برغم التحريض الإخواني... الحكومة المغربية تتجاوز أزمة التعليم

رغم أنّ محاولات حزب العدالة والتنمية لتصعيد أزمة التعليم والمزايدة السياسية واستغلال إضراب الآلاف من الأساتذة من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضد حكومة عزيز أخنوش لم تهدأ، توصلت الحكومة إلى اتفاق مع النقابات على تجميد النظام الأساسي.

وتم الاتفاق بين الحكومة والنقابات التعليمية الـ (4) خلال الاجتماع المنعقد الإثنين على (4) نقط أساسية؛ أولاها تجميد النظام الأساسي الحالي، وإعادة النظر في مقتضياته وفق المقترحات التي قدمها التنسيق النقابي الرباعي في مذكرة سابقة، بحسب موقع (هسبرس) المغربي.

محاولات حزب العدالة والتنمية لتصعيد أزمة التعليم والمزايدة السياسية واستغلال إضراب الآلاف من الأساتذة لم تهدأ.

وأفاد عبد الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، بأنّ الطرفين اتفقا أيضاً على إعادة النظر في التعويضات وتحسين الدخل لفائدة جميع الفئات العاملة في قطاع التربية الوطنية.

واتفقت النقابات التعليمية الـ (4) مع الحكومة كذلك على إيقاف الاقتطاع من أجور نساء ورجال التعليم المضربين عن العمل، خلال الشهر المقبل، حسب إفادة الرغيوي.

تم الاتفاق بين الحكومة والنقابات التعليمية الـ (4) خلال الاجتماع على (4) نقط أساسية.

وتتعلق النقطة الرابعة المتفق عليها بين الطرفين بتشكيل لجنة تضم كلّاً من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والوزير المنتدب المكلف بالميزانية ووزير التشغيل والإدماج الاقتصادي، ستشتغل بوتيرة عقد اجتماعين في كل أسبوع على أساس الانتهاء من كل الملفات في 15 كانون الثاني (يناير) المقبل.

وقد عمل حزب العدالة والتنمية خلال الفترة الماضية على تأجيج الاحتقان الشعبي للعودة إلى المشهد السياسي، مستغلاً التصعيد المتواصل في قطاع التربية الذي أدخل المدرسة العمومية في نوع من "الشلل"، عقب سلسلة من الإضرابات المتواصلة التي يخوضها العاملون في القطاع التعليمي.

ومع غضب الطلاب وأوليائهم القلقين على مصير العام الدراسي المهدد، حاول الحزب اللعب على الوتر الاجتماعي لاستقطاب الدعم، بعد أن بلغت شعبيته مستويات متدنية، وبدأ بإظهار دعمه للأساتذة لتأجيج الأزمة في معركة لي الأذرع مع وزير التربية شكيب بنموسى، وظهر ذلك جليّاً من خلال لغة الخطاب التصعيدية التي استعملها الحزب بهذا الشأن، بدلاً من التهدئة لاحتواء الأزمة وتقريب وجهات النظر لفائدة المصلحة العامة.

عمل حزب العدالة والتنمية على تأجيج الاحتقان الشعبي للعودة إلى المشهد السياسي مستغلاً التصعيد المتواصل في قطاع التربية.

وقد شنّ عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية هجوماً على أخنوش، عبر التعبير عن أسفه للوضع الذي تعيشه منظومة التربية والتكوين، قائلاً: إنّ "الحكومة مع الأسف الشديد تعمل خارج المشروعية".

وتقول وسائل إعلام مغربية: إنّ الحزب الإسلامي اليوم يقوم بدور المعارض، ليس فقط للحكومة بل لمصالح المغاربة، من خلال دوره المعطل للحلول والتفاهمات. فقد حاول إجهاض جهود الحكومة لإيجاد مخرج لأزمة التعليم، بالتحريض ومطالبتها بالاستقالة، قبيل اجتماع بين رئاسة الحكومة ونقابات التعليم الإثنين.

يُذكر أنّ حكومة عزيز أخنوش ورثت تركة ثقيلة من المشاكل من مخلفات عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية، وبدأت بحلحلة الأزمة خلال الاجتماع الذي عقدته الإثنين مع نقابات التعليم.