القرصنة الحوثية تستمر.. وإيران تحوّل مطار صنعاء لخدمة ميليشياتها

القرصنة الحوثية تستمر.. وإيران تحوّل مطار صنعاء لخدمة ميليشياتها


05/01/2022

يواصل الحوثيون ممارساتهم العدوانية في اليمن، بتنفيذ العديد من الانتهاكات بحقّ المدنيين، من خلال سياسة التصعيد العسكري، بهدف الضغط على المجتمع الدولي، خاصة في ظلّ محاولاتهم الفاشلة لدخول مأرب، الغنية بالنفط، إضافة إلى الضربات، السياسية والميدانية، المتلاحقة التي تتعرض لها ميليشياتهم المدعومة من إيران، من بينها الوفاة الغامضة للسفير الإيراني باليمن، حسن إيرلو، والتي كشفت عن صراعات متفاوتة بين القيادات الحوثية، من ناحية، وخلافاتهم مع طهران، من ناحية أخرى.

حلقة جديدة من جرائم الحوثي

وبحسب الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي؛ فإنّ القوات اليمنية "ستنتصر لا محالة" في مواجهتا أمام الميليشيات الحوثية، مضيفاً أنّ "معركتنا ستنتصر لا محالة على هذه العصابة المتمردة التي تحاول مراراً التهرب من تنفيذ بنود الاتفاقيات والجنوح للسلام، ووقف نزيف الدم اليمني".

اقرأ أيضاً: أهداف جديدة للتحالف في صنعاء... وآخر تطورات المعارك في شبوة

ولفت الرئيس اليمني إلى أنّ جماعة الحوثي "التي تحشد كلّ وسائل الموت والقتل والدمار ضدّ الأبرياء والنازحين بمأرب، سيكون مصيرها، على الدوام، الهزيمة والفشل"، وأكد، في اتصال مع محافظ مأرب، على "ضرورة توحيد كافة الجهود وحشد الطاقات ورصّ الصفوف في مواجهة عصابات التمرد والانقلاب الحوثي".

الرئيس اليمني عبد ربّه منصور

وبالتزامن مع تجدّد الاشتباكات بين الحوثيين والجيش الوطني في مأرب، مؤخراً، والتي تسبّبت في مقتل ثمانية من الحوثيين، بحسب قوات التحالف، طالبت الأمم المتحدة بضرورة فتح مطار صنعاء، لجهة استقبال المساعدات الإنسانية، وكذا الرحلات الخاصة بالعمليات الإغاثية، وذلك بعد أن ألغت الميليشيات الحوثية تصاريح الرحلات الأممية، بغية الضغط من أجل فتح الطيران لحركة الملاحة، كما شددت الأمم المتحدة على أهمية "دخول معدات ضرورية لمطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين على وجه السرعة".

وقالت: "المعدات ضرورية لضمان الاستخدام الآمن للرحلات الإنسانية في المطار، واستمرار عمليات الإغاثة في اليمن".

إدانة أممية

وأوضحت الأمم المتحدة في بيان لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، أنّه "بعد إغلاق سلطات الأمر الواقع، في 19 كانون الثاني (ديسمبر) العام الماضي، مطار صنعاء الدولي، والغارات الجوية في الليلة التالية، زار فريق الأمم المتحدة المطار في 21 من الشهر ذاته، وقرر أنّه ما يزال صالحاً للاستخدام في حالات الطوارئ".

من بين سياسات الحوثي المنفلتة والتي تهدف إلى الضغط على المجتمع الدولي، احتجازهم لسفينة تحمل علم دولة الإمارات، خلال مرورها يوم الأحد قبالة محافظة الحديدة

وتابعت: "إغلاق المطار أمام الرحلات الجوية الإنسانية يقوّض بشدة عمليات الإغاثة، ونشعر بقلق عميق إزاء المزيد من الاضطرابات".

وفي حديثه لـ "حفريات"؛ يوضح المحلل السياسي اليمني، عبد العزيز العامر، أنّ الحوثي تورط في إغلاق مطار صنعاء الدولي، بهدف الضغط على الأمم المتحدة من أجل إدخال منظومة إتصالات حديثة، قال الحوثيون إنّها تتبع وزارة الإتصالات، وتهدف لتشغيل الجيل الرابع "4G" في اليمن، لكنّ الحقيقة أنّ هذه المنظومة تستخدم في الأعمال العسكرية، وكان سيتمّ إدخالها عبر رحلات الأمم المتحدة إلى مطار صنعاء الدولي.

منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي

ويردف العامر: "ضغط الحوثيون على الأمم المتحدة، وأغلقوا مطار صنعاء الدولي، كما امتنعوا عن إعادة فتح المطار، أو منح التصاريح للرحلات الأممية، إلا في حال تمت الموافقة على إدخال معدات الإتصالات. وفي تقديري أنّ هذا الأمر لن يحدث؛ إذ سبق أن هرّبت الميليشيات الحوثية عناصرها من خلال هذه الحيلة، مثلما حدث مع السفير الإيراني (حسن إيرلو)، والأخير تمّ تهريبه على متن رحلة للأمم المتحدة إلى مطار صنعاء الدولي".

اقرأ أيضاً: هل وصل الحاكم العسكري الإيراني الجديد إلى صنعاء؟

ووفق المحلل السياسي اليمني؛ فإنّ ميليشيا الحوثي "الإرهابية" حوّلت المطار إلى "ورش لتصنيع الطائرات المسيرة، ومنصات لإطلاق الصواريخ البالستية باتجاه السعودية، وكذا المدن اليمنية، لا سيما مأرب، الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يسعى الحوثيون الدخول إليها بأيّ ثمن، لكنّ الفشل والهزيمة تلاحقهم".

مطار صنعاء كورقة ضغط

وفي أعقاب إعلان ميليشيا الحوثي إغلاق المطار، استهدف طيران التحالف العربي عدة ورش لتصنيع الطائرات المسيرة، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليسيتية، بحسب المصدر ذاته، بالإضافة إلى غرف تحكم للأسلحة، يستخدمها خبراء أمنيون ومدربون من قبل حزب الله اللبناني، وهذا الاستهداف "شكّل ضربة قوية للميليشيات المدعومة من إيران".

اقرأ أيضاً: ميليشيات الحوثي تتكبد الخسائر في مأرب وصنعاء

ويختتم: "مطار صنعاء الدولي أضحى بمثابة مطار خاص للميليشيات الإيرانية، وليس لليمنيين أيّة علاقة به؛ حيث إنّه يستقبل رحلات خاصة للقيادات الحوثية، كما يُنقل من خلاله الجرحى في صفوف الميليشيات، كما تستخدم الأخيرة قاعدة الديلمي الجوية المتاخمة للمطار باعتبارها ساحة لتجربة الطائرات المسيرة، وقد أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، مطلع الأسبوع تدمير أربعة مخازن للطائرات المسيرة ومنصات إطلاق الصواريخ، في معسكر لواء النقل العسكري في العاصمة صنعاء".

المحلل السياسي اليمني، عبد العزيز العامر: ضغط الحوثيون على الأمم المتحدة، وأغلقوا مطار صنعاء الدولي

ومن بين سياسات الحوثي المنفلتة، والتي تهدف إلى الضغط على المجتمع الدولي، احتجازهم لسفينة تحمل علم دولة الإمارات، خلال مرورها قبالة محافظة الحديدة، الأحد الماضي؛ إذ كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، بينما تحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة.

الباحث اليمني أبو سياف الحميدي، لـ "حفريات": الميليشيات الحوثية حوّلت مطار صنعاء إلى مخازن لسلاحها المهرَّب عبر البحر، فضلاً عن إنشاء معامل وورش لتصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ

وبحسب الناطق الرسمي بلسان قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، فإنّ حمولة السفينة من المستشفى الميداني شملت: "عربات الإسعافات، ومعدات طبية، وأجهزة اتصالات، وخياماً، ومطبخاً ميدانياً، ومغسلة ميدانية، وملحقات مساندة فنية وأمنية".

 وتابع المالكي: "عملية القرصنة من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية، تمثل تهديداً حقيقياً لخطر الميليشيا الحوثية الإرهابية على حرية الملاحة البحرية، والتجارة العالمية، بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر".

اقرأ أيضاً: المبعوث الأمريكي إلى اليمن يتحدث عن جرائم الحوثيين بصنعاء

كما شدّد على أنّ "الميليشيا الحوثية الإرهابية تتحمّل المسؤولية الكاملة نتيجة فعلها الإجرامي بقرصنة السفينة، وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، ودليل سان ريمو بشأن القانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار، واتفاقيات الأمم المتحدة للبحار".

وأنهى بيانه قائلاً: "على الميليشيا الحوثية إخلاء سبيل السفينة، بصفة فورية، وإلا ستُتخذ قوات التحالف كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك، بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء".

يؤكّد الباحث اليمني، أبو سياف الحميدي، أنّ الميليشيات الحوثية حوّلت مطار صنعاء إلى مخازن لسلاحها المهرب عبر البحر، فضلاً عن إنشاء معامل وورش لتصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ، التي كانت تصل إليهم على هيئة قطع أولية من إيران، فيتم تركيبها باستخدام تلك المعامل والورش على أيدي خبراء إيرانيين، بينما كانت رحلات الإغاثة بمثابة عامل مساعد آخر لإبعاد النظر عن وجود مثل تلك الخروقات والانتهاكات.

اقرأ أيضاً: إيران ترد على التحالف العربي حول استهداف معسكر للحرس الثوري بصنعاء

ويشير الحميدي، في حديثه لـ "حفريات"، إلى أنّ الميليشيات الحوثية ما تزال ترفض الحلول السياسية، وكذا الانخراط في محادثات السلام، ويردف: "تمّ اختراق الهرم القيادي للميليشيات الحوثية من قبل المخابرات المركزية للتحالف العربي، كما تمّ استهداف أماكن تواجد المعامل والورش ومخازن السلاح والطائرات المسيَّرة، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قاصمة للميليشيات الحوثية".

اقرأ أيضاً: الإرياني يهاجم النظام الإيراني... والتحالف يعلن عن استهدافات جديدة في صنعاء

ويلفت الباحث اليمني إلى أنّ فشل الحوثي في الوصول لمأرب، وكذا المتغيرات السياسية الأخيرة في محافظة شبوة، جعلتهم يستخدمون المطار كورقة ضغط؛ حيث إنّ تغيير المحافظ الإخواني الذي ساعد الحوثي في احتلال مديريات بيجان الثلاث (بيجان وعسيلان وعين)، مثّل هزيمة أخرى مدوية وفادحة لهم.

ويختتم: "كانت سيطرة الإخوان على تلك المديريات الثلاث، بمثابة عامل مساعد لدخول الحوثي لمركز مدينة مأرب، والسيطرة عليها كلياً وبكل سهولة، خاصة أنّ المواقع الإستراتيجية لتلك المديريات التابعة لشبوة، تتيح المجال لاستكمال سيطرة الميليشيات على المحافظة الغنية بالنفط".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية