ألاعيب الإخوان.. وسجل اعترافات الأثر الرجعي!

ألاعيب الإخوان.. وسجل اعترافات الأثر الرجعي!

ألاعيب الإخوان.. وسجل اعترافات الأثر الرجعي!


28/04/2024

أحمد رفعت

بينما كان أحمد ماهر باشا، رئيس وزراء مصر الأسبق، ينتقل من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ، بعد بيان قصير ألقاه أمام لجنة خاصة تتضمن دخول مصر الحرب العالمية إلى جانب دول الحلفاء، إذ بطلقات نارية تصيبه فى مقتل فيلفظ أنفاسه على الفور.. كانت فرصة الجانى فى الهرب ضعيفة ليتم القبض عليه ونقله إلى جهات التحقيق، ليثبت أنه محامٍ بمكتب أحد أقطاب الحزب الوطنى القديم اسمه عبدالمقصود متولى.. كان اسمه محمود عيسوى، وثبت أنه هو أيضاً عضو بالحزب الوطنى!!

أدان الحزب العملية، وأعلن عيسوى أنه لا شركاء له فى الحادث، وهاجمت الصحف الحزب واتهمته بتدبير الحادث الذى قال منفذه إنه دبره انتقاماً من «ماهر» الذى سعى لإشراك مصر فى الحرب العالمية!!

كان ذلك فى فبراير من العام ١٩٤٥ وسجل فى التاريخ.. تاريخ مصر. تاريخ العمل المسلح أن شاباً بالحزب الوطنى قتل أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر!!

تمر الأيام.. وتمر السنوات.. بل وتمر العقود.. وتصدر فى لندن بعد دعاية هائلة فى كل البلاد العربية جريدة اسمها «المسلمون» كانت تصل إلى مصر بطبعة فاخرة.. وفتحت صفحاتها لقادة وجماعة الإخوان.. وبينما الحال كذلك فى منتصف الثمانينات فوجئ القراء باعتراف من الشيخ سيد سابق، مفتى الجماعة، أن محمود عيسوى قاتل ماهر كان عضواً بالتنظيم الخاص لجماعة الإخوان!!! وأنه اغتال «ماهر» انتقاماً لسقوط حسن البنا فى انتخابات مجلس النواب!!! وأن الجماعة خططت لاختراق الأحزاب لتنسب بعض العمليات لها!!!

لم يمر كثير حتى جاء الاعتراف الثانى.. كان هذه المرة من الشيخ أحمد حسن الباقورى فى حوار مع الصحيفة ذاتها.. وقال الكلام نفسه وبعد أشهر أصدر الرجل مذكراته فى كتاب بعنوان «بقايا ذكريات» أصدره «الأهرام» للطبع والنشر.. قال فى صفحة ٤٩ حرفياً:

«وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا فى دائرة ضيقة ولآحاد معروفين، وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون فى جهات مختلفة يجهل بعضها بعضاً جهلاً شديداً. ومن سوء حظ الدعوة أن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لإسقاط المرشد فى الانتخابات بدائرة الإسماعيلية. وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محامٍ شاب يتمرن على المحاماة فى مكتب الأستاذ عبدالمقصود متولى، الذى كان علماً من أعلام الحزب الوطنى وهو المحامى الشاب محمود العيسوى. فما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكى تتمكن مصر -بهذا الإعلان- من أن تمثل فى مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية، رأى النظام الخاص أن هذه فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، ووجَّه محمود العيسوى إلى الاعتداء على المرحوم أحمد ماهر باشا، فاعتدى عليه فى البرلمان بطلقات سلبته حياته التى وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة»!!!

الاعتراف الأول من أحد قادة التنظيم الخاص.. والاعتراف الثانى من أحد قادة الجماعة وعضو مكتب الإرشاد والمرشح لقيادة الجماعة بعد رحيل حسن البنا!!

ألاعيب الجماعة ضللت مصر كلها وخدعت شعبها وزيفت تاريخ البلاد لأربعين عاماً كاملة.. وشاء القدر أن تأتى الاعترافات قبل رحيل أصحابها وإلا لظلت الخديعة إلى اليوم!!!

عن "الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية