هل فشلت المفاوضات اليمنية في عمّان؟

هل فشلت المفاوضات اليمنية في عمّان؟


29/05/2022

وصلت المفاوضات بين وفدي الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين التي ترعاها الأمم المتحدة في المملكة الأردنية الهاشمية إلى نقطة حرجة، بسبب رفض الوفد الحوثي فتح المنافذ الرئيسية في مدينة تعز (وسط اليمن) التي يغلقها منذ بداية الحرب، وتقدّمه بمقترح لفتح معابر فرعية بديلة لا تلبي احتياجات السكان للتنقل الحر ونقل البضائع والمواد التموينية والمياه.

وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس عن انتهاء جولة أوليّة من النقاشات بين الطرفين في العاصمة الأردنية عمّان لفتح طرق رئيسية في تعز ومحافظات أخرى، وذلك بموجب اتفاق الهدنة الذي أُبرِم بوساطة أممية، وفق ما نقل وكالة "فرانس برس".

وقد قدّم المبعوث الأممي صيغة تنص على فتح (6) طرق لتعز تدريجياً خلال شهر، وتضمّن المقترح آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بناءً على النقاشات التي استمرت (3) أيام والخيارات التي طرحت من قبل الطرفين.

الوفد الحوثي يرفض فتح المنافذ الرئيسية في مدينة تعز التي يغلقها منذ بداية الحرب وقد تقدّم بمقترح لا يلبي احتياجات السكان للتنقل الحر ونقل البضائع

بدوره، قال غروندبرغ: إنّه لأمر واعد مبادرة الطرفين باللقاء وجهاً لوجه لمناقشة مسألة فتح الطرق للمرة الأولى منذ أعوام، داعياً الطرفين إلى اختتام مداولاتهم الداخلية بشكل عاجل وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني.

وأكد أنّ أهمية رفع القيود عن حرية حركة الناس والبضائع لا تقتصر على الأثر الإيجابي المتمثل برفع وطأة المعاناة عن اليمنيين وإنعاش اقتصادهم، بل سوف يساعد في تعزيز الثقة في العملية السياسية أيضاً".

هذا، وأشارت مصادر نقلت عنها صحيفة "العرب" اللندنية، إلى قيام المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ وفريقه ببذل جهود اللحظات الأخيرة لمنع فشل المفاوضات التي تتمحور حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى.

وكان رئيس الفريق المفاوض عن الحكومة الشرعية عبد الكريم شيبان قد أصدر بياناً أول من أمس أكد فيه تقديم الوفد الحكومي رؤيته للطرقات والخطوط المراد فتحها، مشيراً إلى رفض الوفد الحوثي "بعد يومين من النقاشات الشاقة في الصباح والمساء ومحاولة إقناعهم بكافة الوسائل المنطقية والموضوعية"، مشيراً إلى تقديم الحوثيين مقترحاً يتمثل في "ممر جبلي حميري قديم كان معدّاً لمرور الحمير والجمال"، يبعد عن المدينة (30) كيلومتراً وغير صالح لمرور السيارات، حسبما أوردت وكالة سبأ.

المبعوث الأممي يقدّم صيغة تنص على فتح (6) طرق لتعز تدريجياً خلال شهر، وتضمّن المقترح آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين

واتهم رئيس الوفد الحكومي الحوثيين بالتعنت والمماطلة وعدم الاستجابة "لرفع المعاناة عن (5) ملايين إنسان من أبناء محافظة تعز، رغم أنّ الحوثيين حصلوا على كل ما يريدون من فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة لدخول المشتقات النفطية وفرض عشرات المليارات كرسوم ضريبية على هذه المشتقات واعتماد جوازات السفر غير الشرعية، والذي كان يفترض تنفيذ مثل هذه الطلبات متزامناً مع فك الحصار وفتح الطرقات عن تعز وهو مستمر منذ (8) أعوام"، بحسب ما جاء في البيان.

ولوّح شيبان بوقف الحوار المباشر مع الحوثيين في حال "لم يستجيبوا لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات".

ويعتبر مراقبون للشأن اليمني أنّ ملف الحصار على تعز بات حجر الزاوية في نجاح تقدم المسار السياسي للأزمة اليمنية.

يشار إلى أنّ المفاوضات في الأردن انطلقت منذ أيام بين الحكومة والميليشيا الموالية لإيران استكمالاً لمقترح الهدنة الأممية التي أعلن عنها في أول نيسان (أبريل) الماضي، بهدف فك الحصار عن المحافظة التي تضم (5) ملايين نسمة.

لكنّ هذا الاجتماع تأخر إثر امتناع الحوثيين عن تسمية ممثليهم في اللجنة المعنية بفتح الطرقات، قبل أن يعودوا ويسمّوا ممثليهم الذين وصلوا العاصمة الأردنية يوم الأربعاء الماضي.

إلا أنّ الميليشيات ما تزال حتى الآن تعرقل ملف تعز المحاصرة، على الرغم من فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة لدخول المشتقات النفطية.

تأتي هذه التطورات وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من استمرار الحصار على مدينة تعز من قبل ميليشيات الحوثي ومخاوف من مجاعة.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية