هيئة الدفاع عن شكري بلعيد رأس حربة لتفكيك حزب النهضة

هيئة الدفاع عن شكري بلعيد رأس حربة لتفكيك حزب النهضة


13/02/2022

عززت هيئة الدفاع عن السياسي المعارض شكري بلعيد الذي قتل في فبراير 2013، موقعها كرأس حربة في استهداف زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي سياسيا ومعنويا وزادت من ضغوطها عليه شخصيا بعد أن تجمع متظاهرون مؤيدون للهيئة أمام منزله مطالبين بكشف حقيقة الاغتيالات ومحاسبة المعتدين.

ورغم أن الهيئة تعمل منذ سنوات على مواجهة حزب النهضة سياسيا، لكن التطورات الأخيرة والحديث عن توفر وثائق إدانة للحركة يعني أن هيئة الدفاع تسعى لاستهداف النهضة كحزب وتفكيك كيانه بحكم قضائي.

ولعل أكثر ما يلفت النظر في التصعيد الأخير للهيئة بدءا من مؤتمرها الصحافي وصولا إلى التظاهر أمام بيت الغنوشي، أنها تعلمت درسا سياسيا وإعلاميا من أساليب النهضة نفسها: شخصنة المسألة وربطها بوجه معروف.

وانبرت قيادات في النهضة للدفاع عن الغنوشي ووصل الأمر ببعضها أن يستخدم مسمّى مختلفا للهيئة تحريفا عن اسمها (هيئة الخداع) خلال مؤتمر صحافي للحركة مما يتجاوز العرف السائد بين الأطراف السياسية، وعلى الأقل في مستويات قياداتها العليا، بتجاوز إطلاق التوصيفات المسيئة بحق الخصوم.

ونفذ العشرات وقفة احتجاجية بساحة "الشهيد محمد البراهمي" بحيّ الغزالة بالعاصمة، قبل أن يتوجهوا للاحتجاج أمام منزل الغنوشي، للمطالبة بكشف حقيقة "الاغتيالات" السياسية.

واعتبر المتحدث باسم حركة "النهضة" التونسية عماد الخميري، السبت، أن التظاهر أمام منازل السياسيين "أمر خطير".

ورفع المحتجون شعارات من قبيل "قتالين أولادنا.. سراقين بلادنا"، و"حي شكري ديما (دائما) حي"، و"يا براهمي يا بلعيد على دربك لن نحيد".

ووفق مراسل الأناضول، فقد كان منزل رئيس حركة النهضة محاطا بتعزيزات أمنية.

وقال النائب بالبرلمان عدنان الحاجي (مستقل)، في تصريحات إعلامية، إن "الوقفة اليوم تأتي للمطالبة بمحاسبة المتورطين في قضية اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي بعد اكتشاف العديد من الوثائق".

وزاد "ننفذ وقفة احتجاجية من أمام منزل الغنوشي باعتباره المتهم الأول في قضية اغتيال الشهيدين".

وقال المتحدث باسم النهضة إنها "المرة الأولى التي يتم فيها التظاهر أمام منازل الأطراف السياسية، وهو أمر خطير يمس من حرمة الأشخاص".

وأضاف الخميري أن "مثل هذه المظاهرات رغم أن الدعوات لا تجد استجابة كبيرة وأن من حضروا يعدون بالأصابع، لا تساعد على كشف الحقيقة بل هي عامل من عوامل إضاعة الحقيقة".

وأردف"معركتنا اليوم، هي من أجل العدالة الاجتماعية، ومعركة استئناف المسار الديمقراطي"، معتبرا أن "كل المعارك الأخرى تندرج ضمن أجندات مشبوهة لن يكون لها صدى واستجابة".

والجمعة، طالبت "النهضة" رئاسة الجمهورية ووزارتي الداخلية والدفاع بـ"تحمل مسؤولياتها القانونية" في حماية أنصار الحركة ومقراتها ورئيسها.

والأربعاء، أعلنت هيئة الدفاع عن بلعيد، أنه "سيتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام منزل الغنوشي السبت، ووقفة أخرى أمام مقر حركة النهضة".

واتهمت الهيئة الغنوشي "بتبييض الأموال رفقة ابنه"، إضافة إلى "امتلاكه جهازا سريا ماليا"، كما اتهمته "بالتخابر مع الغير من أجل الاعتداء على الوطن".

وتشهد تونس أزمة سياسية حادة، منذ الخامس والعشرين يوليو 2021، حين بدأ الرئيس قيس سعيد فرض إجراءات استثنائية منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديد.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية