الإرهاب يضرب تونس مرة جديدة... ما علاقة حركة النهضة؟

الإرهاب يضرب تونس مرة جديدة... ما علاقة حركة النهضة؟


07/09/2020

قتلت قوات الشرطة التونسية 3 إرهابيين أمس، بعد هجوم استهدف شرطيين في مدينة سوسة الساحلية قتل خلاله أحدهما وجرح آخر، في هجوم اتُهمت حركة النهضة الإخوانية أنّها تقف خلفه.

ويأتي الحادث بعد يومين من تسلّم حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي السلطة خلفاً لحكومة إلياس الفخفاخ المستقيلة، ما يسلط الضوء على حجم التحديات الأمنية التي يواجهها البلد الذي يعاني بالفعل من مشاكل اجتماعية واقتصادية متفاقمة.

اقرأ أيضاً: قيس سعيد وإخوان تونس.. تصعيد ينذر بفتح ملفات "إرهاب النهضة"

وقد ألقت قوات الأمن القبض على عنصر مشتبه بعلاقته بالعملية الإرهابية التي شهدتها مدينة سوسة، وحسب مصدر أمني فقد "تمّ إلقاء القبض على الإرهابي في مدينة أكودة، وتمّ اقتياده إلى مسرح العملية"، وفق "العرب" اللندنية.

وعلق الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي توجّه إلى جانب وزير الداخلية ورئيس الحكومة إلى موقع العملية: إنّ "الهجمات الإرهابية والإجرامية لن تربك التونسيين والتونسيات ولن تسقط الدولة".

الهجوم استهدف شرطيين في مدينة سوسة الساحلية قتل خلاله أحدهما وجرح آخر

وأوضح سعيد الذي تفقد مكان الهجوم، خلال حديث إلى مسؤول أمني، أنّ المهاجمين دهسوا عنصري الأمن ثمّ طعنوهما.

وقال سعيد: "الشرطة الفنية يجب أن تتوصل إلى من يقف وراء هؤلاء الإرهابيين، ربما يكونون قاموا بالعملية منفردين، أو ربما يكون وراءهم تنظيم"، ربما يشير هنا  إلى حركة النهضة التي كان لها، وفق مراقبين، في السابق باع طويل في تلك العمليات والهجمات.

 

سعيد: يجب أن تتوصل الشرطة إلى من يقف وراء هؤلاء الإرهابيين، ربما يكونون قاموا بالعملية منفردين أو ربما يكون وراءهم تنظيم

 

وجدّد الرئيس التونسي التأكيد على أنه "سيأتي الوقت ويتمّ الحديث عن كلّ ما يحصل".

وكان سعيد قد وجّه خطاباً شديد اللهجة خلال مراسم تنصيب الحكومة الجديدة، حيث وصف بعض الأحزاب البرلمانية بـ"الخونة وأذيال الاستعمار".

وقال سعيد وقتها: "سيأتي اليوم الذي سيعرف فيه التونسيون جميع الحقائق والدسائس والمؤامرات التي حيكت في الغرف المظلمة لخيانة الوطن بدون استثناء".

من جهته، وصف رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي الجماعات الإرهابية التي عمدت إلى دهس فرد من الحرس الوطني بـ"الجراثيم".

وتابع القول: "هذه الجراثيم لا تخيف التونسيين باعتبار أنّ حماة الوطن يدافعون عنه بكلّ شراسة لاقتلاع براثن الإرهاب من البلاد".

اقرأ أيضاً: تونس: ملفات ثقيلة في انتظار المشيشي لا تستثني حركة النهضة

وأشار إلى أنّ هذه الجماعات الإرهابية تريد إثبات وجودها فقط، إلا أنها أخطأت العنوان؛ لأنّ قوات الأمن التونسية قضت على منفذي العملية الإرهابية في مدة وجيزة لم تتجاوز الدقائق.

بدوره، اتهم الداعية الإسلامي التونسي، محمد الهنتاتي، حركة النهضة الإخوانية بالوقوف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية في محافظة سوسة.  

وقال الهنتاتي، في منشور له على صفحته الرسمية "فيسبوك": "هذه العملية نفذها الجناح العسكري السرّي لحركة النهضة باستعمال الأسلحة البيضاء كسلاح جديد في الإرهاب".

ألقت قوات الأمن القبض على عنصر مشتبه بعلاقته بالعملية الإرهابية

وتابع الهنتاتي المنشق عن حركة النهضة: إنّ "راشد الغنوشي تاجر بالدين وبتونس من أجل البقاء في السلطة، يحرّكه في ذلك جنون البقاء وجنون الخلود وفيروس الخوف الذي يتملكه من كشف جرائمه طيلة السنوات الماضية."

وأضاف أنّ حركة النهضة الإخوانية انطلقت في تجسيد مشروعها العسكري الإرهابي بأيادٍ سلفية تكفيرية، داعياً التونسيين إلى مزيد من اليقظة من الجناح العسكري للإخوان ومخططاته الإرهابية.

ومحمد الهنتاتي هو داعية إسلامي تونسي، انتمى قبل العام 2011 إلى حركة النهضة، وكان ضمن قياداتها الوسطى، وعاش تجربة السجن في فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011).

 

المشيشي: هذه الجراثيم لا تخيف التونسيين باعتبار أنّ حماة الوطن يدافعون عنه بكل شراسة لاقتلاع براثن الإرهاب من البلاد

 

وكانت  الروايات بشأن طبيعة الحادث الإرهابي قد تضاربت، في حين تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للمسلحين وبجوار أحدهم مسدس.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصادر أمنية: "لقد تعرَّض عنصران من الحرس الوطني لعملية دهس بسيارة في مرحلة أولى، قبل أن يتلقيا عدداً من الطعنات في مرحلة ثانية".

وبحسب الأنباء الأولية التي صدرت عن الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبالي، فقد تمّ القضاء على 3 إرهابيين في سوسة خلال العملية الإرهابية التي حدثت في مفترق أكودة المؤدي إلى القنطاوي، والتي تعرّض خلالها اثنان من الحرس للطعن من قبل إرهابيين، ما أدّى إلى وفاة عون أمن، فيما وصفت حالة الثاني بالخطيرة.

اقرأ أيضاً: تحالف النهضة وقلب تونس: حين يتآخى الإرهاب مع الفساد

وأوضح الجبالي أنّ قوات الأمن لاحقت المهاجمين الذين استولوا على سيارة الدورية وأسلحة الضحيتين، مشيراً إلى أنّ "3 إرهابيين قُتلوا في تبادل إطلاق نار".

من جهته، قال مدير إقليم سوسة حاتم الرزقي: إنّ الأبحاث جارية لمعرفة تفاصيل الاعتداء.

 وأكد الرزقي أنّ أفراد المجموعة الإرهابية تحصّنوا في حي مجاور لمكان العملية قبل أن تتمكّن الوحدات الأمنية من تطويق المكان ومحاصرتهم، ليعقب ذلك عملية تبادل إطلاق نار أدّت إلى مقتل العناصر المسلحة.

وقد تعرّضت سوسة قبل 5 سنوات لهجوم دموي، حين فتح أحد المنتمين لتنظيم داعش النار على سيّاح أجانب في الشاطئ ليقتل 39 منهم.

ونجحت تونس نسبياً في تقليص خطر الجهاديين خصوصاً على الحدود مع الجزائر وليبيا، لكنّ الخلايا النائمة ما زالت تشكّل خطراً حقيقياً على البلد، خصوصاً مع عودة جهاديين من سوريا والعراق وليبيا.

 

الهنتاتي: هذه العملية نفذها الجناح العسكري السرّي لحركة النهضة، وراشد الغنوشي تاجر بالدين وبتونس من أجل البقاء في السلطة

 

وفي سياق متصل بالذباب الإلكتروني التابع لحركة النهضة، أكدت تقارير تونسية أنّ مواقع التواصل الاجتماعي شهدت موجة من التدوينات الناقدة للّجان الإلكترونية لحركة النهضة الإخوانية، بعد حملات ممنهجة تعرّضت للرئيس التونسي. 

 وتفاجأ التونسيون بوابل من التعليقات المسيئة على صفحة رئاسة الجمهورية التونسية، في حين لوحظ سيل من التفاعلات الإيجابية على تدوينات الصفحة الرسمية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بما يثير أزمة في الشارع العام التونسي.  

وفق تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز"، تبين أنّ آلاف التفاعلات المسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي ترجع إلى حسابات من الهند وبنغلادش وباكستان وغيرها من دول شرق آسيا، بما يرسّخ التهمة للذباب الإلكتروني التابع للجماعة الإخوانية.

 وشملت حملات "الذباب الإلكتروني" مديرة ديوان الرئاسة التونسية نادية عكاشة سبق، كما طالت رئيسة الحزب الدستوري عبير موسي، وقيادات حزب التيار الديمقراطي، والكثير من السياسيين.

  وتلجأ حركة النهضة لما يُسمّى بالذباب الإلكتروني كلّ ما ضاق عليها الخناق وتصاعدت الانتقادات، فتردّ بالهجمات الرقمية ضدّ خصومها.

 

حركة النهضة الإخوانية توظف ذبابها الإلكتروني من الهند وبنغلادش وباكستان للإساءة للرئيس التونسي

 

 وتستغل جماعة الإخوان لجانها الإلكترونية لتشويه خصومها، وهو ما تفعله في كافة الدول المتواجدة فيها. ويقول مراقبون تونسيون: إنّ حركة النهضة توظّف الذباب الإلكتروني ضدّ خصومها، وتعتمدها أدوات للتأثير منذ عام 2011، حيث تلجأ  للمسالك نفسها لتصفية خصومها عبر التشويه والافتراء، فيواجه كلّ من ينتقد حزب الغنوشي الهجمات الإلكترونية، وهو ما لا يستجيب للأعراف السياسية والتعايش الديمقراطي.

وقال التقرير: إنّ حركة النهضة أوكلت لشركات أجنبية مهمّة القيام بهذه الأعمال، ما يخفي وراءه حركة مالية مشبوهة بين تونس والخارج لتمويل الحملات، وهو ما يؤكد الاتهامات التي تواجهها النهضة بتلقي تمويلات أجنبية والارتباط بتنظيمات خارج تونس.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية