العالم يصلّي لإنقاذ ريان.. ردود فعل عالمية وعربية واسعة على "طفل الجُب"

العالم يصلّي لإنقاذ ريان.. ردود فعل عالمية وعربية واسعة على "طفل الجُب"


05/02/2022

في بئر عمقها 62 متراً في قرية أغران بإقليم شفشاون شمال المغرب، ما زال يصارع الطفل ريان البالغ من العمر 5 أعوام، الموت وحيداً منذ أن سقط فيها عصر الثلاثاء الماضي، وسط تضامن عالمي ودعوات بأن يكتب الله له النجاة.

سقط ريان في ثقب بالغ الضيق، أردت به السلطات المحلية المغربية منهلاً للحياة إلا أنه تحول إلى كابوس يبتلع الأطفال، وها هي أم ريان في سباق مع أنفاسها، نفسُ مغمور بالدموع وآخر متشبث بالأمل.

وبدأت السلطات المحلية جهود إنقاذ الطفل ريان منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، مستعينة بجرافة، بعد معرفة أنّ الطفل مازال على قيد الحياة، وأنه عالق على عمق 32 متراً في البئر، يعاني من إصابة وجروح طفيفة في الرأس.

ردود فعل عالمية واسعة

أثار سقوط ريان في البئر ردود فعل عالمية واسعة وتفاعلاً كبيراً وتعاطفاً وقلقاً كبيرين في العالم أجمع، وتتم مراقبة عملية الإنقاذ عن كثب من قبل الإعلام الدولي، فيما رفع مئات الآلاف من سكان العالم أيديهم بالدعاء أن ينقذ الله طفل الخمسة أعوام. 

وتابعت صحيفة "نيويورك تايمز" الحادث؛ حيث سارعت بالانضمام إلى حملة عالمية واسعة النطاق على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على الهاشتاغ #save_Rayan الذي تصدر تويتر مؤخراً.

"لست متأكدة متى آخر مرة صليت فيها لغريب، لكني للتو فعلت وعلمني ذلك درسا أنني إنسان قبل أي شيء آخر. لا أستطيع أن أرى مثل هذا الهاشتاغ -#save_Rayan- وأتجاهله أيا كان دينه. اللهم أنقذ ريان"، هكذا علقت الإثيوبية ميتشيل ماليكيتو مالانجا على أزمة الطفل ريان.

كما تصدر الهاشتاغ #أنقذوا_ريان تغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تويتر والفيسبوك في العالم العربي، حيث غرد أكثر من 216 ألف مصري على الهاشتاغ نفسه.

 

قضية ريان تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما هزت قلوب العالم أجمع.. وأصلحت ما أفسدته السياسة بين الجزائر والمغرب

 

ويبدو أنّ ما أفسدته السياسة، أصحلته قضية إنقاذ الطفل ريان، حيث تصدر الهاشتاغ نفسه موقع التواصل الاجتماعي تويتر في الجزائر.

وكتب رياض محرز، نجم المنتخب الجزائري لاعب مانشستر سيتيي: "ابقَ قوياً، ريان"؛ فيما كتب أندي ديلور، المهاجم الدولي الجزائري السابق: "الشجاعة والقوة لرجال الإنقاذ الذين يتدافعون ليلاً ونهاراً لإنقاذ ريان".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أنّ حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر إرتوازي على عمق 32 متراً، هزّت "قلوب ومشاعر كل الجزائريين".

ونقلت كبريات الصحف الدولية والقنوات، القصة، وكتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية: "يتفاعل آلاف المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن تعاطفهم مع الصبي وعائلته. وظل هاشتاغ "أنقذوا ريان" رائجاً لساعات في المغرب، وجذبت منشورات تويتر الانتباه العالمي إلى جهود الإنقاذ".

وكتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية: "الحل الوحيد: الحفر حول البئر لإنقاذ الطفل الذي أثار بقاءه تعاطفاً وتضامناً هائلين على الشبكات الاجتماعية، حتى الجزائر المجاورة والمنافسة. تتابع البث المباشر للعديد من وسائل الإعلام المغربية دقيقة بدقيقة مئات الآلاف من مستخدمي الإنترنيت، معلقين على مصير الطفل".

مستجدات الحفر

واصل عمال الإنقاذ في المغرب، صباح السبت، عملية إنقاذ الطفل ريان، حيث أفادت وسائل إعلام مغربية أنّ عمال الإنقاذ مستمرون في عملية الحفر الأفقي صوب الموقع الذي علق به ريان.

وقال مسؤول في فرقة الإنقاذ، أمام وسائل الإعلام، إنّ عملية الحفر الأفقي تجري بحذر شديد، تفادياً لوقوع أي انهيارات، لا سيما أنّ التربة هشة للغاية، موضحاً أنّ إزالة صخرة عالقة من مكان الحفر استدعت نحو ثلاث ساعات. وهذه هي الصخرة الثانية التي تعيق عمليات الإنقاذ منذ بدأت الأربعاء الماضي.

واستعانت السلطات المحلية بكاميرات للاطمئنان على ريان ومتابعة حالته عن قرب، وفقاً لما نقله موقع "هيسبريس" المغربي عن عبد الهادي الثمراني، عضو لجنة تتبع إنقاذ ريان. وقال الثمراني إنّ "فرق الإنقاذ الخاصة بالطفل ريان استطاعت حفر 4 أمتار يدوياً، إلى حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت، وباقي 180 سنتيمتراً للوصول إلى الهدف".

ونقل موقع "الجريدة" المغربي عن مصدر بلجنة إنقاذ ريان قوله إنّ "فرق الإنقاذ يفصلها 180 سنتيمترا فقط للوصول إلى الطفل ريان".

ووفقاً لعناصر الإنقاذ بموقع البئر، تسير أشغال الحفر اليدوي في الاتجاه الصحيح، ويعمل خبراء طوبوغرافيون، بمعية تقنيين جدد ملتحقين بالطاقم، على الإرشاد إلى مكان تواجد الطفل ريان بدقة كبيرة.

وبدأت محاولات إنقاذ الطفل ريان، في بداية الأزمة، من خلال نزول أشخاص يمارسون ما يعرف بالاستغوار، لكن القطر الضيق للبئر حال دون وصولهم إلى الطفل العالق.

وسقط الطفل ريان إلى عمق يزيد عن 30 متراً، في حين لم يستطع المتطوعون أن ينزلوا أكثر من 20 مترا، وبسبب هذا التعثر، تركزت جهود الإنقاذ على خطة بديلة.

وبموجب الخطة المعتمدة، أقامت فرق الإنقاذ حفرة كبيرة موازية لمكان سقوط الطفل ريان، وعند بلوغ العمق الذي يوجد به، تم الشروع في حفر أفقي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية