الإمارات ترد على الافتراءات والشائعات.. هذا ما أوضحته بشأن أزمة السودان

الإمارات ترد على الافتراءات والشائعات

الإمارات ترد على الافتراءات والشائعات.. هذا ما أوضحته بشأن أزمة السودان


14/08/2023

منذ بداية الأزمة بالسودان قبل أكثر من (4) أشهر، لم توقف دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها المكوكية لإغاثة اللاجئين وتقديم المساعدات للفارين من هول الاقتتال، ونقل المعونات الإغاثية عبر جسور برية وبحرية وجوية.

وكانت الإمارات الأكثر حضوراً في جهودها الإنسانية بالسودان وفي الدول المجاورة التي استقبلت اللاجئين كدولة تشاد، لهذا تعرضت للكثير من الشائعات المغرضة التي روجتها إحدى الصحف الأمريكية مستندة إلى تصريحات لشهود يبعدون آلاف الكيلو مترات عن الأماكن التي ينتظر فيها اللاجئون بفارغ الصبر وصول المساعدات الإماراتية، التي لولاها لما استطاعوا البقاء على قيد الحياة.

الإمارات لم تستسلم، بل وضعت حدّاً لحملات التشويش العبثية والأكاذيب المغرضة والافتراءات التي تزعم انحياز دولة الإمارات لأحد أطراف الأزمة في السودان ودعمه بالأسلحة والذخائر.

ونددت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نشر أمس على موقعها الإلكتروني بتلك المزاعم التي نشرتها صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية يوم 10 آب (أغسطس) الجاري،  ونفت نفياً قاطعاً صحة تلك المزاعم والادعاءات الواردة  في التقرير الصحفي.

وقالت الخارجية الإماراتية: "في ما يتعلق بتقرير إحدى وسائل الإعلام عن مزاعم قيام الإمارات بتزويد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة والذخيرة، أعربت مديرة الاتصالات الاستراتيجية بوزارة الخارجية عفراء الهاملي عن دحض الإمارات القاطع للمزاعم والادعاءات الواردة في التقرير".

وأضافت: "لم تزود دولة الإمارات أيّاً من الأطراف المتحاربة في السودان بالسلاح والذخيرة منذ اندلاع الصراع في نيسان (أبريل) 2023، مؤكدة أنّ الإمارات لا تنحاز إلى أيّ طرف في الصراع الحالي، وتسعى لإنهاء الأزمة، وتدعو إلى احترام سيادة السودان".

 لم توقف دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها المكوكية لإغاثة اللاجئين وتقديم المساعدات للفارين من هول الاقتتال

وذكّرت مديرة الاتصالات الاستراتيجية بالخارجية الإماراتية في البيان بأنّه منذ بداية الصراع دعت الإمارات إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء الحوار الدبلوماسي عبر منتديات ثنائية ومتعددة الأطراف إلى جانب شركائها.

وقالت: "الإمارات تدعم باستمرار العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني تجاه تشكيل الحكومة، وستواصل دعم جميع الجهود الهادفة إلى تحقيق الأمن في السودان، وتعزيز استقراره وازدهاره إلى أن يتم ضمان وقف إطلاق النار".

وجاء في البيان أيضاً أنّ "الإمارات تواصل رصد الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني وانعكاساتها على دول الجوار، وتسعى لتقديم جميع أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية، وعملت على تسيير جسر جوي وبحري يوفر (2000) طن تقريباً من المواد الطبية والغذائية والإغاثية للفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المرضى والأطفال وكبار السن والنساء".

الصحيفة الأمريكية تستند إلى تصريحات لشهود يبعدون آلاف الكيلو مترات عن الأماكن التي ينتظر فيها اللاجئون السودانيون بفارغ الصبر وصول المساعدات الإماراتية

وذكّرت كذلك بالجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لجهة تخفيف معاناة السودانيين، مشيرة إلى أنّ أبو ظبي "أنشأت مستشفى ميدانياً في مدينة (أمجراس) التشادية في تموز (يوليو) لمن يحتاجون إلى رعاية طبية، بغضّ النظر عن الجنسية أو العمر أو الجنس أو الانتماء السياسي، وقد عالج المستشفى بنجاح (4147) حالة، إضافة إلى أنّ الإمارات افتتحت مؤخراً مكتباً تنسيقاً للمساعدات الخارجية الإماراتية في مدينة (أمجراس) التشادية".

في السياق نفسه، كتب أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، تغريدة على حسابه بمنصة (إكس): "إنّ موقف الدولة ثابت ومعلن من الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، و إنّ وقف إطلاق النار هو أولوية للإمارات.

وتابع: "إنّ الإمارات ليست طرفاً في النزاع المشتعل، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستماع من الإمارات، "ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها"، مضيفاً: "تصريح الدولة واضح، لسنا طرفاً في تسليح أحد في السودان". وقال: "أولوياتنا سياسية وإنسانية منصبّة على وقف فوري لإطلاق النار، والتهيئة لحل سياسي يؤدي إلى حكومة انتقالية وانتخابات عامة".

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها الإمارات لمثل هذه الافتراءات، فالدور الإنساني والدبلوماسي الوازن إقليمياً ودولياً أزعج بعض الأوساط الخارجية التي تدفع عبثاً لإرباك تلك الجهود.

وكانت الإمارات قد أعلنت وقوفها على مسافة واحدة من الأزمة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ودعت للحوار والحلول الدبلوماسية لحل مثل هذه الأزمات.

الإمارات تواصل رصد الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني

يأتي بيان وزارة الخارجية الإماراتية بعد تقرير لصحيفة (وول ستريت جورنال)، نقلت فيه عن مسؤولين أوغنديين قولهم إنّ طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي مطلع حزيران (يونيو) الماضي، وكان على متنها أسلحة وذخيرة، في حين تشير وثائق رسمية إلى أنّ الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية في طريقها إلى اللاجئين السودانيين، بحسب المسؤولين الأوغنديين.

هذا، ونستعرض الجهود الإنسانية الإماراتية لإنهاء الأزمة في السودان منذ اندلاعها  قبل (4) أشهر، حيث كانت دولة الإمارات حاضرة، بل رائدة في مبادراتها الإنسانية الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين فيها.

وقد نجحت دولة الإمارات في بداية الأزمة في إجلاء عدد من مواطنيها ورعايا نحو (19) دولة من السودان، مع منح الأولوية للفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.

وقامت دولة الإمارات باستضافتهم على أراضيها، ووفرت لهم كل الخدمات قبيل نقلهم إلى دولهم.

الإمارات تندد بالمزاعم التي نشرتها صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، وتنفي نفياً قاطعاً صحة تلك الادعاءات الواردة بالتقرير

وعلى صعيد دعم السودانيين، أعلنت دولة الإمارات في 26 نيسان (أبريل) تقديم (50) مليون دولار مساعدات إماراتية إنسانية طارئة للسودان، في سبق إنساني وجهت دولة الإمارات عبره أنظار العالم إلى ضرورة التركيز على البُعد الإنساني للأزمة السودانية لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، وعززت من خلاله جهودها السياسية المتواصلة لاحتواء الأزمة.

ومطلع شهر أيار (مايو) الماضي، أرسلت دولة الإمارات عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، طائرة تحمل على متنها إمدادات غذائية عاجلة إلى مطار (أبشي) على الحدود السودانية التشادية لتوفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين المتضررين من الظروف الحالية التي يشهدها السودان، والتي تسببت في نزوح الآلاف من الأسر، ونقص في المواد الغذائية الأساسية، خاصة للفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.

وعقب وصول أولى طائرات المساعدات الإماراتية، وجّه نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتوفير مساعدات إنسانية إضافية عاجلة للنازحين السودانيين.

وضمن أحدث جهود الدعم الإنساني شهدت منطقة (أمجراس) في تشاد قبل نحو أسبوع افتتاح ثاني مكتب تنسيقي للمساعدات الخارجية الإماراتية ببعثات الدولة بالخارج، في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لدعم الشعب التشادي، وتعزيز الجهود المبذولة لتوفير كل الدعم الإنساني والإغاثي من قبل المؤسسات الإنسانية الإماراتية للاجئين السودانيين في تشاد.

افتتاح المكتب جاء في وقت يواصل فيه الفريق الإنساني الإماراتي المتواجد في تشاد توزيع الطرود الغذائية على اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي في عدد من قرى مدينة (أمجراس) التشادية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية.

جهود تتواصل لتخفيف معاناة اللاجئين السودانيين بسبب الأوضاع الراهنة التي يمر بها السودان، فيما يواصل المستشفى الميداني الإماراتي في (أمجراس) بتشاد جهوده لتخفيف أوجاع المصابين.

تم إنشاء المستشفى الميداني تنفيذاً لتوجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

وتم إنشاء المستشفى الميداني تنفيذاً لتوجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإنشاء مستشفى ميداني في جمهورية تشاد دعماً للاجئين من الأشقاء السودانيين.

وتم افتتاح المستشفى في 9 تموز (يوليو) الماضي بتعاون مشترك بين (3) مؤسسات إنسانية في دولة الإمارات؛ ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.

ويأتي افتتاح المستشفى في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من دولة الإمارات للأشقاء السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في السودان، ودعماً لجهود تشاد في إطار الاستجابة للتخفيف من آثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين بسبب الأوضاع الراهنة في بلدهم، واستقبل المستشفى منذ افتتاحه (4147) حالة مرضية.

ومنذ بداية الأحداث في السودان سيرت الإمارات جسراً جوياً وبحرياً نقل قرابة (2000) طن من المواد الطبية والغذائية والإغاثية المتنوعة إلى كل من بورتسودان في السودان لدعم المتضررين في الداخل السوداني، وإلى جمهورية تشاد لدعم اللاجئين من الأشقاء السودانيين.

هذا إلى جانب الكثير من الجهود الدبلوماسية التي أجرتها دولة الامارات مع عدد من الدول الصديقة والمؤثرة في المشهد، كالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف الاقتتال في السودان، وإيجاد لغة حوار بين الفرقاء العسكريين.

مواضيع ذات صلة:

الإمارات تساند الآلاف من السودانيين والتشاديين... هذا ما قدمته

الإمارات تغيث السودانيين في تشاد... ماذا قدمت؟

الصفحة الرئيسية