الإمارات دولة مناصرة للسلام

الإمارات دولة مناصرة للسلام

الإمارات دولة مناصرة للسلام


08/07/2023

محمد خليفة

قامت السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على الانفتاح على مختلف أمم وشعوب العالم من دون تمييز في العرق واللون والدين واللغة. وقد تعمقت تلك الرؤية، وازدادت رسوخاً في ظل القيادة الرشيدة، ما عزز العلاقات الدولية الوطيدة مع مختلف الدول في كل قارات العالم، ليس هذا فحسب بل فتحت الدولة ذراعيها لاستقبال الأفراد من جنسيات العالم المختلفة للسياحة والعمل والعيش على أرضها، في ظل قوانين عصرية تكرس العدل والاحترام إلى أقصى الحدود.

 وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، وما زالت، من أكبر المانحين الدوليين للمساعدات لإغاثة الدول والشعوب الفقيرة، وكانت من أوائل الدول التي تصدت لخطاب الكراهية الذي تصاعد خلال العقد الماضي بسبب انتشار التطرف في أعقاب الفوضى التي حدثت في مناطق متعددة من العالم العربي. وتوج ذلك بزيارة البابا فرنسيس التاريخية شهر فبراير(شباط) 2019 إلى أبوظبي، ما يؤكد نهج المحبة الذي لا محيد عنه. تلك المحبة التي تعم كل من يعيش على أرض الإمارات من دون تمييز، المحبة التي تمثل، إلى جانب التعايش والتسامح، أسمى القيم الإنسانية.

 وقد جذب البابا فرنسيس أنظار العالم عندما وقّع مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على «وثيقة الأخوّة الإنسانية»، التي كانت إعلاناً بأن دولة الإمارات هي رائدة السلام، وأنها تقرن القول بالعمل في نهجها وتعاملاتها المختلفة. واستمراراً لمسار التمسك بالسلام ونبذ التطرف وخطاب الكراهية، فقد اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2686، الذي اشتركت في صياغته دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا، حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، ويدعو القرار، في نصه، إلى «الإدانة العلنية للعنف وخطاب الكراهية والتطرف، ويشجع جميع الشركاء المعنيين، بما يشمل القادة الدينيين، ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، على التصدي لخطاب الكراهية والتطرف، الذي يؤدي إلى النزاع المسلح أو إلى تفاقمه، كما يطالب بعثات عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية التابعة للأمم المتحدة بمراقبة خطاب الكراهية والعنصرية وأعمال التطرف والعنف التي تؤثر سلباً في السلام العالمي». ويعد هذا القرار أول قرار دولي يعترف بأن «العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها».

 إن اعتماد مجلس الأمن لهذا القرار هو انتصار آخر لسياسة دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز الأخوّة الإنسانية، وفكرة الأسرة الدولية الواحدة، وهي ثابتة على مبادئها تلك لا تتزحزح عنها؛ لأنها تؤمن إيماناً راسخاً بتلك المبادئ التي تنبع من صميم موروثها الثقافي، هذه المبادئ ترسخها القيادة الرشيدة التي تسعى، بشكل مستمر، نحو بناء جسور المحبة والسلام بين مختلف الأمم والشعوب. ولعل ما نراه الآن من زيادة التعاون الإيجابي مع مختلف الملفات الحيوية في المنطقة والعالم، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ذلك القائد الصادق الذي يحمل الخير لأمته والعالم، تشهد بذلك مواقفه قبل أقواله، وقراراته قبل توجيهاته، وسوف يذكر له التاريخ ذلك بكل فخر أنه سخَّر كل المنابر داعياً للحوار والعيش المشترك بين أتباع الأديان، وسخر إمكانات دولته لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بينها، ولا عجب أن يعيش على أرض الإمارات جنسيات متعددة ذات عقائد وعادات مختلفة يظللهم جميعاً التسامح والتعايش ولغة الحب وثقافة الحوار المبنية على تقبل الاختلاف بعيداً عن الخلاف.

 ومن هذا المنطلق قد جاء في المبدأ العاشر من المبادئ التي حددتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبلها خلال الخمسين سنة القادمة، بأن«الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية».

 إن دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل قيادتها الرشيدة، قد نجحت في تحقيق التنمية المستدامة لشعبها، وهي حريصة، من باب الحب الذي تحمله للعالم، على تعميم تجربتها على الدول الأخرى، وهي في سبيل ذلك تعطي بسخاء دون منّة، وهدفها الوحيد هو تحقيق إنسانية الإنسان في كل بقعة أو مكان من الأرض. وهو هدف سامٍ يعكس قيمها الإنسانية السامية الشامخة.

عن "الخليج" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية