بعد الهجمات على جدة: هل يصنّف ترامب الحوثيين جماعة إرهابية؟

بعد الهجمات على جدة: هل يصنّف ترامب الحوثيين جماعة إرهابية؟


25/11/2020

لم يتأخر التحالف العربي في الرد على الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت السعودية أول من أمس، فقد أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس الثلاثاء، أنه شن هجمات على أهداف تابعة للحوثيين وذلك غداة الهجوم الذي شنه المسلحون اليمنيون على محطة تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة.  

ويتزامن الاعتداء الإرهابي الحوثي مع التحضيرات المرجحة في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالعمل الإرهابي والتخريبي، واعتبرته دليلاً جديداً على سعي ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة

الرد العسكري على إرهاب الحوثيين جاء بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، ما يؤكد عزم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن على ضرب معاقل الحوثيين وشل حركتهم؛ حيث أفاد التحالف بأنه قام بتدمير خمسة ألغام بحرية للحوثيين زرعوها في البحر الأحمر. كما أشارت تقارير إلى أنّ طائرات التحالف نفذت أيضاً غارات جوية ليلية على مواقع وثكنات للحوثيين بالقرب من العاصمة صنعاء.

وتبنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، صباح أول من أمس الإثنين، الهجوم الإرهابي.

ويعتقد الحوثيون الذين تدعمهم إيران، ويحظون برعاية سياسية تركية، ودعم إعلامي قطري، أنّ مجيء الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلفاً لترامب، قد يمنحهم الضوء الأخضر لعملياتهم الإرهابية على اعتبار الزعم السائد بأنّ الديمقراطيين أكثر ميلاً لإيران، وهو أمر ستكشف المرحلة المقبلة زيفه.

كيف يعمل عقل الملالي؟

ويرجّح أن يكون عقل الملالي في طهران يعمل بوتيرة الحماسة التي يحملها مجيء بايدن إلى البيت الأبيض، لذا يتم إعطاء الضوء الأخضر لأعوانهم وأذرعهم العسكرية ميليشيات الحوثي الإرهابية للعبث بأمن المملكة العربية السعودية التي دان الاعتداء عليها دول عربية كثيرة باستثناء قطر التي يبدو الحوثيون في إعلامها مجاهدين في سبيل الله من أجل العدل واسترداد الكرامة والسيادة، مع أنّ الوقائع تؤكد أنهم شذاذ آفاق ومغتصبو سلطة وقتلة همجيون روّعوا اليمنيين وأذاقوهم الأمرّين.

اقرأ أيضاً: الإرهاب الحوثي.. عدائية إيران تغتال فرص السلام باليمن

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة من بين الدول التي دانت بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، الذي شنته ميليشيات الحوثي واستهدف محطة توزيع المنتجات البترولية شمالي مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، كما نقلت "سكاي نيوز عربية".

ونددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها بهذا العمل الإرهابي والتخريبي، واعتبرته دليلاً جديداً على سعي ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضاً: إدانات واسعة لاستهداف محطة جدة.. وهكذا ردت السعودية على إرهاب الحوثيين

وجددت الوزارة تضامنها الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وأكد البيان أنّ أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وأنّ أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

من جانبها، دانت الكويت استهداف جماعة الحوثي محطة توزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إنّ "استمرار الأعمال الإجرامية الآثمة التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية وإمدادات الطاقة العالمية والاعتداء على أمن واستقرار السعودية والمنطقة تستوجب تحرك المجتمع الدولي لردع من يخطط ويقف وراءها".

كشفت مجلة "فورين بوليسي"، الأسبوع الماضي، نقلاً عن "مصادر دبلوماسية" أنّ إدارة ترامب "تستعد لتصنيف جماعة الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية"

وأكدت الخارجية الكويتية وقوف الكويت التام مع السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.

كما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن "الهجوم الإرهابي الجبان"، الذي استهدف محطة توزيع المنتجات البترولية شمالي مدينة جدة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، ضيف الله الفايز، إدانة واستنكار المملكة الشديدين ورفضها لهذا الهجوم الإرهابي الجبان واستمرار ميليشيات الحوثيين استهداف المناطق المدنية، الذي يمثل انتهاكاً صارخاً وخرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية.

وشددت مصر على رفضها التام واستنكارها الشديد لمثل هذه الأعمال التخريبية الإرهابية التي تُرتكب ضد منشآت حيوية بالمملكة، وبما يستهدف أمن السعودية وكذا استقرار إمدادات الطاقة. وأعادت التأكيد على تضامنها ووقوفها بجانب السعودية فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وصون أمنها واستقرارها في مواجهة هذه الهجمات الجبانة المُشينة، وفي سبيل التصدي لكافة أشكال الإرهاب وداعميه.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يواصلون استهداف السعودية... وهذه آخر مزاعمهم

وأدانت السودان بشدة الاعتداء الإرهابي الذي قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية، وأعربت الخارجية السودانية عن شجبها التام لهذا العمل الإجرامي الذي يعد دليلاً على سعي ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

الأمين العام للأمم المتحدة يدين

وأدان الهجوم الإرهابي على المنشأة النفطية السعودية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، كما أدانه الأمين العام للجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي.

وهاجم الإرهابيون الحوثيون محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة غرب المملكة بصاروخ، ما أدى إلى نشوب حريق في خزان للوقود، دون وقوع ضحايا أو تأثيره على إمدادات الشركة.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية في بيان أنّه عند الساعة 03:50 بالتوقيت المحلي (00:50 توقيت غرينيتش) "وقع انفجار تسبب في نشوب حريق في خزّان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال مدينة جدة نتيجة اعتداء إرهابي بمقذوف".

وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، إنّ هذا الاعتداء لا يستهدف المقدرات الوطنية للمملكة، وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي، كما أنه امتداد للأعمال الإرهابية باستهداف المنشآت النفطية في بقيق وخريص، التي تبنتها الميليشيا الحوثية.

اقرأ أيضاً: الحوثيّون على خطى إيران في نشر الطائفيّة المذهبيّة

وأشار إلى أنّ الأدلة والبراهين أثبتت تورط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة نوعية إيرانية من نوع (كروز) وطائرات بدون طيار مفخخة.

أعلن التحالف أنّ الألغام البحرية التي دُمرت جنوب البحر الأحمر هي إيرانية الصنع من نوع "صدف". وأشار إلى أنّ "مجموع الألغام التي دُمرت في البحر الأحمر وصل لـ163 لغماً بحرياً". وأضاف أنّ "أعمال الميليشيات الحوثية بدعم إيراني تهدد أمن الملاحة جنوب البحر الأحمر".

وبيّن العميد المالكي أنّ استهداف المدنيين والأعيان المدنية، منها المنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمدة، يخالف القانون الدولي الإنساني وقواعده العُرفية، ويرتقي إلى جرائم حرب.

سياسة بايدن تجاه الحوثيين

ويتساءل كثيرون عن السياسة التي سيتخذها الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن تجاه الحوثيين الذين ابتهجوا لحظة إعلان فوز المرشح الديمقراطي بالرئاسة.

وكشفت، الأسبوع الماضي، مجلة "فورين بوليسي" نقلاً عن "مصادر دبلوماسية" أنّ إدارة ترامب "تستعد لتصنيف جماعة الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية" وذلك قبل مغادرة منصبه المحتملة في كانون الثاني (يناير) المقبل.

وقال مصدر دبلوماسي إنّ الإدارة "تفكر في هذا الأمر منذ فترة"، مشيراً إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو "يسعى إلى سلوك هذا المسار السريع"، وأشارت المجلة إلى أنّ القرار الذي "يبدو وشيكاً" سيعد "انتصاراً آخر" لوزير الخارجية في إستراتيجيته المناهضة لإيران أثناء زيارته لإسرائيل والسعودية والإمارات.

واعتبر تقرير المجلة، كما نقلت "الحرة"، أنّ هذه الخطوة ضد الجماعة المدعومة من طهران "ربما جزء من مسعى أوسع للبيت الأبيض وبومبيو لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، خلال الأشهر الأخيرة للإدارة".

اقرأ أيضاً: طالبات بتصنيف ميليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب

وأكدت تقارير إعلامية أنّ الغرض من مثل هذا الإجراء هو مساعدة حكومة عبد ربه منصور هادي، المحاصرة من خلال عزل الحوثيين وخلق عبء إضافي على راعيهم إيران، إلا أنّ بعض الخبراء يعتقدون أنّ هذا لن يساعد في إنهاء الحرب الأهلية الطويلة في اليمن، وفقاً لصحيفة "جيروزالم بوست".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية