هل تغير الأزمة الأوكرانية مسار مفاوضات فيينا مع إيران؟ صحيفة أمريكية تجيب

هل تغير الأزمة الأوكرانية مسار مفاوضات فيينا مع إيران؟ صحيفة أمريكية تجيب


01/03/2022

ألقت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما خلفته من ارتباك في الأسواق العالمية للنفط والغاز، بظلالها على مفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا، فقد أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنّ هناك مخاوف بين الدبلوماسيين الغربيين من أنّ الصراع الروسي الأوكراني يمكن أن يضعف الوحدة بين القوى الغربية والولايات المتحدة المتفاوضة مع إيران، مشيرة إلى أنّ هناك شعوراً بالقلق بين الدبلوماسيين الغربيين أيضاً خشية أن تشدّد طهران موقفها في لحظة حرجة.

وقد دفعت الأزمة الأوكرانية أسعار خام برنت إلى ما فوق (100) دولار للبرميل للمرة الأولى منذ (8) أعوام، ممّا زاد الضغط السياسي على الرئيس الأمريكي جو بايدن.

مخاوف من أنّ الصراع الروسي الأوكراني يمكن أن يضعف الوحدة بين القوى الغربية والولايات المتحدة المتفاوضة مع إيران

وقالت الصحيفة: "يمكن أن ينتج عن امتلاك نووي في النهاية ما يصل إلى مليون برميل من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار."

يأتي ذلك بينما يدخل المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون أسبوعاً حاسماً من المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، مع خلافات كبيرة حول العديد من القضايا الرئيسية والمخاوف الجديدة من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا قد يُعقّد المحادثات.

وقال دبلوماسيون: إنّ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني وصل إلى فيينا صباح أمس حاملاً مواقف قد يكون من الصعب التعامل معها مع نظرائه الغربيين.

ومع استمرار إيران في توسيع نطاق عملها النووي، حذّر دبلوماسيون غربيون من أنّ المفاوضات قد تنهار إذا لم يتمّ التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين قولهم: إنّ الخلافات تشمل نطاق تخفيف العقوبات الأمريكية، والمطالب الإيرانية المستمرة بأن تقدّم الولايات المتحدة ضمانات أقوى بأنّها لن تخرج من الصفقة مرّة أخرى، والضغط الأمريكي لضمان حدوث تبادل للأسرى جنباً إلى جنب مع استعادة الاتفاق النووي، وقد ظهرت قضية أخرى كعقبة جديدة في اللحظة الأخيرة، حيث تسعى إيران لإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المواد النووية الموجودة في أراضيها.

"وول ستريت جورنال": امتلاك نووي في النهاية قد ينتج ما يصل إلى مليون برميل من النفط الإيراني للأسواق العالمية

ونقلت عن هنري روما محلل شؤون الشرق الأوسط المتخصص في شؤون إيران في مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية، قوله: "من المرجح أن تمنح الحرب لإيران يداً أقوى في المفاوضات، وهذا يزيد من خطورة أن تبالغ طهران بها".

وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح الذري. وقد بدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثمّ استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها أشهراً عدّة. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018، بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27  كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نصّ الاتفاقية، ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وقد بلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف، وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرّة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرّة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

الصفحة الرئيسية