المغرب يدفع ثمن سياسات الإخوان الاقتصادية... ما علاقة المحروقات؟

لم يمر عام واحد على خروج حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المغرب، من السباق الانتخابي وتشكيلة الحكومة في أيلول (سبتمبر) الماضي، حتى طفا نتاج سياساتهم الاقتصادية السابقة على السطح، ومن بينها تحرير أسعار بعض السلع بعد رفع الدعم عنها، وفي مقدمتها المحروقات، التي شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً عالمياً غير مسبوق بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي تتم اليوم شهرها الثاني، دون وضع آلية لمراقبة الأسواق وردع جشع التجار.

الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات أعاد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإخواني إلى دائرة الضوء

الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات أعاد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإخواني إلى دائرة الضوء، حيث نقل موقع "هسبريس" المغربي عن  بوعزة الخراطي، الكاتب العام للجامعة المغربية لحماية المستهلك قوله: إنّ الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار المحروقات خلال الآونة الأخيرة يعود إلى تحريرها من طرف بنكيران، "دون وضع آلية لضبطها في حال ارتفاعها إلى مستوى غير عادي".

 وكان رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش قد رفض، خلال جلسة في مجلس النواب الإثنين الماضي، إعادة دعم الدولة للمحروقات.

وردّاً على ذلك، أدلى بنكيران الذي مُني حزبه بهزيمة كبرى في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي بتصريحات تدينه ولا تنفي عنه المسؤولية عمّا آلت إليه سوق المحروقات المغربية، فقد قال إنّ دعم المحروقات كان يتم عبر صندوق المقاصة "خارج نطاق المراقبة والتدقيق"، رغم امتلاك حكومة الإخوان بزعامة بنكيران كل آليات المراقبة، ممّا أثار العديد من التساؤلات عن السبب وراء عدم مراقبة بنكيران لصندوق المقاصة حينها، والكشف عن أي شبهة تزوير محتملة، والتدقيق في عمل شركات المحروقات، بما في ذلك الشركات التي يملكها رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش.

الخراطي: الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار المحروقات يعود إلى تحريرها من طرف بنكيران "دون وضع آلية لضبطها"

وفي مقال له على "هسبريس"، هاجم الكاتب الصحفي سعيد الغماز سياسات بنكيران، "الذي يردد في كل مناسبة أنّه صاحب مشروع التحرير هذا"، على حدّ وصفه.

وتابع الغماز: "يمكننا أن نجزم بأنّ الطريقة التي كان يتم بها تعويض شركات المحروقات من صندوق المقاصة لا تمتّ بصلة لا إلى الحكامة ولا إلى التدبير الجيد"، مشدداً على أنّه كان من الأولى لحكومة بنكيران أن " تتحلى بالجرأة اللازمة وتتخذ قرارات غير مسبوقة تمسّ صندوقاً يؤثر بشكل مباشر على جيوب المواطنين".

وفي مواجهة الغضب الشعبي على سياسات العدالة والتنمية، حاول بنكيران التنصل من المسؤولية وإلصاقها بغريمه أخنوش، إلا أنّ قرار تحرير أسعار المحروقات دون اتخاذ إجراءات تحمي المواطن من التغيرات المتوقعة سيبقى نقطة سوداء في مسيرة الحزب الإخواني ورئيسه بنكيران، وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية.