العالم يحاصر فلول الإخوان والتنظيم الإرهابي يواجه تهديداً وجودياً

العالم يحاصر فلول الإخوان والتنظيم الإرهابي يواجه تهديداً وجودياً

العالم يحاصر فلول الإخوان والتنظيم الإرهابي يواجه تهديداً وجودياً


08/03/2023

أحمد إسكندر

يتواصل انهيار مشروع الإسلام السياسي الذي قاده تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في جميع أنحاء العالم، بعد التحركات المتواصلة من جانب العديد من الدول، والتي تمثل تهديداً وجودياً للتنظيم ومشروعه الذي أصبح في مهب الريح، مع فقدانه التعاطف الشعبي، بعد الكشف عن أهدافه السياسية الواضحة.

ووصلت قوة التيار الإسلامي إلى ذروتها مع بداية الانتفاضات العربية عام 2011 لأنه كان الطرف الوحيد المنظم والمموّل جيداً، واعتقد الإسلاميون أنهم سيتمكنون من السيطرة على الدول العربية، واستندوا في تلك المرحلة على دعم نظام ولاية الفقيه في إيران، الذي اكتسب شعبية عند بعض العرب، نتيجة شعاراته التي تتعلق بمعاداة أمريكا وإسرائيل.

دول تنضم للركب

وانضمت السويد مؤخراً إلى الدول الأوروبية، التي يقرع باحثوها ومفكروها جرس الإنذار، محذرين من خطورة تغلغل جماعة الإخوان في المجتمع، وهي الخطوة التي سبقها اتخاذ إجراءات تشريعية وأمنية صارمة حدت من حضور التنظيم ونفوذه في دول أوروبية أخرى.
ويرى مراقبون وخبراء تحدثوا لصحيفة "العرب اللندنية" أن تلك الخطوات المتلاحقة من أمريكا اللاتينية إلى لأفريقيا ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستضاعف أزمات التنظيم الحالية، خاصة أنه اعتمد على عدة دول كملاذ آمن لأنشطته واستثماراته.

ومن المنتظر أن تقود اليقظة البحثية في السويد وغيرها إلى يقظة سياسية وأمنية وتشريعية، لأن أدوات وأهداف التنظيم الدولي للإخوان واحدة في كل دول العالم، ويحرص على أن يكون الممثل الأوحد للمسلمين والسعي لتغيير وضعهم كأقلية وتوسيع نفوذها داخل المجتمع الأوروبي بشكل عام.

وقبل السويد بقليل قررت جزر القمر حظر 69 كياناً ناشطاً حول العالم بصفتهم "جماعات وتنظيمات إرهابية" بينهم التنظيم الدولي للإخوان، حسب ما جاء في مرسوم صادر عن وزارة الداخلية وشملت القائمة كيانات مثل داعش، وجماعة الإخوان المسلمين العالمية، وتنظيم القاعدة وبوكو حرام، وعدد من الهياكل والميليشيات الموالية لإيران مثل جماعة الحوثي في اليمن وميليشيات حزب الله في لبنان.

وأكد المرسوم أن "جزر القمر يجب أن ترسل إشارة قوية حول استعدادها لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وكذا جميع الهياكل المتخصصة في تمويل الأنشطة الإجرامية"، وتغطي الآثار المترتبة على المرسوم القدرة على تقييد نشاط التنظيمات الإرهابية سواء على صعيد النشاط كوادر التنظيم أو الأصول والأموال ضمن شبكتها الاقتصادية وحتى وسائلهم للدعاية.

وفي وقت سابق، صنفت باراغواي الإخوان تنظيماً إرهابياً لتنضم لعدد من الدول الأخرى التي تصنفها "جماعة إرهابية"، وذلك للجوئها للعنف وتهديدها للاستقرار والأمن ووافقت اللجنة الدائمة لكونغرس في باراغواي، على قرار قدمته السناتور ليليان سامانيغو، الخاص بإعلان تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، ووفقاً للكونغرس في باراغواى فإن هذا التنظيم "قدم المساعدة الأيديولوجية لمن يلجأ إلى العنف ويهدد الاستقرار والأمن، في كل من الشرق والغرب". وأضاف القرار أن "دولة باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية التي تشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة، والتي قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".

تطابق الإجراءات

وتكاد تكون دوافع الإقدام على هذه الخطوة متطابقة في الدول المذكورة، حيث تزامنت الإجراءات مع  إصدار تقارير استخباراتية أمريكية وأوروبية مع أخرى من أجهزة استخبارات دول أفريقية ودول في أمريكا الجنوبية تفترض إمكانية استخدام جزر القمر وباراغواي حديقة خلفية لمختلف التنظيمات الإرهابية، وجرى التحذير أيضاً من تصدير خلايا إرهابية إلى الدول الجزرية في المحيط الهندي مثل جزر القمر ومدغشقر وموريشيوس وسيشل، انطلاقاً من موزمبيق (المستعمرة البرتغالية السابقة)، التي تعد ساحة نفوذ تقليدية لتظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات المسلحة خاصة بمركز المتطرفين في إقليم كابو ديلغادو في أقصى شمال البلاد.

وتدرك مختلف الدول مدى أهمية تحركها واعتمادها على أدواتها الذاتية لتحصين نفسها من خطر التنظيمات الإرهابية بعد تراجع مستويات تدخل القوى الكبرى لمكافحة التمرد الإرهابي في الساحات البعيدة من العالم وبعد التجارب الأمريكية في أفغانستان والصومال وتجارب فرنسا في دول الساحل الأفريقي والتجارب الكارثية بالشرق الأوسط، أصبحت الجماعات الإرهابية أكثر جرأة مستفيدة من الدعاية المضادة ضد الغرب ومن زيادة حدة الصراع بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.

وترى الدول المهددة بتزايد نفوذ ونشاط تيار الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية حول العالم ضرورة تدارك الكارثة قبل وقوعها وعدم انتظار دعم دولي لن يأتي وإن أتى لن يكون على المستوى المطلوب وتجد هذه الدول أنها لكي تلعب دوراً فاعلًا في المجتمع الدولي ينبغي لها تعلّم واستيعاب الدروس في ملف الإرهاب واتخاذ إجراءات شبيهة بما اتخذته دول شرق أوسطية وأوروبية من دون النظر إلى أي إجراء يُتخذ في هذا السياق وكأنه انتقاص من السيادة أو خضوع للقوى الخارجية.

وينطوي الحظر المتكرر خلال فترات متقاربة من قبل دول تفصل مسافات بعيدة بينها وبين فروع الجماعة وتصنيفها إرهابية، على فرضية باتت محط نقاش جدي داخل مراكز البحث الدولية بشأن قرب أفول مرحلة الإسلام السياسي بعد أن ظهر إفلاسه على مستوى المنهج والأداء السياسي.

تجارب فاشلة

وجرب التنظيم الدولي للإخوان في مختلف دول العالم طوال دورة حياة سياسية دامت قرابة قرن مختلف المناهج والأساليب، بدءاً من مزج السياسة بالدعوة والسري بالعلني، مروراً بمهادنة الحكومات والأنظمة، وصولًا إلى ممارسة ودعم الإرهاب وليس انتهاءً باستلام السلطة في بعض الدول، ورغم ذلك خرج من مختلف تجاربه صفر اليدين.

ومن المرجح أن يستمر "نزيف جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي" مع استمرار تآكلها التنظيمي وتراجع دعم رعاتها الإقليميين، في مقابل نجاح دول مثل مصر والسعودية في التوصل إلى شراكات مع دول أفريقية، واضعة بند مكافحة الإرهاب على قائمة أنشطتها وبرامجها التنموية في تلك الدول.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية