بدءاً بـ "الحرافيش".. مؤسسة هنداوي تتيح أعمال نجيب محفوظ مجاناً على الإنترنت

بهدف إتاحتها للقارئ بشكلٍ مجاني ودائم على الإنترنت، أعلنت مؤسسة هنداوي عن بدء مشروعها لنشر أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ إلكترونياً عبر الموقع والتطبيق الخاص بالمؤسسة، وذلك عقب حصولها على حقوق إعادة النشر من عائلة الأديب المصري الراحل.

واستهلت هنداوي، مشروعها بطرح رواية "ملحمة الحرافيش"، بـ 3 صيغ مختلفة PDF، ePub،KFX، ومن المقرر أن تتوالى باقي الأعمال لتتاح للقارئ بشكل مجاني ودائم، في خطوة ستبعث الحياة مجدداً في أعمال صاحب "زقاق المدق".

وتُعد ملحمة "الحرافيش"، التي نشرت في عام 1977، من أشهر روايات محفوظ، وتتناول فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب، وذلك من خلال روايتها لـ 10 قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان بدقة.

ورغم أنّ الرواية تطبعت أكثر بالطابع الاجتماعي إلا أنّ منحى الوجودية الذي انتحاه نجيب محفوظ في الكثير من رواياته لم يغب عنها، وكذلك الدين الذي يظهر كالروح التي لا يستطيع الإنسان إخراجها من بدنه رغم تمرده عليها أحياناً.

وأصبحت الرواية فيما بعد مادة رائعة للسينما والتليفزيون المصري، فأُخذت عنها عدة أفلام منها "الحرافيش" و"المطارد" و"شهد الملكة" و"الجوع" و"التوت والنبوت"، بالإضافة إلى مسلسل "الحرافيش" في أجزائه الثلاثة.

وبدأ محفوظ بكتابة القصة القصيرة عام 1936، ومثلت روايته الأولى "عبث الأقدار" المنشورة عام 1939، بداية مشروعه الأدبي، ثم أتبعها بروايات: /"كفاح طيبة" و"رادوبيس".

ثم انتقل تركيزه إلى الأدب الواقعي عام 1945، فكتب روايات: "القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي" و"زقاق المدق"، ثم تطور مشروعه نحو الروايات الرمزية مثل: "الشحاذ"، و"الباقي من الزمن ساعة"، و"أولاد حارتنا"، التي كانت سبباً في جِدال طويل أدى إلى محاولة اغتياله بسبب تأويلات دينية للرواية لم تُعجِب المحافظين، حتى أنّ الرواية قد مُنعت من النشر لفترة طويلة.

ونال نجيب محفوظ العديد من الجوائز والتكريمات، أهمها حصوله على جائزة "نوبل" العالمية في الأدب عام 1988، وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وهي مقررة للتدريس في مختلف جامعات العالم.

قالت المؤسسة في بيانها، أنها تأمل أن تعكس إصداراتها دائماً، تطلعات القارئ العربي من أجل إثراء العقل، وقدح الذهن، وإشعال الفكر، بأفضل محتوى عربي وعالمي

توفي نجيب محفوظ عام 2006، بعد معاناته من مشاكل صحية، تاركاً بصمة لا تُمحى في الأدب العربي والعالمي.

يذكر أنّ مؤسسة هنداوي، قد حصلت نهاية العام الماضي على حقوق إتاحة أعمال محفوظ، من الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة وكل ما أُنتج، في صورة إلكترونية وبشكل غير حصري من الورثة مقابل 6 ملايين جنيه مصري، وفق ما أورده موقع "البلد نيوز" المصري.

وقالت المؤسسة، في بيانها، إنّ هذا التعاقد يأتي انطلاقاً من رؤية مؤسسة هنداوي، ورسالتها التنويرية في تحقيق الريادة في إثراء المعرفة، وإتاحتها للناطقين باللغة العربية، في كل أنحاء العالم، واستكمالاً لنشر أعمال العديد من كبار المفكرين والأدباء، أمثال: طه حسين، يوسف إدريس، زكي نجيب محمود، فؤاد زكريا، حسن حنفي، عبد الغفار مكاوي، وغيرهم.

وأضافت، أنها تأمل أن تعكس إصداراتُها دائماً، تطلعاتِ القارئ العربي من أجل إثراء العقل، وقدح الذهن، وإشعال الفكر، بأفضل محتوى عربي وعالمي، تأتيكم به عبر منصاتها الإلكترونية.

بدأت المؤسسة نشاطها بالاهتمام بالترجمة بوصفها جسراً من جسور التواصل مع الآخر، ومَعبراً لانتقال العلوم والمعارف كافةً.

وتعمل المؤسسة أيضاً على تكوين أكبر مكتبة عربية تضم أهم كتب التراث العربي الحديث بعد إعادة إنتاجها؛ حفاظاً عليها من الاندثار.

تُعد ملحمة الحرافيش، التي نشرت في عام 1977، من أشهر روايات محفوظ، وتتناول فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب

فمع سرعة التطور العالمي الذي تشهده الوسائل التكنولوجية، بدا واضحاً حتمية فتح آفاق جديدة لنشر المعرفة والثقافة بكافة الصور الحديثة؛ حيث تقوم المؤسسة إلى جانب الطباعة الورقية بنشر المؤلفات القيِّمة مما كُتب بالعربية أو ترجم إليها في مختلِف المجالات: العلمية، والأدبية، والفنية، وغيرها في صور إلكترونية، لتتيحها مجاناً عبر موقعها للقارئ العربي.

 ووفقاً لرؤية المؤسسة فهي تسعى لتحقيق الريادة على مستوى العالم في إثراء المعرفة وإتاحتها للناطقين باللغة العربية لتنويرهم في كل مكان.

مواضيع ذات صلة:

- السمان والخريف: نجيب محفوظ ورحلة البحث عن الذات

- نجيب محفوظ.. 10 معلومات لا يعرفها كثيرون عن صاحب نوبل

- نجيب محفوظ يعود لـ"أولاد حارته"