يونامي تكشف انتهاكات الأمن العراقي خلال التظاهرات.. والصدر يتوعّد

كشفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)؛ وجود أدلة على أنّ قوات الأمن أفرطت باستخدام الرصاص الحيّ، في فضّ الاحتجاجات التي شهدها العراق، مطلع الشهر الجاري.

وقالت البعثة، في تقرير لها: إنّ "هناك أدلة على أنّ قوات الأمن أفرطت باستخدام القوة في مواجهة المحتجين ونفذت عمليات اعتقال جماعية"، مشيرة إلى أنّ تقارير أفادت بأنّ قوات الأمن حرمت المحتجين من الرعاية الطبية، وفق ما نقلت شبكة "الحرة".

بعثة الأمم المتحدة تعلن وجود أدلة على استخدام قوات الأمن الرصاص الحيّ ضدّ المحتجين

وأكّد التقرير أنّ النتائج المؤقتة التي توصلت إليها يونامي تشير إلى انتهاكات وتجاوزات خطيرة لحقوق الانسان ارتُكبت خلال الاحتجاجات الأخيرة.

وأوضحت البعثة؛ أنّها أجرت 145 مقابلة، في الفترة من 1 حتى 16 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، مع مراقبين لحقوق الإنسان وصحفيين ونشطاء ومحتجين وأقارب للمتظاهرين القتلى وغيرهم.

وبيّن تقرير لجنة التحقيق في تظاهرات العراق؛ أنّ قوات الأمن استخدمت القوة بشكل مفرط، ما أدّى إلى مقتل 149 مدنياً.

في سياق متصل باحتجاجات العراق؛ توعّد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس، الحكومة العراقية بـ "التصرف بما يليق" في حال تمّ قمع احتجاجات شعبية مرتقبة غداً.

وخاطب الصدر المتظاهرين، وفق بيان نشرته "الأناضول"، بالقول: "اعلموا أنّه لو تمّ الاعتداء عليكم مرة أخرى، فسنتصرف بما يليق، وبما يرضي الله ويرضيكم".

وطالب الصدر المتظاهرين بـ "عدم استهداف "الصالح بذنب الفاسد"؛ ففي الحكومة من هم مغلوب على أمرهم فلا تؤذوهم، ولا تبدؤوا العنف، فالفاسد لا يخاف من السلاح أكثر من السلام".

وأشار إلى أنّ "كثيرين من أبناء الشعب، بل ومن المنتمين للأحزاب من غير المشتركين في الحكومة، يرغبون بمشاركتكم إلا أنه يجهل مطالبكم وآلياتكم، فأعلنوها كي يتجلى أمركم".

كما حثّ الصدر المتظاهرين على عدم السماح لأحد بـ "مصادرة جهودكم لمن هم في الداخل والخارج، فأنتم أصحاب المبادرة".

مقتدى الصدر يتوعّد الحكومة العراقية في حال تمّ قمع الاحتجاجات الشعبية المرتقبة غداً

وأضاف: "رفع مستوى مطالبكم أمر جيد، بشرط التحلّي بالحكمة من أجل عدم ضياع العراق دستورياً وأمنياً".

وطلب من المتظاهرين "التنسيق مع العشائر العراقية والنخب الثقافية والأدبية والإعلامية وغيرهم".

وكان الصدر، الذي يدعم تحالف "سائرون" الحائز على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة (54 من أصل 329 مقعداً)، قد قاد احتجاجات شعبية متكررة ضدّ الفساد خلال الأعوام الماضية.

وشهد العراق احتجاجات انطلقت من العاصمة بغداد، مطلع الشهر الجاري، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات جنوبية، وتستمر لمدة أسبوع.