الدبلوماسية الإماراتيَّة ... وتأتي على قدر الكرام المكارم

الدبلوماسية الإماراتيَّة ... وتأتي على قدر الكرام المكارم

الدبلوماسية الإماراتيَّة ... وتأتي على قدر الكرام المكارم


16/10/2023

لبنى الهاشمي

غني عن البيان أن نشير إلى الحضور الإماراتي المبهر في المنابر الإقليمية والدولية المعنية بتعزيز الحوار والتقارب بين الأديان والثقافات، والدور الإنساني العظيم الذي تسهم به الدولة في تخفيف معاناة الشعوب الفقيرة والمتضررة من الصراعات والكوارث حول العالم.

كما أن الدبلوماسية الإماراتيَّة تجاوزت مراحل غير مسبوقة من التنسيق والنضج السياسي في التعاطي مع الأحداث الجسام، فمناخنا العربي تحيطه القلاقل وتتناوبه رياح التغيير، فكان لا بدّ من أيقونة تقدم أنموذجًا يحمل الأمل لشعوب المنطقة، فكانت الإمارات قادةً وحكومة، إذ قادت مبادرات إنسانية نابعة من دبلوماسية ناعمة، واستثنائية، قادرة على بناء منظومة أمنية إقليمية، تربط الاستقرار بالازدهار والتنوير. ونضالها ما زال في حماية السلام والأمن.

ولقد أدَّت القيادة السياسيَّة عبر التاريخ دورها المحوري في إحياء ملامح النهضة العربيَّة الأصيلة، فلم تألُ قيادتنا الرشيدة في مجال التنمية والعمران والنهضة العلميَّة الحديثة، أو زرع التنويروتجديد العهد على الانفتاح والتسامح وقبول الآخر..

وإنَّ السياسة الخارجية الإماراتية نجحت في الترويج للسلام والتسامح عالميًّا الذي بات مطلبًا مهمًا للمسلم المعاصر، إذا كنّا فعلًا نريد لأمتنا العربية السلام أو العيش الآمن الهادئ البعيد عن القتل والظلم والقهر؛ لأن لها رؤية ذات أبعاد قيمية وأخلاقية للأجيال الصاعدة.

ولا ننسى أن الدور الإنساني الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة الذي برز كـ «حليف فاعل» في المعونات الإنسانية والمساعدات أضفى لها مكانة مهمة، جعلت الإمارات منصة إقليمية ذات ثقل عالمي لتفعيل دور الدبلوماسية الإنسانية وترسخ التسامح، وتعزيز السلام والتعايش، وقد أدى ذلك إلى تأكيد أدوارها الإنسانية نحو قيم التواصل مع الأديان والثقافات والحوار مع الآخر، وقدرتها في معاونة شعوب العالم للانعتاق من وطأة العوز والفقر في أوقات الكوارث والحروب الطاحنة... إلخ.

وقد أثبتت المحن والأزمات التي شهدتها المنطقة خلال الآونة الأخيرة أنَّ الدور الإماراتي لحل النزاعات ما يزال صمام أمان للأمتين العربيَّة والإسلاميَّة، فهي ترفض المتاجرة بالقضايا المصيرية، والحفاظ على الأرواح البشرية، من خلال تكثيف المساعي لفتح ممرات العبور لضمان وصول المساعدات الغذائية والإنسانية للمحتاجين.

ولا يخفى على أحد حجم الاتصالات المكثَّفة لتهدئة الأجواء بين الدول المتنازعة؛ بغية تجنيب المنطقة الصراعات والأزمات، واحتواء المواقف السياسية المتصاعدة، من خلال دبلوماسية إطفاء الحرائق لنشر عمليات دعم السلام والأمن؛ للاضطلاع بدورها المنوط على المستوى الإقليمي.

تعي الإمارات أن العالم وسط متغيرات متسارعة لا يحكم لجامها إلا مرجعية أخلاقية وقيمية وسياسية ثابتة، والحفاظ على وحدة الأمة من أهل الأهواء والمصالح، بل الغيرة والمروءة والخدمة للعروبة، وواجب تجاه الدين وحمايته من الذين اختطفوه، وحاولوا تقزيم الهوية الإسلامية والعربية بطرق أو بأخرى.

ولن نتوقَّف أمام الكثير من المبادرات الإنسانية والنجدة والإغاثة وفعل الخيرات والكثير من المواقف الحضاريَّة والإنسانيَّة الخيرة في جوهر الإنسان العربي الإماراتي؛ فهذا واجب الكبار دائمًا، وإن ما يتحقَّق من إنجازات إنسانيَّة وإغاثيَّة وصحيَّة للشعوب المتضررة، هو ثمرة للرعاية التي تقدِّمها القيادة الرشيدة للإنسانيَّة؛ من أجل مواجهة كلِّ الأخطار الداهمة التي تحيق بالشعوب الفقيرة. 

 إنَّ منظومتنا القِيَميَّة الفريدة، المرتكزة إلى السعي الدائم نحو العون والنجدة، والمنحازة دائمًا للحق ولمصلحة الإنسانيَّة والعروبة، كلُّها جوامع من الإحسان والفضل حفظت- وستحفظ بإذن الله- الإمارات وشعبها من كلِّ النوائب والمحن سواء كان من "صنائع المعروف" أو "فعل الخيرات" أو "إغاثة اللهفان"، لهذا وعد الله للأمم والمدن والقرى أن لن يهلك أهلها ما داموا مصلحين خيِّرين، مما أضفى لنا استقرارًا وأمنًا وأمانًا، وجعلنا أكثر انتصارًا للمبادئ والقيم الإنسانيَّة والأخلاقية الرفيعة.

وصفوة القول إن هناك أحداثًا إنسانيَّة ناصعة تستحقُّ أن تُسطَّر بماء الذهب، والأزمات هي محكُّ المواقف النبيلة التي تُظهر معادن البشر والشعوب، وإن ما يظهر على الرأي العام من مساعدات إماراتية إغاثية وطبية لأهلنا في فلسطين هو أقلُّ مما تُقدِّمه لهم بالفعل، وهوأمر يليق بأهل السخاء والعطاء..  "وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ"..

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية