الإخوان لم ينسوا للمصريين 30 يونيو حتى الآن

لؤي الخطيب

الطبيعي والمنطقي والمستحب أن يحرص المصريون جميعا على تراثهم وتاريخهم، فحينما ينتشر مقطع فيديو لتساقط الأمطار داخل المتحف المصري الكبير الجاري إنشاؤه، طبيعي تماما أن يتساءل المصريون وأن يهتموا بما حدث وأسبابه وهل هناك أي خطورة على المتحف أو مقتنياته وعلى رأسها تمثال رمسيس؟

هذا ما حدث من غالبية المصريين الذين شاهدوا الفيديو، لكن -وكالعادة- تلقف المقطع مجموعة من المطاريد والمنصات الإخوانية التي اعتادت الكذب والتشكيك والتشويه، بل ووصل الأمر لاستغلال الحدث في الهجوم على القوات المسلحة!

أين الحقيقة؟ الحقيقة أن هذا الجزء من المتحف مصمم ليكون مفتوحا، عبر ألواح الألومنيوم المُفرغة، وهو ما يعني أن سقوط الأمطار حدث طبيعي ومُتوقع، ولن يؤثر على المتحف أو تمثال رمسيس المصنوع من الجرانيت، والذي كان لسنوات في الميدان الشهير مُعرض للأمطار بطبيعة الحال.

السؤال الآن للمنصات المجرمة التي تدّعي زورا أنها منصات إعلامية وصحفية: هل وقفتم على هذه الحقائق أو سعيتم لاستجلائها قبل ممارسة الكذب وبث السموم؟ أليس التحقق والتأكد من أبسط الأدوات التي تصنع منتجا إعلاميا محترما، أم أن مسألة الاحترام سقطت من حساباتكم لصالح امتلاء الحسابات البنكية ورضا الخواجة؟

هذا التشكيك لن ينتهي، والمفارقة أنه دليل في حد ذاته على إدراك المطاريد ومن يحركونهم لمدى صلابة الدولة المصرية، وأن كل "المخدرات" التي يبيعونها لأتباعهم عن تأزم الأوضاع وقرب السقوط، هي مجرد غثاء تافه، لأنهم لو اقتنعوا به حقا وصدقا، فلماذا يمارسون كل هذا الإجرام؟ لماذا لا يتركون الدولة تسقط وحيدة طالما أن السقوط حتمي؟

اللافت كذلك، أن كل ما يفعله المطاريد ليس موجها للدولة فقط، وإنما للشعب أيضا، فالمتحف المصري الكبير ليس نقطة شرطة أو كمين جيش، وإنما هو متحف يملكه المصريون ويستهدف جذب السياح وإدخال الموارد الدولاية إلى الخزينة المصرية التي يستفيد منها عموم الشعب في استيراد احتياجاته واستقرار عملته.

فهذا الاستهداف، يتخطى فكرة معاداة الدولة إلى معاداة الشعب نفسه، والتربص بمصالحه تربصا مباشرا لا لبس فيه، وكأن الإخوان وموالوهم لم ينسوا للمصريين إلى الآن، مشهد ثورة يونيو واصطفاف الملايين في الشوارع حتى الإطاحة بحكم التنظيم الإرهابي

عن "الوطن"