هل تنقذ الولايات المتحدة الانتخابات الليبية؟.. ما علاقة المرتزقة؟

هل تنقذ الولايات المتحدة الانتخابات الليبية؟.. ما علاقة المرتزقة؟


30/09/2021

فيما القلق يشوب المشهد الليبي مع بداية الصدام بين البرلمان وحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتهديداته المباشرة للانتخابات المقرر عقدها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، تدخلت الولايات المتحدة لإنقاذ المسار السياسي، فقد اجتمع مسؤولون أمريكيون باللجنة العسكرية "5+5" لجدولة مواعيد محددة لرحيل الميليشيات المسلحة تمهيداً لإجراء الانتخابات.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مخاوف ومبررات واهية وفتنة بالسودان وعقبات جديدة في ليبيا

وقد مثل رحيل الميليشيات شرطاً رئيسياً في المسار السياسي؛ إذ تمسّك المشير خليفة حفتر برحيل كافة الميليشيات المرتبطة بتركيا، وكذلك القوات العسكرية  التي تم الزج بها لمعاونة حكومة الوفاق، لإتمام المسار السياسي.

اقرأ أيضاً: ما هي حظوظ سيف القذافي في الوصول لرئاسة ليبيا؟

ومثلت مراوغة حكومة الدبيبة في تنفيذ ذلك المطلب، ودفاعها عن تواجد القوات التركية على اعتبارها تستند إلى اتفاقيات ووفق الدور الذي تؤديه بطلب من الحكومة؛ أي إنه دور شرعي، مثلت بداية الأزمة التي بدأت بالتوتر بين الحكومة وحفتر، ووصلت إلى سحب البرلمان الليبي الثقة من الحكومة، واستمرارها فقط بصيغة تسيير الأعمال لحين إجراء الانتخابات، ثم رفض الحكومة ذلك الإجراء، والتصعيد ضد البرلمان.

ويهدد استمرار التصعيد في المشهد وفق المعطيات السابقة بتكرار سيناريو الوفاق- حفتر، خلال الفترة الماضية؛ أي المواجهة العسكرية والاقتتال الداخلي، والإطاحة بسيناريو الانتخابات، أي العودة إلى المربع الأول.

ويرى مراقبون أنّ الولايات المتحدة تتحرك في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن برغبة حقيقية لغلق كثير من ملفات الشرق الأوسط المفتوحة منذ أعوام، وفي مقدمتها الملف الليبي لإنقاذ المسار السياسي، خصوصاً أنّ تلك الرغبة تتلاقى مع رغبة الكثيرين من اللاعبين المؤثرين في المشهد الليبي، سواء من الأوروبيين الذين يخشون من موجات الهجرة، وغير مستعدين لعودة سيناريو الفوضى الكاملة إلى ليبيا، أو من مصر التي تمثل ليبيا عمقاً استراتيجياً لها.

يرى مراقبون أنّ واشنطن تتحرك في عهد بايدن برغبة حقيقية لغلق كثير من ملفات الشرق الأوسط المفتوحة في مقدمتها الملف الليبي

وفي غضون ذلك، اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة الليبية "5+5" أمس، لبحث آلية إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وهو اللقاء الذي شهد حضور قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، إضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

ونقل موقع "سكاي نيوز" عن مصدر، لم يسمّه، أنّ اللجنة توصلت إلى جدول زمني وخطة لانسحاب جميع المرتزقة من البلاد، الذين تتجاوز أعدادهم 20 ألف مقاتل، حسب تقديرات بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، ومن المقرر أن تستمر تلك العملية إلى ما بعد انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في البلاد، في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

اقرأ أيضاً: ليبيا... العودة إلى المربع الأول

ورجح المصدر أن يكون من بين رحلات الطيران العسكري التركي في الأسبوعين الماضيين رحلات هبطت في قاعدة الوطية الجوية ومطار معيتيقة بطرابلس، وخصصت لسحب عدد من المرتزقة والمعدات، في ظل ضغط أمريكي واضح.

وتفتقد تركيا في عهد الرئيس الأمريكي بايدن الدعم الذي أتاحه لها عهد ترامب، وسمح بتمدد الدور التركي والنفوذ والمقاتلين في مناطق عدة من بينها ليبيا، وكان أردوغان قد هاجم بايدن قبل أيام، ووصف العلاقات بينهما بالأسوأ، قائلاً: إنّ العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة شهدت تطورات سلبية غير مسبوقة منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم.

وفي السياق ذاته، قالت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا تعليقاً على الاجتماع العسكري: إنّ  اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" في طرابلس بمشاركة قائد القيادة العسكرية الأمريكية خطوة تاريخية في التقريب بين الليبيين، لا سيّما في المجال الأمني.

 

اجتمع مسؤولون أمريكيون باللجنة العسكرية "5+5" لجدولة مواعيد محددة لرحيل الميليشيات المسلحة تمهيداً لإجراء الانتخابات

وأضافت السفارة في بيان، بحسب ما أوردته صحيفة "الوسط" الليبية، أنّ "الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بتسهيل التنفيذ الكامل لاتفاقية تشرين الأول (أكتوبر) لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين، فضلاً عن التوحيد الكامل للمؤسسات العسكرية الليبية".

وبالتزامن، أقرّ الكونغرس الأمريكي قانوناً لـ"دعم الاستقرار في ليبيا" لدعم الحل السلمي، والقرارات الأممية فيما يخص حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، بالإضافة إلى دعم استقرار ليبيا وسلامتها ووحدة أراضيها، ويمكّن الولايات المتحدة من ملاحقة الجهات التي تعرقل الحل السلمي.

واستكمالاً لأضلع المثلث الأمريكي لإنقاذ الموقف في ليبيا، وصل مستشار بايدن للأمن القومي  جيك سوليفان إلى القاهرة لعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين من أجل الانتخابات الليبية، ضمن جولة تشمل أيضاً السعودية والإمارات.

من جانبه، قال رئيس ‏مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث‏ الليبية جمال شلوف: إنه كلما اجتمع الضباط العسكريون الليبيون المحترفون، كان هناك اتفاق وتفاهم، بدءاً من اتفاق القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية في آذار (مارس) 2018، وصولاً إلى اتفاق جنيف لإعلان وقف إطلاق النار في تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وليس انتهاء اليوم باجتماع "5+5" في طرابلس لـ"تحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا".

اقرأ أيضاً: ليبيا وتسعون عاماً على غياب المختار

لكنّ شلوف أبدى امتعاضه، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"، من عقد الاجتماع اليوم في قاعدة معيتيقة في العاصمة طرابلس "التي تسيطر عليها الميليشيات"، ويتم التأمين والدعم من قوات "أفريكوم"، بعكس الاجتماعات السابقة التي عقدت في مقر اللجنة الرئيسي في مدينة سرت، والتي كانت تؤمّن عبر أفراد الجيش الوطني الليبي، معقباً: "لكن علينا ابتلاع مرارة هذا الأمر طالما أنّ الجدول الزمني سيشمل كل القوات الأجنبية والمرتزقة بدون استثناء".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية