البرهان والحلو يوقعان وثيقة لتعميق السلام في السودان.. ما بنودها؟

البرهان والحلو يوقعان وثيقة لتعميق السلام في السودان.. ما بنودها؟


29/03/2021

في خطوة جديدة لتعميق اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الانتقالية في السودان وعدد من الحركات المسلحة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقّع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو، وثيقة تقرّ فصل الدين عن الدولة، وحيادها تجاه كافة مكوّناتها وأقاليمها.

والحركة الشعبية لتحرير السودان هي إحدى حركتين رفضتا من قبل الانخراط في اتفاق السلام، بسبب وجود قضايا عالقة، وتمهّد الوثيقة الأخيرة، التي جاءت نتاج مشاورات على مدار شهور برعاية جوبا، لانخراط الحركة في الاتفاق، ما يعني تقويته.

اتفق البرهان والحلو على توطيد سيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه، وأقرّ الطرفان بالتنوع العرقي والديني والثقافي لسكان البلاد

وتنصّ مسودة الاتفاقية النهائية، بحسب ما أورده موقع "سودان تربيون" على "حياد" الدولة في الشؤون الدينية، ودمج مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجيش السوداني بنهاية الفترة الانتقالية، استجابة لاعتراض المكوّن العسكري على طلب الحركة الإبقاء على الجيش الشعبي بعد الفترة الانتقالية.

ووفقاً لنصّ إعلان المبادئ، اتفق البرهان والحلو على توطيد سيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه، وأقرّ الطرفان بالتنوّع العرقي والديني والثقافي لسكان البلاد.

وتمّ الاتفاق على إقامة "دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تكفل حرّية الدين وحرّية المعتقد والممارسات الدينية والعبادة لجميع السودانيين، عبر الفصل بين الدين والهوية الإقليمية والثقافية والعرقية".  

ويؤكد نصّ إعلان المبادئ على أنه "لا يجوز فرض أيّ دين على أيّ شخص، ولا يجوز للدولة أن تتبنّى أيّ دين رسمي، وأن تكون حيادية في الأمور الدينية وشؤون العقيدة والضمير".

وبخصوص الترتيبات الأمنية، تمّ الاتفاق على تشكيل جيش وطني محترف واحد، يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة.

وأكّد النص، الذي وُقّع في العاصمة جوبا، على أنّ "عملية تكامل وتوحيد القوات ستكون تدريجية وتنتهي بنهاية الفترة الانتقالية، وبعد الفصل في العلاقة بين الدين والدولة بالدستور".  

اقرأ أيضاً: مصر والسودان: علاقات إستراتيجية في مواجهة تحديات القرن الأفريقي

ويُنتظر أن تُستأنف المفاوضات خلال الفترة المقبلة في جوبا للوصول إلى اتفاق سلام شامل.

وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير قد عقد الجمعة اجتماعاً مع عبد الواحد النور والحلو في محاولة لإقناع زعيم حركة تحرير السودان بالانضمام إلى إعلان المبادئ والدخول في محادثات سلام تنهي تمرّد الحركة في دارفور.

وفي تصريح للصحفيين عقب الاجتماع، أفاد النور أنهم أطلعوا الرئيس سلفا كير ميارديت على مبادرتهم لعقد مؤتمر جامع للسودانيين من أجل مناقشة جميع مشاكل البلاد في حزمة واحدة والبحث عن الحلول المشتركة.

تحديات

وعلى الرغم من النجاح الذي يحققه المجلس الانتقالي السوداني في تعميم عملية السلام وشموليتها، غير أنّ الأوضاع أمام الدولة لا تخلو من تحديات.

وإلى جانب ملف سدّ النهضة، والنزاع الحدودي مع إثيوبيا، تبرز عملية فرض الأمن والأوضاع الاقتصادية كتحديات أساسية أمام الدولة.

وبحسب ما أوردته وكالة أنباء "رويترز" عن سكان دارفور، فإنهم يشكون من تردّي الأوضاع الأمنية بعد توقيع اتفاق السلام، والذي بموجبه انسحبت قوات حفظ السلام.

وقالت الوكالة في تقرير لها: إنه بعد شهور من توقيع السودان اتفاق سلام مع متمرّدي دارفور وتوقف دوريات قوات حفظ السلام الدولية، ما زالت إحسان محمد تنتظر أيّ بادرة للسلام والاستقرار في حياتها اليومية.

اقرأ أيضاً: ماذا تخبرك الأزياء عن رحلة التحولات السياسية والدينية في السودان؟

وقالت إحسان (37 عاماً) التي تقيم في معسكر عطاش للنازحين بدارفور، وقد ملأت الدموع عينيها: إنّ كل شيء صار إلى الأسوأ، وقالت: "لا يوجد سلام بالنسبة إلينا، المعسكر أصبح مخيفاً، نظراً لعمليات النهب والضرب والاعتداء"، بحسب ما أورده موقع مونتي كارلو الدولي.

 

أكد النص على أنّ "عملية تكامل وتوحيد القوات ستكون تدريجية، وتنتهي بنهاية الفترة الانتقالية وبعد الفصل في العلاقة بين الدين والدولة بالدستور"

 

وقالت لجنة تمثل نازحي دارفور لـ"رويترز": إنّ مسلحين هاجموا معسكر كلمة للنازحين المجاور عدة مرّات خلال الشهر الماضي.

في الماضي كان بإمكان السكان الاعتماد نوعاً ما على دوريات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمعروفة باسم (يوناميد)، لكنّ القوة بدأت في الانسحاب في بداية العام بعد أيام من اقتراع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح إنهاء تفويضها.

وقال عبد الرازق يعقوب (47 عاماً)، وهو من سكان معسكر عطاش: "هذه أسوأ الفترات لنا". وأضاف: "بعد انسحاب اليوناميد أصبحنا نعيش في خوف أكبر، وهناك من يزعمون أنهم ينتمون للحركات المسلحة، ويقومون بعمليات نهب ليلية".

اقرأ أيضاً: ما الرسائل التي يحملها الاتفاق العسكري بين مصر والسودان؟

وبينما كان السكان يتحدثون، جلس مسلحون مجهولون في شاحنة خارج المعسكر، وقال يعقوب: "صار الأمن في وضع أخطر، وظروفنا تدهورت بعد توقيع السلام".

ومساكن المعسكر مبنية من القش والطين، ولا يوجد فيه كهرباء أو صرف صحي، وقال كثيرون: إنّ خفض المساعدات المقدّمة جعلهم كثيراً ما يواجهون الجوع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية