إخوان موريتانيا إلى غرفة الإنعاش... آخر الانشقاقات

 إخوان موريتانيا إلى غرفة الإنعاش... آخر الانشقاقات

إخوان موريتانيا إلى غرفة الإنعاش... آخر الانشقاقات


12/08/2023

عصفت الانشقاقات والانقسامات بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ذراع الإخوان السياسية في موريتانيا، وشكلت استقالة الرئيس السابق للحزب محمد جميل ولد منصور أحدث ضربة للتنظيم الذي دخل دائرة الأزمات من العام 2019.

ويسود في أكبر أحزاب المعارضة الموريتانية في الوقت الراهن اعتقاد لدى كثير من المحللين أنّ استقالة ولد منصور، وهو أحد أبرز مؤسسي الجماعة الإسلامية، كانت بمثابة الرصاصة الأخيرة التي أدخلت التنظيم إلى غرفة الإنعاش، ولا أحد يعلم على وجه الدقة إن كان سيخرج من هذه الحالة أم أنّ النزيف سيستمر، وفق موقع (ميدل إيست أون لاين).

استقالة الرئيس السابق للحزب محمد جميل ولد منصور، شكلت أحدث ضربة للتنظيم الذي دخل دائرة الأزمات من العام 2019.

وجاءت استقالة ولد منصور بعد أشهر من إعلانه ترك مسافة بينه وبين العمل السياسي في حزب تولى رئاسته مدة (12) عاماً، ممّا فتح باب التأويلات حول أسباب الاستقالة، لكنّه أوضح في بيان على حسابه بـ (فيسبوك) أنّه وجد نفسه "مضطراً إلى الاستقالة من الحزب من جرّاء اختلالات نبّه إليها"، مضيفاً أنّه قدّم ملاحظات حول الاختلالات "وانتظر أيّ علاج ولو كان قليلاً، أو أيّ تصحيح، ولو كان محدوداً"، لكن من دون نتيجة.

ووفقاً لمراقبين، فإنّ استقالة ولد منصور توحي بأنّ الرجل قد ينتقل من المعارضة إلى صف السلطة، كما سبقه إلى ذلك منشقون عن (تواصل)، وقد ينضم إلى الحزب الحاكم، أو قد ينتقل إلى تأسيس حزب إسلامي جديد مستفيداً من شعبيته وقوة تأثيره.

ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الرجل أبدى منذ عام 2019 انحيازاً إلى نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، بينما كان معارضاً قوياً لسلفه محمد ولد عبد العزيز.

يذكر أنّ الانقسامات تظهر للعلن داخل فريق (تواصل) النيابي في البرلمان، وفي تدوينات لقادة بالحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد قيادة التشكيل السياسي، وخياراته ومواقفه من بعض القضايا الرائجة على الساحة.

مراقبون: استقالة ولد منصور توحي بأنّه سينتقل إلى صف السلطة، وقد ينضم إلى الحزب الحاكم، أو قد يؤسس حزباً إسلامياً جديداً. 

وكانت القشة الذي قصمت ظهر بعير إخوان موريتانيا هي تهنئة رئيس الحزب السابق محمد جميل ولد منصور للرئيس غزواني، إلى جانب عدد كبير من قيادات التنظيم، والانتقادات المتتالية لقيادات الإخوان، على خلفية موقفهم من دعم المرشح الرئاسي ولد بوبكر.

وشكلت سلسلة تدوينات ولد منصور -أكبر منظري التنظيم في موريتانيا، المنتقدة لخطه السياسي- ضربة قوية لوحدة التنظيم الداخلية في مقتل، ووجهت أكبر صفعة لحزبه منذ إنشائه عام 2007، تماثل زلزال استقالته.

هذه الانتقادات شجعت الكثير من شباب الحزب وقيادات الصف الأول والثاني لإبراز مواقف سياسية مناهضة للحزب، بدأت باستقالة مجموعة كبيرة، أطلقت على نفسها (تيار راشدون)، واختارت دعم الرئيس غزواني.

وظهر البرلماني السابق، والقيادي الإخواني الشيخ عمر الفتح، قائد هذا التيار، وهو يتهم حزب الإخوان بممارسة "التدين المغشوش".

والآن أصبحت قيادات الحزب من الصف الأول مثل جميل منصور، وشيخاني ولد بيب، ومحمد غلام الحاج الشيخ، والسالك سيدي محمود، وعمر الفتح -وهي شخصيات وازنة في إخوان موريتانيا، ومؤسسة لحزب (تواصل)- بين مغاضب ومستقيل.

يذكر أنّ أزمات إخوان موريتانيا تُعدّ أحدث حلقة تصدع في مشروع التنظيم الدولي للإخوان الذي تفككت حلقاته تباعاً في مصر ثم تونس، وصولاً إلى المغرب مع خروج حزب العدالة والتنمية (المغربي) من الباب الصغير بهزيمة مذلة في الانتخابات التشريعية بعد عقد في السلطة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية