الاتحاد الأوروبي.. قاعدة الإخوان لغزو العالم فكرياً

الاتحاد الأوروبي.. قاعدة الإخوان لغزو العالم فكرياً

الاتحاد الأوروبي.. قاعدة الإخوان لغزو العالم فكرياً


28/01/2023

فيما تواصل دول الاتحاد الأوروبي مساعيها لتفكيك الجمعيات والتنظيمات الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان أو تلك التي يقوم التنظيم الإرهابي بتمويلها ودعمها، يُحذّر مفكرون وخبراء فرنسيون من أنّ الإخوان، وعلى الرغم من حظرهم ومنعهم من العمل السياسي في غالبية الدول، إلا أنّهم تمكّنوا من تثبيت قواعد لهم في أوروبا للانطلاق منها وإعادة التوسّع مُجدّداً عبر العالمين العربي والإسلامي.

ويعزو سبب ذلك بسبب المتواطئين مع الإسلاموية الدولية داخل المؤسسات والمنظمات الأوروبية سواء الرسمية منها أو غير الحكومية، وبشكل خاص في كل من فرنسا وبلجيكا.

وفي هذا الصدد ترى عالمة الأنثروبولوجيا فلورنس بيرغود بلاكلر أنّ تنظيم الإخوان نجح في جعل الاتحاد الأوروبي قاعدة لمشروعهم المتمثل في التوسّع عبر مختلف أنحاء العالم، موضحة الكيفية التي يستغل من خلالها أعضاء الجماعة النصوص الإسلامية وتفسيرها لمصالحهم الأيديولوجية، وتنفيذ خطط عمل واستراتيجيات حقيقية للبحث عن استقطاب عناصر جديدة داعمة للتنظيم الذي وصفته بأنّه أكثر المنظمات الإسلامية التي تعمل بشكل سرّي.

وفي دراسة موسوعية لها من نحو 500 صفحة صدرت في يناير (كانون الثاني) الجاري تحت عنوان "الإخوان وشبكاتهم"، تعرض بلاكلر ملامح وتطوّر الحركة الإسلامية الجديدة في أوروبا والناجمة عن تدويل تنظيم الإخوان، لتكشف للقارئ وصانع القرار بطريقة واقعية وموثّقة، أصل التنظيم وأسسه العقائدية وتنظيمه وطرق عمله، وكذلك أساليب التجنيد والتلقين، وذلك بينما بات الإسلام المُعتدل في أوروبا يواجه خطر سيطرة الإخوان.

وحول ذلك يرى المؤرخ الفرنسي المعروف بيير فيرمورين أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة السوربون، أنّ أوروبا باتت "غبية" في مواجهة ضغط الإخوان، إذ لم يعد اليوم ممكناً بذرائع حرية التعبير وتقنين الإسلاموفوبيا، الحديث عن الإخوان، ولا الأصولية، ولا الجهادية، ولا عن المسلمين المتشددين الذين تؤكد ممارساتهم خطرهم على المُجتمع والدولة في أوروبا، مُحذّراً في هذا الصدد من وجود نحو 15 مليون مسلم شاب في أوروبا تتحكم بهم جمعيات الإخوان المنظمة جيداً والممولة بطرق غير قانونية، ما يُعتبر قنبلة موقوتة تهدد العالم.

وتوضح دراسة "الإخوان وشبكاتهم" المرجعية الأولى من نوعها، كيف يقوم تنظيم الإخوان بتوسع نفوذه في قلب المجتمعات الأوروبية من خلال الاعتماد على مؤسساتها ومنظماتها التي تتخوّف من تقويض قيم حقوق الإنسان، أو عن طريق "أسلمة" المعرفة. ولا تستهدف بلاكلر على الإطلاق ديناً أو مُجتمعاً من المتدينين، إلا أنّها تصف حركة سياسية تسعى لاستخدام الإسلام لفرض استراتيجية أسلمة الدول غير الإسلامية في جميع المجالات، من الاقتصاد إلى البيئة، من المدرسة إلى الجامعة.

ولا تضع الدراسة التي وُصفت بأنّها ثمينة في وضوحها وتُغذّي النقاش الأيديولوجي، أيّ لوائح اتهام مباشرة أو تُطلق إدانات بالتآمر دون أدلة، إذ أنّ كل ما ورد فيها جاء نتيجة تحقيقات مرجعية موثقة بمصادر خاصة، وتمّ إعدادها وفقاً لأساليب ومعايير إجراء بحوث العلوم الإنسانية، ووفقاً لذلك فإنّ المؤلفة تحدد في تحقيقها بدقة كائناً، هو تنظيم الإخوان الذي يبني نظاماً سياسياً سرّياً في ثلاثة اتجاهات (الرؤية، الهوية، وخطة التنفيذ)، وهو ما يُشكّل خطراً على أوروبا ومنها على العالم.

وحول المعلومات والأدلّة التي أوردتها عالمة الأنثروبولوجيا في دراستها، تقول الكاتبة والمحللة السياسية الفرنسية جوديث وينتروب، إنّ الميزة الهائلة للتحقيق الموسوعي تتمثّل في إظهار أنّ كافة الأحداث التي جرت في فرنسا خلال الأعوام الأخيرة، وعلى الرغم من أنّه ليس لها صلة ملموسة ببعضها البعض، إنّما تخدم نفس الهدف، وهو إخضاع أوروبا لمعايير الأصولية الإسلامية، مُشيرة في ذلك إلى مقتل أستاذ التاريخ الفرنسي صامويل باتي أمام كليته، ومظاهر رفض علمانية البلاد في المدارس، والتظاهرات في باريس ضدّ ما يتم تضخيمه حول الإسلاموفوبيا، مؤكدة أنّ ظلال الإخوان تحوم حول تلك الممارسات والجرائم، ومُشيرة بشكل خاص إلى أنّ تدفق الكراهية الذي أطلقه تنظيم الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ المدرس الفرنسي باعتباره "مذنباً" كان السبب في مقتله المأساوي.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية