الإخوان المسلمون: تواطؤ على تعذيب صحفي وارتباك بعد تصريحات وزير خارجية قطر

الإخوان المسلمون: تواطؤ على تعذيب صحفي وارتباك بعد تصريحات وزير خارجية قطر


06/06/2021

كشف الصحفي اليمني، عدنان الراجحي، عن قيام الاستخبارات التركية، بتوقيفه وتعذيبه، بالتزامن مع تواطؤ توكل كرمان، مالكة القناة التي يعمل بها، وفي مدينة تعز اليمنية، تجري وقائع انتفاضة شعبية صاخبة ضد فساد الإخوان وحزب الإصلاح، بينما واصلت النخبة السعودية جهودها، من أجل التنبيه إلى خطر الإخوان، وتسبب تصريحات وزير الخارجية القطري، الإيجابية عن مصر، ووصفه حكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالشرعية، إلى مزيد من الارتباك السياسي لدى الإخوان، والاتجاه نحو الكمون الإستراتيجي، بينما تتواصل معاناة الإخوان على الصعيد الأوروبي، ما دفع أذرع التنظيم إلى توجيه نشاطهم تجاه دول الهامش، تحت الغطاء الخيري والديني.

صحفي يمني يقع ضحية للمخابرات التركية والإخوان

رحلة عامين من العذاب، قضاهما الصحفي اليمني، عدنان الراجحي، في الأراضي التركية، بداية من الرقابة اللصيقة إلى الإقامة الجبرية، وصولاً للاستجواب المتكرر تحت التعذيب، والسجن لفترات متقطعة، قبل أن تطلق المخابرات التركية سراحه، بعد أن أصيب بالشلل، مع تدهور حالته النفسية، وتراجع الوظائف الحيوية في جسده.

الصحفي اليمني عدنان الراجحي

كان الراجحي ضمن فريق العمل، في قناة بلقيس، التي تملكها وتديرها الناشطة الإخوانية توكل كرمان، من الأراضي التركية، منذ العام 2014، لكنها لم تحرك ساكناً إزاء التعذيب الوحشي الذي مارسته المخابرات التركية بحق الراجحي، الذي وقع في دائرة اشتباهها، قبل أن يتم إطلاق سراحه، بعدما ثبتت براءته من كل التهم المنسوبة إليه، ولكن بعد أن أصبح بنصف جسد، وتحطمت نفسيته، وأوشكت صحته على الانهيار بشكل تام.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: أحكام بقضايا إرهاب في مصر وتخبط في الجزائر ومؤامرات في ليبيا

من جهتها، نددت نقابة الصحفيين اليمنية، بممارسات الأجهزة الأمنية التركية، وبتواطؤ المحطة الفضائية التي كان يعمل بها، والتي تندرج ضمن الإمبراطورية الإعلامية الإخوانية، التي تملكها توكل كرمان.

تعز تنتفض ضد فساد الإخوان في اليمن

في ظل هيمنة الإخوان المسلمين على منطقة تعز، جنوبي اليمن، تدهور الوضع المعيشي والخدمي بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع فرض الإتاوات، ونهب ومصادرة الأموال والأراضي، ومع انهيار الوضع الأمني، خرج المواطنون في تظاهرات ومسيرات احتجاجية صاخبة، للتنديد بالفساد الإخواني، الذي وصل إلى كل المؤسسات المحلية، وتسبب في هذا القدر الهائل من المعاناة.

رحلة عذاب لعامين قضاهما صحافي يمني في تركيا دون أن تحرك توكل كرمان التي عمل في قناتها ساكناً

وفي سياق الغضب ضد ممارسات الإخوان، أصدر محافظ المؤتمر بتعز، مذكرة توقيف بحق نجل مرشد الإخوان في المدينة، والرجل الأول في حزب الإصلاح، وذلك على خلفية استيلاء نجل مرشد الإخوان، بمساعدة والده، على قطعة أرض استراتيجية، في منطقة جبل الجمهوري، على الرغم من أنّها مملوكة لمواطنين.

على صعيد آخر، فنّدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، المزاعم الإخوانية بوجود قوات إماراتية في جزيرة سقطرى، مؤكدة في تقرير موثق، أنّ عدد الإماراتيين المتواجدين في الجزيرة، لا يتجاوز ستة أشخاص، ينشطون في أعمال الإغاثة، ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

السعودية تواصل حصار الإخوان

في المملكة السعودية، أكّد الدكتور محمد عبد العزيز العقيل، مستشار وزير الشؤون الإسلامية، أنّ "تفسيرات الإخوان للدين خاطئة، وتخالف ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وتؤدي إلى الفرقة والخلاف"، ولفت إلى أنّ "هيئة كبار العلماء السعودية، أصدرت بياناً شافياً، تنصح وتحذر من الجماعات الضالة، التي تشق عصا المسلمين وتفرق جماعتهم"، مضيفاً: "قامت جماعة الإخوان بالتوغل في الدول، بعد أن ساهمت ظروف ومحاولات اجتثاث الجماعة في مصر، خاصّة بعد حادثة المنشية العام 1954، لاغتيال رئيس جمهورية مصر العربية، جمال عبدالناصر، التي قدمت تبعاتها فرصة، على طبق من ذهب، لهذه الجماعة الإرهابية للبقاء على قيد الحياة..لاذ بعض من منسوبيها بالفرار إلى الخارج؛ ليكونوا سبباً في توسع نطاق نشاط الجماعة، وانتشار سرطان أفكارها الهدامة عالمياً، من حيث لم نحتسب، فكانت سبباً لنماء شبكة تحت مسمى التنظيم الدولي، وكانت دول الخليج أحد الملاذات الآمنة، التي لجأ إليها بعض من أعضاء الجماعة".

أكّد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ الدوحة تعتبر مصر دولة قيادية في المنطقة

من جهة أخرى، كشف تقرير استقصائي للقناة الإخبارية السعودية، التابعة للتلفزيون السعودي الرسمي، تفاصيل اختراق جماعة الإخوان المسلمين، لقطاع التعليم في المملكة، وتغلغلها في مؤسسات الدولة الرسمية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: بحث عن ملاذ إيراني ومتاجرة بفلسطين وتصاعد الضغوط بأوروبا

التقرير استعرض استهداف الإخوان للمملكة منذ العام 1936، عندما حاول حسن البنا، إيجاد موطئ قدم لجماعته، إبان موسم الحج، ووقتها ردّ عليه الملك عبد العزيز آل سعود بالقول: "كلنا إخوان وكلنا مسلمون". التقرير كشف عن أطماع الإخوان ومحاولاتهم الحثيثة لاختراق المجتمع، عبر الهيمنة على مؤسسات التعليم، فبعد أن "واجهوا في مرحلة ما، مصاعب في مصر وسوريا، لجأوا إلى أرض المملكة، وبدأوا رحلة التغلغل في شرايين الدولة، حكومة ومؤسسات ومجتمعات، وفق عمل منظم، تحت إشراف الجماعة الأم في مصر".

خرج المواطنون اليمنيون في تعز بتظاهرات ومسيرات احتجاجية صاخبة للتنديد بالفساد الإخواني

من جانبه، حذر الدكتور عبد المجيد بن محمد العساكر، مستشار رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، للأمن الفكري، من الانخراط ضمن "الحملات المنظمة التي تشنها جماعة الإخوان المسلمين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للنيل من المملكة، تزامناً مع قرار وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بقصر الميكرفونات على الأذان والإقامة"، مشيراً إلى أنّ الانضمام إلى هذه الحملات، يعد نوعاً "من التعاون على الإثم والعدوان، ومناصرة هذه الجماعة الضالة، التي تكيد لهذه البلاد وعلمائها". لافتاً إلى أنّ "المشروع والمتقرر عند العلماء، أنّ مكبرات الصوت الخارجية، القصد منها إبلاغ الناس بوقت دخول وقت الصلاة وإقامتها، لا نقل وقائع الصلوات، ونقلها بمكبرات الصوت الخارجية فيه مفاسد، منها إزعاج المرضى والأطفال".

تصريحات قطرية تربك حسابات الجماعة

في تصريح فاجأ قيادات الإخوان، وأربك حساباتهم السياسية، أكّد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ الدوحة تعتبر مصر دولة قيادية في المنطقة، وذلك فيما يتعلق بأدوارها التي تؤديها في الملفات الإقليمية، كما وصف حكومة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بالشرعية.

آل ثاني قال إنّ "قطر ليست حزباً سياسياً، ولا تتعامل مع حزب سياسي لوجوده في السلطة، نحن نتعامل فقط مع حكومات، طالما أنّ الشخص منتخب من شعبه، والحزب السياسي هو الذي يحكم الدولة، فقطر ستتعامل مع الحزب في هذا الإطار، أما الأحزاب فهو عمل الأحزاب السياسية وليس الدول، ونحن في قطر ليس لدينا أحزاب سياسية، ونتعامل مع الدول، ونحترم المؤسسات في الحكومة المصرية".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مناورات في الجزائر وسقطة أخلاقية في المغرب وأنشطة مريبة بليبيا

وعن الإخوان المسلمين، نفى وزير الخارجية القطري، أن يكون قد تم التطرق إلى هذا الملف،  مؤكداً أنّ "النقاط الخلافية، هي نقاط نرى أنّه من الممكن معالجتها، ونحن اليوم في مصر نعمل مع الحكومة، وهي الحكومة الشرعية التي تم انتخابها".

تصريح وزير خارجية قطر أن مصر دولة قيادية في المنطقة فاجأ قيادات الإخوان وأربك حساباتهم السياسية

هذا وقد تناولت تقارير متعددة، سيناريوهات الإخوان، لمواجهة التطورات المتسارعة في علاقات مصر، بكل من تركيا وقطر، وكذلك الإدارة الأمريكية، وما يمكن أن يترتب على ذلك من سقوط الغطاء السياسي عن الجماعة، والتي ربما تلجأ، بحسب تقارير، إلى الانحناء للعواصف مؤقتاً، والاختفاء أو الكمون الإستراتيجي، وغير ذلك "من التكتيكات الضامنة للخروج من مرحلة المحنة، بأقل الخسائر الممكنة، دون الوصول إلى مراحل التفكك والانهيار".

ضربة جديدة للإخوان في أوروبا

يبدو أنّ حركة رشاد الإخوانية، باتت على موعد مع جملة من المتاعب الجديدة، ربما تؤدي إلى قطع شرايين التمويل الخارجي عنها، ففي أعقاب تصنيفها رسمياً على قوائم الإرهاب في الجزائر،  نوهت وسائل إعلام جزائرية وفرنسية، إلى أنّ السلطات الأمنية والقضائية في بريطانيا، تباشر حالياً تحقيقات مكثفة، تتعلق بالأوعية المالية للحركة ومساراتها، والتي يديرها زعيم الحركة، محمد العربي زيتوت، والذي يقيم في بريطانيا منذ نحو ربع قرن، بعد حصوله على حق اللجوء السياسي.

وكان المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، قد أصدر قراراً في وقت سابق، يقضي بوضع حركة رشاد الإخوانية، وكذا منظمة الماك الانفصالية، على قوائم التنظيمات الإرهابية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: ملاذ جديد في البلقان وتجنيد في اليمن واستغلال للنفوذ في ماليزيا

على صعيد آخر، حذّر مركز "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسي، المُتخصّص بقضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرّف، من إقدام الإخوان المسلمين في فرنسا على محاولة الانتقام، بعد الإجراءات التي ضربت مراكز نفوذهم، وقيدت تمددهم السياسي، ومساعهم الانفصالية، بالتزامن مع التضييق على المنظمات والجمعيات الإخوانية، ومنها جمعية "مللي غوروش" الإسلامية، التي تمّ حظرها لمخالفتها القيم الجمهوريّة.

التقرير نوه إلى أنّ الجمعية ما زالت تعمل في الخفاء، وتحاول تعطيل مسار توقيع الميثاق الخاص بمحاربة التطرّف، والانفصالية، وخطاب الكراهية.

ومع تزايد الضغط في دول المركز، مثل؛ فرنسا وألمانيا والنمسا، تنشط حالياً الأذرع الإخوانية، في دول الهامش، تحت غطاء تقديم الخدمات والأعمال الخيرية، كما هو الحال في أوكرانيا، أو محاولات تأطير الأقليات المسلمة والهيمنة عليها، من خلال خطاب هوياتي ديني، يكرس للعزلة، كما هو الحال في بلغاريا ومقدونيا، حيث دشن الإخوان، الأسبوع الماضي، احتفالية ختمة تلاوة قرآنية، للطلبة والطالبات، في كُتّاب مسجد قرية تشلوبك، بمقاطعة تتوفا في شمال غرب مقدونيا، وفق "مجلس مسلمي أوروبا".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية