بعد اتهامها بتفجير مسرح مدينة "ماريوبول" الأوكرانية... ماذا تعرف عن كتيبة آزوف؟

بعد اتهامها بتفجير مسرح مدينة "ماريوبول" الأوكرانية... ماذا تعرف عن كتيبة آزوف؟


17/03/2022

وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن غارة على مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول، اتهمت روسيا ما يطلق عليهم عناصر "كتيبة آزوف" بالوقوف وراء تفجير المبنى.

ونقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية عن بيان وزارة الدفاع الروسية قوله أمس الأربعاء: إنّ كتيبة "آزوف" نفّذت "استفزازاً دموياً جديداً، وفجّرت مبنى المسرح الذي فخّخته في وقت سابق"، مؤكدة أنّ "مبنى المسرح في ماريوبول لم يُنظر إليه أبداً بمثابة هدف، نظراً لوجود خطر محتمل على حياة المدنيين".

بيان وزارة الدفاع الروسية أفاد أنّ كتيبة "آزوف" نفّذت استفزازاً دموياً جديداً، وفجّرت مبنى المسرح الذي فخخته

 ويرتبط اسم كتيبة آزوف بمصطلح "النازيين الجدد" أو اليمين الأوكراني المتطرف الذي كان أحد الأسباب الرئيسية التي استخدمتها روسيا لتبرير العملية العسكرية في 24 شباط (فبراير).

 وقبيل الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير) الماضي، برّرت روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا بأنّها محاولة لحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا ممّا أطلقت عليه "إبادة جماعية" من قبل "النازيين الجدد"، في إشارة إلى "كتيبة آزوف"، وأظهرت مقاطع فيديو مقاتلي "كتيبة آزوف" يغمسون الرصاص الحي في دهن الخنزير قبل استخدامه في قتل مسلمي الشيشان خلال المعارك الدائرة.

ما هي كتيبة آزوف؟

ينتمي بعض المقاتلين المنتشرين في ماريوبول إلى كتيبة آزوف، وهي ميليشيا قومية متطرفة لها صلات بالمتطرفين في جميع أنحاء أوروبا، وفقاً لموقع "دويتشه فيله"، الذي وصف الكتيبة بأنّها "سيئة السمعة".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت الكتيبة المعروفة أيضاً باسم "فوج آزوف" فيديو على قناتها على تليغرام، لتدمير (3) مدرعات روسية و(4) عربات، وقالت إنّها قتلت العديد من المشاة، ونشرت صورة لرجل ميت يرتدي زياً عسكرياً روسياً، زعمت أنّه جنرال روسي.

ينتمي بعض المقاتلين المنتشرين في ماريوبول إلى كتيبة آزوف، وهي ميليشيا متطرفة لها صلات بالمتطرفين في جميع أنحاء أوروبا

ماريوبول هي أيضاً المكان الذي أقامت فيه كتيبة آزوف، وهي جزء من الحرس الوطني الأوكراني، وبالتالي تابعة لوزارة الداخلية. ويقول موقع "دويتشه فيله": إنّ "مقاتليها مدرّبون تدريباً جيداً، لكنّ الوحدة تتكوّن من قوميين ومتطرفين يمينيين متطرفين"، مشيرة إلى أنّ "وجودها في حدّ ذاته هو إحدى الذرائع التي استخدمتها روسيا في حربها ضدّ أوكرانيا."

بدايات الكتيبة النازية

في البداية، كانت آزوف ميليشيا متطوعة تشكّلت في مدينة بيرديانسك لدعم الجيش الأوكراني في قتاله ضدّ الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وجاء بعض مقاتليها من مجموعة يمينية متطرّفة تُدعى "برافيي سيكتور"، والتي كان أعضاؤها الأساسيون من شرق أوكرانيا ويتحدثون الروسية.

 ونقل الموقع الألماني عن أندرياس أوملاند من مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية قوله: إنّ مثل هذه الجمعيات يمكن أن توصف بأنّها مجموعات نازية جديدة منظمة في ألمانيا.

دلالات اليمين المتطرف

وقال أوملاند: إنّ "آزوف لفتت الانتباه في وقت مبكر باستخدام رمز Wolfsangel النازي رمزاً لها"، مضيفاً: "يمتلك Wolfsangel دلالات يمينية متطرفة، إنّه رمز وثني استخدمته قوات الأمن الخاصة أيضاً، لكنّ السكان في أوكرانيا لا يعتبرونه رمزاً فاشيّاً".

وأوضح أوملاند أنّ الكتيبة تريد أن يُفهم الرمز من الحقبة النازية على أنّه نسخ مبسطة من الحروف "فاء" و "واو"، في إشارة إلى "فكرة وطنية".

الاندماج في الحرس الوطني

أندري بيلتسكي، مؤسس آزوف البالغ من العمر (42) عاماً، هو خريج تاريخ من جامعة خاركيف الوطنية. كان نشطاً في المشهد اليميني المتطرف في أوكرانيا لأعوام. في صيف عام 2014 شاركت قوات آزوف المتواضعة في استعادة ماريوبول من الانفصاليين الموالين لروسيا. وقد عملت كفوج منذ خريف 2014. ووفقاً لتقارير إعلامية، كان لديها حوالي (1000) مقاتل قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى مدفعية ودبابات.

وقد قرّرت الحكومة الأوكرانية دمج القوميين المتطرفين في هياكل الدولة في عام 2014. وفي عامي 2015 و2016 ظهرت حركة شكّلت الذراع السياسية لآزوف. واستقال بيلتسكي من منصبه كقائد، وأنشأ حزب الفيلق الوطني مع مقاتلين سابقين. ومع ذلك، كان لها نجاح انتخابي ضئيل، ودخل بيلتسكي البرلمان من خلال تفويض مباشر، لكنّه لم يُعد انتخابه في عام 2019. ويقال إنّه يقاتل حاليّاً على الجبهة بالقرب من كييف.

صلات بحركات اليمين المتطرف

في عام 2019 كانت هناك محاولة من قبل الكونغرس الأمريكي لتصنيف الكتيبة على أنّها "منظمة إرهابية"، لكنّ هذا لم يحدث. ومع ذلك، حافظت آزوف لأعوام على اتصالات مع الحركات اليمينية المتطرفة في الخارج، بما في ذلك في ألمانيا، وفقاً لما نقلته "دويتش فيلا" عن الحكومة الألمانية.

وقال أوملاند: إنّ أسطورة نمت حول آزوف بسبب الدعاية الروسية، مشيراً إلى أنّ المقاتلين المتطوعين، بما في ذلك آزوف، اتُهموا بالنهب والسلوك غير اللائق في 2014.

وتابع أوملاند: "في العادة، نعتبر التطرف اليميني أمراً خطيراً، ويمكن أن يؤدي إلى الحرب". لكنّه جادل بأنّ الأمر معكوس في أوكرانيا، حيث أدّت الحرب إلى صعود وتحويل الرفاق المهمّشين إلى حركة سياسية، غير أنّه قال: إنّ "تأثيرهم على المجتمع مبالغ فيه."



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية