية المتطرفة ما يزال حاداً للغاية، كما ترون من اعتقالات اليوم".

وطبقاً للتحقيق، فإنّ المشتبه بهم الـ (7) كان لهم علاقات طويلة الأمد مع الجماعات الإسلاموية الراديكالية المتطرفة. وبعد بدء الحرب في أوكرانيا هاجروا في وقت واحد إلى ألمانيا وأنشؤوا خلية إرهابية في أواخر حزيران (يونيو) 2022، وكان هدفهم الأساسي تنفيذ هجمات إرهابية بارزة في ألمانيا، مستوحاة من تلك التي دبرها تنظيم داعش، وكان للتنظيم اتصالات مع أعضاء من الفرع الإقليمي لتنظيم داعش وقام بمراقبة أهداف محتملة.

ووفقاً للدراسة، فإنّ أوكرانيا قد تصبح أرضاً خصبة للجماعات المتطرفة الإسلاموية، إلى جانب النازيين الجدد واليمين المتطرف وغيرها، وتكون أوكرانيا بمثابة بوابة للدعاية "الجهادية" في أوروبا.

فمنذ اندلاع حرب أوكرانيا، قام العديد من الجماعات المتطرفة بنشر الدعاية لتشجيع المقاتلين على الانتقال إلى الأراضي الأوكرانية والانضمام إلى "الفيالق" التي شكلتها أوكرانيا لاكتساب الخبرة العسكرية والتدريب والوصول إلى الأسلحة. 

إمدادات الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية لدعم أوكرانيا تثير مخاوف بشأن احتمال حصول الجماعات المتطرفة على الأسلحة والتدريب

وأشارت تقارير في كانون الثاني (يناير) 2023 إلى وجود مسلحي أجناد القوقاز في أوكرانيا، وهي منظمة إرهابية تتألف من مسلحين من شمال القوقاز معروفين بعملياتهم ضد القوات السورية والروسية في سوريا. 

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة (تلغرام)، صور لقاءات بين زعيم أجناد القوقاز عبد الحكيم الشيشاني، وأعضاء الكتيبة الشيشانية الشيخ منصور، التي تعمل في أوكرانيا لدعم كييف.

وتثير إمدادات الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية لدعم أوكرانيا مخاوف بشأن احتمال حصول الجماعات المتطرفة على الأسلحة والتدريب، كما سلطت تقارير إعلامية الضوء على إمكانية بيع أسلحة في السوق السوداء، ممّا أثار قلق الإنتربول.

ولمواجهة "ارتداد الإرهاب والتطرف إلى أوروبا"، يجب على الدول الأوروبية التعاون الدولي من أجل تتبع شحنات الأسلحة الواردة إلى أوكرانيا، وكذلك تتبع الجماعات الإسلاموية المتطرفة في أوكرانيا، وبدون شك يتطلب من روسيا أيضاً اتخاذ تدابير لمنع التحاق الجماعات المتطرفة للحرب إلى جانب قواتها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية