أردوغان يبدي استعداده للقاء الأسد... هل وافق على شروط دمشق لتطبيع العلاقات؟

أردوغان يبدي استعداده للقاء الأسد... هل وافق على شروط دمشق لتطبيع العلاقات؟

أردوغان يبدي استعداده للقاء الأسد... هل وافق على شروط دمشق لتطبيع العلاقات؟


18/07/2023

برغم التردّد السوري تجاه جهود التقارب التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقاً وفرض شروط مسبقة من أجل المصالحة، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين انفتاحاً على تلبية شروط نظيره السوري بشار الأسد لتطبيع العلاقات، وقال مراقبون إنّ أردوغان يعوّل على دور روسي أكبر في تليين موقف دمشق.

وقال أردوغان: إنّه منفتح على عقد لقاء مع الرئيس السوري، لكن يرى أنّ انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية كشرط مسبق لإجراء محادثات "غير مقبول".

الرئيس التركي يرى أنّ انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية كشرط مسبق لإجراء محادثات غير مقبول

وتُعدّ تركيا أكبر حليف عسكري وسياسي للمعارضة السورية التي تسيطر على آخر معقل للمعارضة في شمال غرب سوريا. وأقامت أنقرة العشرات من القواعد ونشرت الآلاف من الجنود في شمال سوريا، ممّا حال دون استعادة الجيش السوري المدعوم من روسيا السيطرة على المنطقة.

وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول قبل مغادرته في زيارة تستغرق (3) أيام للسعودية وقطر والإمارات: إنّ تركيا لم "تغلق الباب" أبداً أمام المحادثات مع الحكومة السورية، مضيفاً: "يمكننا عقد قمة رباعية (مع سوريا وروسيا وإيران)، وأنا منفتح أيضاً على لقاء مع الأسد. ما يهم هنا هو نهجهم تجاهنا".

تُعدّ تركيا أكبر حليف عسكري وسياسي للمعارضة السورية التي تسيطر على آخر معقل للمعارضة في شمال غرب سوريا

وقال أردوغان هذا العام لأول مرة: إنّه ربما يلتقي بالرئيس السوري ضمن عملية سلام جديدة، لكنّ الأسد قال في آذار (مارس): إنّه لا جدوى من الاجتماع حتى تنهي تركيا "الاحتلال غير الشرعي".

ويعوّل أردوغان على دعم روسي لتليين موقف الأسد وانتزاع أقصى ما يمكن من المطالب التركية، لا سيّما التوصل إلى صيغة ترضي الطرفين قبل انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، وهو المطلب الرئيسي لدمشق.

وتشير تقارير تركية إلى إمكانية توسيع "اتفاقية أضنة" بين تركيا وسوريا كحل يرضي طرفي الأزمة، بعد ممارسة روسيا ضغوط على حليفتها دمشق، أو وضع جدول زمني لإنهاء الوجود التركي في شمال سوريا يتقدم تدريجياً بتقدم أطر المصالحة المحتملة.

والشهر الحالي، كشف ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، أنّ العمل جارٍ بشكل مكثف على تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، وقال: "سنبلغ رؤساء الدول عند الانتهاء لتحديد تفاصيل وتاريخ لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد".

دعم أردوغان في بداية النزاع جهود المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، واحتفظ بوجود عسكري في مناطق شمالية من البلاد

وأكد لافرينتيف أنّ هناك مصاعب محددة في طريق تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، من بينها التواجد العسكري التركي في الأراضي السورية.

وفي أيار (مايو) الماضي اتفق وزيرا الخارجية التركي والسوري، خلال اجتماع في موسكو بمشاركة وزيري خارجية إيران وروسيا، هو الأول منذ العام 2011، على وضع خارطة طريق تهدف إلى تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة. 

وقد دعم أردوغان في بداية النزاع جهود المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، واحتفظ بوجود عسكري في مناطق شمالية من البلاد، لكنّه عاد عن هذا المسار بعد أن غرقت تركيا في أزمة اقتصادية قبل عامين.

وتقرّب أردوغان من خصوم سابقين في المنطقة، ويسعى الآن لعقد قمة مع الأسد، لكنّ سوريا رفضت ذلك، وقالت إنّ على تركيا أوّلاً أن تسحب جنودها. وتعهد أردوغان بتسريع إعادة نحو (4) ملايين لاجئ سوري فروا إلى تركيا، والتوصل إلى اتفاق مع دمشق يُعدّ شرطاً لتلك العملية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية