هل يفلت العراق من قبضة إيران؟ ما علاقة السعودية؟

هل يفلت العراق من قبضة إيران؟ ما علاقة السعودية؟


01/11/2021

أعلن العراق عن بدء التفاوض مع شركة أرامكو السعودية من أجل التعاون في مشاريع للطاقة، ما يمنح مؤشراً جديداً على أنّ العراق الذي أطاح مواطنوه بالميليشيات الموالية لإيران في الانتخابات الأخيرة، والتي حلّت في المركز الثالث بعد التيار الصدري وتيار رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، يسير في خطوات ثابتة للتخلص من الهيمنة الإيرانية، والعودة إلى الحضن العربي.

العراق يكثف مفاوضاته مع شركة أكوا باور السعودية لبناء محطات لتحلية المياه والطاقة النظيفة ومحطات الطاقة الشمسية

وقالت جريدة الصباح العراقية الرسمية، نقلاً عن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، اليوم الإثنين: إنّ العراق يعتزم توقيع عقود تقدّر بعشرات مليارات الدولارات مع السعودية للاستثمار في قطاعات الغاز والطاقة البديلة والمياه والصناعات البتروكيماوية، وأضافت الجريدة، بحسب ما أورده موقع الحرة، أنّ العراق يتفاوض مع شركة أرامكو السعودية لإدخالها شريكاً في عقود استكشاف واستثمار الغاز الحر في الحقول الجديدة بالصحراء الغربية.

وذكرت الصحيفة أنّ العراق يكثف مفاوضاته مع شركة أكوا باور السعودية لبناء محطات لتحلية المياه والطاقة النظيفة ومحطات الطاقة الشمسية. وكان العراق قد اتفق مع السعودية في نيسان (أبريل) الماضي على تأسيس صندوق مشترك يقدّر رأس ماله بـ 3 مليارات دولار، يضمن مشاركة القطاع الخاص من البلدين، وإنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته بين البلدين، والاتفاق على تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية في العراق.

 

اقرأ أيضاً: العراق: ميليشيات إيران الخاسرة تهدد بـ"ما لا تحمد عقباه"

ولا يُعدّ التوجه العراقي بالإفلات من القبضة الإيرانية بالجديد، فقد عُدّ ذلك هدفاً استراتيجياً لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي منذ تشكيلها في أيار (مايو) 2020، وقد سعت في ذلك إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وضبط الحدود العراقية ومنع تهريب المواد الغذائية أو المواد المخدرة من إيران إلى العراق، بالإضافة إلى استعادة هيبة الأمن، وقصر السلاح في يد الدولة، وهو الهدف الأخير الأصعب.

وتستخدم إيران الميليشيات الشيعية المؤيدة لها من أجل تنفيذ أجندتها في العراق، سواء عبر استهداف المصالح الأمريكية، أو اغتيال الناشطين وملاحقتهم، أو إثارة الفوضى والاضطراب.

وقد وجّه العراقيون ضربة قاضية إلى تلك الميليشيات التي خاضت الانتخابات عبر تحالف باسم "دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي.

 

اقرأ أيضاً: العراق يتأهب: هل يتغلب السلاح على السياسة؟

وتصدّر التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الانتخابات البرلمانية في العراق، بواقع 73 مقعداً برلمانياً من أصل 329، أعقبه تحالف "تقدّم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بـ37 مقعداً، وحلّ تحالف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي ثالثاً، بواقع 34 مقعداً، وحلّ في المرتبة الرابعة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني، بواقع 32 مقعداً، وتمثل نحو ثلثي مقاعد الإقليم المخصصة له في البرلمان.

 

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يحذر... هل تعترف ميليشيات الحشد بالهزيمة؟

وفي الوقت الذي حاولت فيه الميليشيات الموالية لإيران الانقضاض على نتائج الانتخابات والتشكيك فيها، مع إرسال التهديدات المبطنة والصريحة، حيث أعادت تلك الميليشيات إرسال الصواريخ في المنطقة الخضراء أمس، كان ردّ الحكومة العراقية الحالية أو المقبلة يحمل الدلالة نفسها من حيث المضي قدماً في خطة الإصلاح وخلع العباءة الإيرانية، سواء بالتقارب مع السعودية بتوسيع التعاون الاقتصادي، أو التحذيرات التي أطلقها رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر.

وقد سقطت 3 صواريخ من نوع كاتيوشا فجر أمس بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية، وفق ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس، في هجوم يأتي بعد أسابيع من انتخابات تشريعية تعترض على نتائجها بعض الأطراف، وهذا الهجوم الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو 4 أشهر قرب المنطقة الخضراء، و قال المصدر: إنّ "3 صواريخ كاتيوشا سقطت على منطقة المنصور في بغداد"، وقع أحدها "قرب مستشفى الهلال الأحمر"، والآخر "في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي للمصرف الاقتصادي"، موضحاً أنّ "البناية (المصرف) مهجورة"، أمّا الثالث، فقد "سقط في بداية مدخل شارع الزيتون داخل محطة دائرة مياه إسالة المنصور".

وجاء الهجوم غداة تحذير أطلقه الصدر من التدخل في شأن العراق، ما يشير إلى أنّ تلك الميليشيات ومن خلفها إيران لن تستسلم بسهولة. وقال الصدر، في تغريدة له على منصة "تويتر" تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات إقليمية بالشأن العراقي الانتخابي والضغط على الكتل والجهات السياسية من أجل مصالح خارجية فيها ضرر كبير على العراق وشعبه".

 

اقرأ أيضاً: الانتخابات العراقية: مقتل جندي عراقي وإصابة آخر بالخطأ.. ما القصة؟

ودعا الصدر جميع الدول ذات التدخلات الواضحة إلى "سحب يدها فوراً"، مشدداً بالقول: "كما أنني رفضت التحاور معهم، فعلى الكتل عدم اللجوء إليهم وإدخالهم في شؤوننا الداخلية... فنحن عراقيّون، ونحل مشاكلنا فيما بيننا حصراً"، وتابع: "وإلّا ففي تدخلهم وإدخالهم إهانة للعراق وشعبه واستقلاله وهيبته وسيادته"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية