النظام الإيراني ينشر الفوضى في الغرب

النظام الإيراني ينشر الفوضى في الغرب

النظام الإيراني ينشر الفوضى في الغرب


14/02/2023

يسلط الكاتب الإيراني بورزو دراغاهي الضوء في مقال جديد على ما يفعله النظام الإيراني بالمعارضة خارج حدود البلاد، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يقمع فيه المتظاهرين في المدن الداخلية، يعمل كذلك على تهديد واستهداف المعارضة في جميع أنحاء العالم.

ويضيف الكاتب في مقال بصحيفة "إندبندنت"  أنه تحدث إلى الطبيبة والناشطة ميديس التي تعيش في أوروبا عن تلك التهديدات التي تتلقاها يومياً، قائلاً: "لا تزال ميديس غير متأكدة من السبب وراء استهدافها من قبل عناصر النظام الإيراني بمثل هذا العنف، حيث تتلقى عشرات الرسائل الإلكترونية يومياً تهددها بالقتل والاغتصاب، بينما غُمر هاتفها بمكالمات تهديد بما في ذلك مكالمات الفيديو من رجال يحملون السكاكين".

ونقل الكاتب عن ميديس قولها: "قالوا لأمي سنفعل شيئاً وحشياً لابنتك لدرجة أنك لن تتعرفي حتى على جثتها"، طالبة عدم نشر اسمها الأخير خوفاً على أمنها وأمن عائلتها. والأسوأ من ذلك، أن سلطات حكومة الاتحاد الأوروبي قللت من شأن مخاوفها، ولم تقدم لها أي حماية إضافية.

عمليات قمع

وفي حين أن الاحتجاجات التي اندلعت بسبب وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) الماضي في إيران قد تلاشت في الغالب في مواجهة حملة قمع عنيفة، إلا أن النظام لا يزال يقظاً بشكل مكثّف، إذ يبدو أن الجمهورية الإسلامية عازمة ليس فقط على قمع الإيرانيين في الداخل، ولكن ملاحقة المعارضين في الخارج وإسكات أصواتهم باستخدام وسائل مختلفة، حيث لا حكومات ولا شبكات الشتات في الخارج قادرة على التعامل معها، مما يترك الضحايا في الغالب يدافعون عن أنفسهم، بحسب المقال.
وتتراوح تكتيكات النظام التهديدية من رسائل البريد الإلكتروني المجهولة التي تهدد الأصوات البارزة في الشتات، إلى مخططات الاغتيال الخارجية. وزعمت سلطات الولايات المتحدة الشهر الماضي أن النظام تعاقد مع رجال عدة يزعم أنهم على صلة بشبكة إجرامية في أوروبا الشرقية لقتل منشقة بارزة وناشطة إيرانية تتخذ من نيويورك مقراً لها.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي في بيان صحفي: "السلوك المتهم يظهر مدى استعداد الجهات الفاعلة الإيرانية للذهاب لإسكات النقاد والمعارضين، حتى أنها تحاول اغتيال مواطن أمريكي على الأراضي الأمريكية".

ولم ترد السفارة الإيرانية في أوروبا ووزارة الخارجية في طهران على استفسارات عبر البريد الإلكتروني حول عملياتهما في الخارج، إذ إنه لطالما نفى المسؤولون الإيرانيون بشدة أنهم يستخدمون البؤر الدبلوماسية للقيام بعمليات في الخارج.

استغلال البعثات الدبلوماسية

وغالبا ما يسلط المدافعون عن نظام طهران الضوء على التاريخ الأمريكي والإسرائيلي الطويل لعمليات الترحيل السري أو الاغتيالات للأفراد في الخارج، بينما تحاول دول أخرى اختطاف أو قتل منتقدين في الخارج، وتستخدم أحياناً البعثات الدبلوماسية لتنظيم مثل هذه العمليات.
لكن، يضيف الكاتب: "قد يكون لدى نظام طهران سبب وجيه للخوف من أي حركة اندماجية في الخارج. منذ البداية، سعى نظام طهران بقوة إلى تصدير قيمه إلى الخارج واستهداف الأعداء خارج البلاد، حيث كان وراء العديد من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في الخارج، وفقاً لمسؤولي المخابرات الغربية.

وقال علي فتح الله نجاد، الخبير الإيراني في معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية بالجامعة الأمريكية في بيروت: "منذ نشأتها، كانت الجمهورية الإسلامية دولة أيديولوجية بشكل كبير مع طموح لتعزيز مصالحها الأيديولوجية وكذلك البقاء حتى خارج حدودها.. إن استهداف المنشقين في المنفى يشير أيضاً إلى خوف النظام من معارضة خارجية يمكن أن تؤثر على الوضع الداخلي في إيران".

شبكة خارجية

كما تشير عمليات إيران ضد المعارضين في الخارج إلى وجود شبكة قوية من المخبرين والموالين والعناصر السرية التي من المحتمل أن تكون مرتبطة ببؤر دبلوماسية وثقافية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المراكز الإسلامية المدعومة من طهران في لندن ومانشستر ونيوكاسل وبرمنغهام وغلاسكو.

في حالات عدة، يضيف دراغاهي "يبدو أن عناصر النظام إما تابعوا تحركات النشطاء، أو تمكنوا من الوصول إلى البيانات الإلكترونية التي سمحت لهم بتحديد مواقع المنشقين. ولم تفعل السلطات الكثير لقمع الشبكات، على الرغم من موجة الاغتيالات التي طالت المنشقين في الخارج".

تقول ميديس:" إنهم يراقبوننا.. لديهم أشخاص، بعضهم يعمل في السفارة يلتقطون صوراً لنا ويرسلون جواسيس. نحن نعرف من هم".

كان الصحفي الإيراني نجاة بهرامي يشك في قصص عن استهداف نشطاء من قبل النظام في تركيا، حيث عاش منذ 18 شهراً. يقول: "اعتقدت أن الناس يروون قصصاً لتعزيز طلبات اللجوء الخاصة بهم"، إلى أن بدأ في تلقي رسائل تهديد على قنوات التواصل الاجتماعي تتعهد بقتله أو "دفنه في قبر" أو اختطافه وإعادته إلى إيران، وغيره الكثيرين في أنقرة يتعرضون للتهديد من طهران.

ضغوط داخلية

كما يبدو أن النظام الإيراني يمارس ضغوطاً على أفراد عائلات النشطاء الذين ما زالوا داخل إيران، تقول ميديس إن أفراد عائلتها المباشرين في الوطن قد تم فصلهم جميعا من وظائفهم كعقاب على نشاطها في الخارج.

كما يزعم أن النشطاء الإيرانيين في كندا والمملكة المتحدة قد استهدفوا، بما في ذلك المظاهرات التي يظهر فيها النشطاء المؤيدون للنظام أو موظفو السفارة ويبدأون في مضايقة المشاركين أو تصويرهم. وسجلت بعض المواجهات، بما في ذلك حوادث في لندن وميلانو، على شريط فيديو وانتشرت على قنوات التواصل الاجتماعي الإيرانية.

ويشتبه النشطاء في أن موظفي السفارة وغيرهم من مساعدي النظام، بمن فيهم الطلاب المستفيدون من المنح الدراسية السخية التي تمولها الحكومة للدراسة في الخارج، يجمعون معلومات عن النشطاء ويعيدونهم إلى إيران، حيث ينتهي بهم الأمر في أيدي الحرس الثوري أو وزارة الاستخبارات والأمن، وهما أداتان رئيسيتان للنظام لقمع المعارضة داخلياً وخارجياً.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية