إسرائيل غاضبة من تعاظم القدرات العسكرية البحرية لحماس

إسرائيل غاضبة من تعاظم القدرات العسكرية البحرية لحماس


كاتب ومترجم فلسطيني‎
22/10/2020

تبدي قيادة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تخوّفها بعد التطوّر الكبير الذي وصل إليه جناح حماس المسلح، كتائب القسّام، من تنامي للقدرات القتالية الخاصة بوحدات الكوماندوز البحري، التي تمكّنها من الوصول لمناطق إستراتيجية إسرائيلية في البحر، وبسهولة، مثل منصّات الغاز المنتشرة على الشريط الساحلي لقطاع غزة ومحطة كهرباء أسدود، وذلك بفضل العتاد والخبرات القتالية التي حصلت عليها القسام بمساعدة إيرانية.

اقرأ أيضاً: مرضى بحزب الله وإيران.. وحماس أيضاً

وزادت كتائب القسام مؤخراً من وتيرة عرضها لمقاطع مصوّرة تظهر من خلالها تدريبات بحرية لوحدات الكوماندوز الخاصة بها، إلى جانب كشفها عن عمليات استطلاعية لعناصر الوحدة داخل البحر، مع الإفصاح عن طرق تهريب وسائلها القتالية والأسلحة من خارج غزة عبر البحر. 

وتتابع الأوساط العسكرية في إسرائيل، ببالغ الاهتمام، التطوّر الذي طرأ على جهاز حماس العسكري، والذي وصل إلى حدّ التهديد البحري لإسرائيل؛ حيث طالب سياسيون إسرائيليون قيادة الجيش بشنّ عملية عسكرية بحرية على ساحل غزة، بهدف وقف تنامي قدرات حماس وتدريبات عناصرها البحرية، التي تشكّل تهديداً خطيراً على أمن ومصالح إسرائيل الاقتصادية في البحر.

اقرأ أيضاً: هل تسعى إسرائيل لهدنة طويلة مع حماس بوساطة قطرية؟

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "حماس باتت تعوّل بشكل كبير على تطوير قدراتها العسكرية في البحر، وذلك للتأثير على مصالح إسرائيل الحساسة، وبحسب الصحيفة؛ فإنّ وحدة الكوماندوز القسامية حصلت على معدات بحرية متقدّمة، هربت من الأراضى الليبية إلى مصر، ومن المعدات المتقدمة حصولها على أجهزة تنفّس مغلقة، تساعد في البقاء تحت الماء والغوص لمسافة طويلة دون ترك علامات.

تكتفي وحدات الجيش الإسرائيلي بطلعات رصد وتحرٍّ وتعقّب أمنيّ عملياتي على طول الحدود البحرية لقطاع غزة، وتتصدّى فقط لكلّ من يحاول الدخول إلى عمق البحر

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "معاريف"، عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكري قوله؛ إنّ القوة البحرية لحماس تقدَّر بعشرات المقاتلين الذين تمكّنوا من تطوير مهاراتهم العسكرية بفضل التدريبات التي خاضوها في إيران، فيما يخوض أفراد الوحدة تدريبات مكثفة في بحر غزة تمتدّ لساعات طويلة يومياً، ويخوضون مراحل طويلة وقاسية من التدريبات العسكرية الشاقة، وينتمون لوحدات صغيرة تضمّ العشرات، ويتدرّبون في دورات غطس والسباحة لمسافات طويلة، وتنوي حماس خلال الجولات القتالية القادمة إرسال مقاتليها لتنفيذ عمليات عسكرية ضدّ أهداف إسرائيل البحرية، التي من شأنها أن تلحق الضرر الكبير بإسرائيل.

اقرأ أيضاً: كيف تنظر إسرائيل إلى تقارب عباس للمصالحة مع حماس؟

وقال قائد "الوحدة 916" في سلاح البحرية الإسرائيلي، غيا باراك: "حماس تعمل على بناء قوة بحرية يمكنها التسلل إلى حقول الغاز ومحطة الطاقة وخطّ أنبوب النفط في أشكلون، وهي أهداف بارزة يسهل الوصول إليها"، لافتاً إلى أنّ حماس تستعين في تطوير قدراتها بقوارب صغيرة وسريعة تعبر إلى سيناء بين سفن خفر السواحل المصري، وتحمل وسائل قتالية وتعود بسرعة إلى القطاع.

وحول هذا الأمر، أكّد الخبير العسكري، رامي زبيدة، أنّ إسرائيل باتت منزعجة بشكل كبير من التطور العسكري الكبير الذي وصلت إليه حماس على كافة الأصعدة، لا سيما جبهة البحر، التي تعدّ من أخطر الجبهات وتشكّل قلقاً لها، نظراً إلى صعوبة التكيّف الكامل مع التصدّي لأىّ خطر قادم على منشآتها في البحر، وهذا ما دفع حماس مؤخراً إلى استنزاف كلّ أموالها وطاقاتها لتشكيل جيش بحري قادر على الوصول إلى أهداف إسرائيل الحساسة، التي تشكّل بالنسبة إلى إسرائيل نقطة ضغط.

اقرأ أيضاً: هل تكفي سلة العمادي لإخراج حماس من أزماتها العالقة؟

وأشار زبيدة، في حديثه لـ"حفريات": "قيادة حماس العسكرية لها أهداف من الإفصاح المتقطع عن إنجازات سلاح البحرية الخاص بها؛ فهي تريد، من خلال كشفها عن أسرار ومهام وحدة الكوماندوز، أن توجّه رسالة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، مفادها أنّ "حماس ليست خائفة من تهديدات ووعيد إسرائيل بضربها، وأنّ لديها ما يؤلم إسرائيل، ولعلّ التجارب الصاروخية المتواصلة التي تقوم بها حماس، والتي وصل مداها إلى مئات الكيلو مترات، ووصل بعضها إلى المياه الإقليمية لقبرص، قد أزعجت إسرائيل؛ حيث باتت كافة المدن الإسرائيلية، وبعد التطور المتلاحق، تحت تهديد قدرات حماس الصاروخية إلى جانب التهديد البحري.

الخبير العسكري رامي زبيدة لـ"حفريات": إسرائيل عاجزة عن مواجهة التطور لدى حماس، التي اتّجهت إلى استخدام عنصر قوة مهم مع إسرائيل، وهو حرب العقول وصراع الأدمغة

وأوضح زبيدة أنّ إسرائيل عاجزة عن مواجهة التطور المتواصل لدى حماس، خاصة أنّ حماس اتّجهت مؤخراً إلى استخدام عنصر قوة مهم مع إسرائيل، وهو حرب العقول وصراع الأدمغة وملاحقة التطور التكنولوجي، وأصبحت تعتمد على التصنيع والتطوير المحلي، في ظلّ الإغلاق والحصار الذي يحيط بها، وهذا ما يزيد من القلق أكثر لدى إسرائيل في ظلّ وجود عقول تواصل الليل بالنهار لتشكّل تهديداً أمنياً على إسرائيل

اقرأ أيضاً: انتخابات حماس القادمة: ولاءات لأنقرة وطهران.. متى تلتفت الحركة لوطنيتها؟

وذكرت تقارير عسكرية إسرائيلية؛ أنّ إسرائيل باتت في قلق كبير من تطور وحدة الضفادع البشرية لحماس؛ حيث تستعين إسرائيل بزرع مجسّات وكاميرات مراقبة بدقّة عالية حول موانئها ومنصّات الغاز قبالة سواحل غزة، لمنع وصول وحدات الكوماندوز لهذه المناطق، التي تشكّل أهم ركائز اقتصاد إسرائيل.

اقرأ أيضاً: قراءة إسرائيلية في أهداف الاستعراض الكشفي لقيادة حماس في الخارج

من جهته، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، خليل مصلح؛ إنّ تخوّف إسرائيل من تصاعد قوة حماس على جبهة البحر، يأتي بالأخص في سياق تردّد إسرائيل في أيّة مواجهة عسكرية قادمة من ضرب أهداف ثمينة بالنسبة إليها، لكنّها تزعج حماس وتجعلها تستخدم معادلة توازن الردع، التي من شأنها أن تزعج إسرائيل بشكل أكبر، كون المنشآت الإسرائيلية، كمنصات وخطوط الغاز، إلى جانب محطة الكهرباء، كلّها منشآت حسّاسة، وهي تحت تهديد نيران حماس، وأيّ ضرر بها سيزعزع استقرار إسرائيل.

وأضاف مصلح، لــ "حفريات": "البحر بالنسبة إلى حماس يعدّ وجهتها الوحيدة للحصول على العتاد والأموال من الخارج، بعد هدم الأنفاق الحدودية مع مصر؛ فهناك العديد من الأساليب، بعضها لم يكشف عنه، نجحت فيها حماس في تهريب السلاح والعتاد من الأراضي المصرية إلى داخل غزة عبر البحر؛ لذلك تنشط حماس في توسيع نشاط وحدة "الكوماندوز"، وتزيد من أعداد الملتحقين بها، وتقسّمهم على شكل وحدات جغرافية، وكلّ مجموعة لها مهامّ عملها الخاصة.

اقرأ أيضاً: تهدئة إسرائيلية مع حماس تتخللها جهود مصرية لتبادل الأسرى

ويرجّح مصلح أنّ تركيز حماس على سلاح البحر، جاء بعد قناعة حماس بأنّ سلاح الأنفاق والصواريخ بات مكشوفاً لإسرائيل، وفي حال خوض مواجهة عسكرية قد لا تنجح الأنفاق في تحقيق أهداف عسكرية لحماس، وأنّ القبّة الحديدية، هي الأخرى، تشكّل عائقاً أمام إطلاق الصواريخ؛ لذلك لجأت إلى تفعيل نشاط عسكري في البحر، يصعب على إسرائيل من خلال هذا النشاط وضع أيّ عوائق، ومن شأن هذا السلاح تحقيق أهداف حماس في أيّة مواجهة مرتقبة.

اقرأ أيضاً: ما تداعيات العلاقة بين حماس وحزب الله على القضية الفلسطينية؟

وتكتفي وحدات الجيش الإسرائيلي بطلعات رصد وتحرٍّ وتعقّب أمنيّ عملياتي على طول الحدود البحرية لقطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، وتتصدّى فقط لكلّ من يحاول الدخول إلى عمق البحر، إما بإطلاق النار المباشر عليه أو الاعتقال، فيما نجحت وحدات "الكوماندوز" التابعة لحماس، وللمرة الأولى، في اقتحام قاعدة "زكيم" العسكرية على شاطئ مدينة عسقلان، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، صيف 2014، وخاض مقاتلو حماس اشتباكاً مسلّحاً مع جنود الجيش الإسرائيلي، وكانت هذه العملية باكورة الإفصاح عن قدرات حماس البحرية، التي تطوّرت إلى حدّ أن باتت تشكّل تهديداً حقيقياً على إسرائيل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية